1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"صورة إعلامية ألمانية مشوهة عن صراع الشرق الأوسط"

لؤي المدهون - ترجمة: علي المخلافي١٩ يوليو ٢٠١٤

"دولة القانون تقاتل الإرهابيين في الشرق الأوسط": هذه صورة تبسيطية ومنحازة تركز عليها باستمرار وسائل الإعلام المحلية الألمانية حين تتطرق للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني، كما يرى المراقب السياسي لؤي المدهون.

Gazastreifen / Palästinenser / Schutt / Nahost
صورة من: picture-alliance/AA

"إسرائيل تقف لنشطاء حماس بالمرصاد"، "الحرب على الفلسطينيين الراديكاليين"، "كراهية ضد حماس"، "حرب إسرائيل على حماس": مثل هذه العناوين الصحفية هي ما تختاره وسائل الإعلام الألمانية لتقاريرها الإخبارية حين تتطرق لأحدث جولات المواجهة العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، لكن النظر من هذه الزاوية يؤدي إلى إشكالية، من العديد من النواحي.

فأولا، تشير هذه العناوين إلى وجود توازن بين الطرفين لا وجود له على أرض الواقع. وذلك وفقا للنظرة التالية: يوجد طرفان متحاربان يقصف كل منهما الآخر بالصواريخ، وخلال ذلك يتم قتل المدنيين الأبرياء على الجانبين، وهذا أمر مؤسف، ولكن للأسف لا يمكن تجنبه. كما أن العملية البرية للجيش الإسرائيلي على قطاع غزة جعلت التصعيد يبلغ مستوى جديدا مرة أخرى.

معظم المعاناة تصيب المدنيين الفلسطينيين

صحيح أنه يتم التسليم عموما بأن استخدام العنف المفرط هو السبب الرئيسي في معاناة السكان المدنيين العُزَّل في قطاع غزة، ولكن لا يكاد يتغير أي شيء في الممارسة، من حيث المساواة غير الواقعية بين الطرفين المتحاربين.

ولتجنب أي سوء فهم هنا يجب عند هذه النقطة التركيز وبوضوح على أن ما يرد في هذه السطور ليس مقاصّة ساخرة في أعداد الضحايا بين الجانبين. فكل ضحية بمثابة الكثير من الضحايا! كما يتعين دائما وأبدا ومن حيث المبدأ رفض العنف كوسيلة لتسوية النزاعات. ولكن المساواة بين أعداد القتلى الفلسطينيين والإسرائيليين تولّد شعورا لدى العرب والمسلمين بأن حياة الفلسطيني أقل قيمة.

لؤي المدهون، مدير موقع قنطرة للحوار مع العالم الإسلامي qantara.deصورة من: DW

حماس ليست تنظيم القاعدة

ثانيا، في العديد من وسائل الإعلام الأوروبية يتم تصوير حماس حصرا بأنها "منظمة إرهابية"، لا تستهدف إلا قتل المواطنين الإسرائيليين الأبرياء بشكل عشوائي. وهذا يفترض بالتالي أنها تنشر "ثقافة الموت". والأكثر إشكالية من هذه النظرة هو مساواة هذه المنظمة الإسلامية، الناشطة فقط في الأراضي الفلسطينية، بتنظيمات الإرهاب العالمي من عيار تنظيم القاعدة.

منظمة حماس هي بالطبع فرع أيديولوجي لجماعة الإخوان المسلمين. لكنها أيضا نتاج فشل عملية السلام واستمرار الاحتلال المخالف للقانون الدولي وحقوق الشعوب. وهو احتلال أدى إلى تطرُّف الشعب الفلسطيني في العقود الأخيرة. كما أن لدى حماس، إلى جانب جناحها المسلح، جناحا براغماتيا سياسيا. وهذا الأخير يفضّل المفاوضات ويمثل أغلبية البرلمانيين الفلسطينيين. ولكن الأهم من ذلك هو أن إسرائيل تفاوضت مرات عديدة بشكل غير مباشر مع حماس، وحققت من ذلك نتائج مستدامة وراسخة.

الجوهر الحقيقي للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني

ثالثا، تكمن إشكالية وجهة نظر وسائل الإعلام الألمانية المحلية حول نشوب دوامة العنف الجديدة في أسباب، ليس أدناها: التركيز الثابت على أن حماس "منظمة عدوانية إرهابية غير عقلانية". وهذا يختزل النضال الوطني الفلسطيني في سبيل تقرير المصير والاعتماد على الذات، ويختصره في معركة بين إسرائيل وإرهابيين.

النظر من هذه الزاوية يُفقِد الرؤية إلى جوهر الصراع في الشرق الأوسط، وهو: نضال الفلسطينيين في سبيل إقامة دولتهم. كما أن النظر من هذه الزاوية قد يقصي بعيدا حل الدولتين المفضَّل في الأوساط الدولية.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW