وجهة نظر ـ اللاجئون في حاجة للحماية، لكن عليهم واجبات أيضا
٢٦ فبراير ٢٠١٧
ينبغي على كل طالبي اللجوء التعاون مع الجهات الألمانية بخصوص إجراءات التحقيق، بما في ذلك التأكد من هويتهم ومعرفة مدى توفرهم على الشروط الازمة للإستفادة من حق اللجوء. التفاصيل في تعليق الكاتب راينهارد مولر:
إعلان
يحق لكل اللاجئين في ألمانيا طلب الحصول على مساعدات، لكن شريطة أن يتم التعرف على البلد الذي قدموا منه، حتى وإن لم يتوفروا على جواز سفر. فحسب أعراف حقوق الإنسان، ليس من الملزم أن يقوم الشخص دائما بالإفصاح عن هويته. كما إن لكل شخص الحق في مغادرة بلده والانتقال إلى بلد آخر.
الالتزام بالتعاون
لكن من يرغب في تحقيق شيء ما، عليه أيضا أن يستوفي للشروط المطلوبة ـ وهو ما ينطق على اللجوء أيضا ـ فمن يريد أن يحصل على حق اللجوء، عليه توضيح الأسباب، وتحديد إسم بلده الأصلي، وإلا كانت مساعدة اللاجئين أمرا صعبا دون التعرف عليهم بشكل دقيق. الكثيرون لا يعلمون أو يتناسون أن طالبي اللجوء ملزمون بالمساهمة في التعامل مع تلك الإجراءات.
لذلك فقد يكون من الضروري الاستعانة بالمعلومات الموجودة في هواتفهم النقالة. بيد أن هذا الأمر قد يسبب مشكلا في حالة ما إذا تم استخدام معلومات خاصة للشخص المعني، مما يؤدي إلى انتهاك لحقوقه الشخصية. ورغم ذلك فإن هذا الأمر يصبح ممكنا و ضروريا لتحديد البلد الأصلي للاجئ. وفي نهاية الأمر ليس لكل شخص الحق في الحصول على اللجوء بألمانيا، لأن القيام بذلك يصب في مصلحة البلد واللاجئين على حد سواء.
بطبيعة الحال يمكن تفهم رغبة كل شخص في البحث عن حظ أفضل في أوروبا وخاصة في ألمانيا. لكن الكل يعرف أن هذا الأمر ليس متاح على المدى الطويل. وقد يتفهم الإنسان أن الكثيرين يحاولون إخفاء أسماء بلدانهم الأصلية، لأنهم يعلمون أن فرص القادمين من بلدان معينة ضئيلة للحصول على الحماية أو حق اللجوء، بالمقارنة مع بلدان أخرى. ولكن من جهة أخرى على كل من يرغب في الحفاظ على كيان المجتمع وعلى خصائصه أن يتفهم أن سوء الظروف الاقتصادية وغياب الآفاق في البلد الأصلي غير كافية للحصول على حق البقاء في البلد المستقبل.
دولة القانون مطالبة بمعاقبة الخروقات
وحيث إن ألمانيا كدولة قانون تحترم الحقوق الشخصية وخاصة الحق في حماية البيانات، بما ذلك بيانات الوافدين عليها من اللاجئين، فمن واجبها أيضا أن تصر على القيام بالمراقبة وطلب معلومات، ومعرفة من يدخل إلى أراضيها. ما يدفع بالكثير من اللاجئين للقدوم إلى ألمانيا هو فرصة الحصول على يد المساعدة وبالتالي على حماية. وهنا ينبغي أيضا ملاحقة من لا يحترم تلك الشروط وينتهكها، حيث إن الجميع مطالب بالمساعدة على تحقيق ذلك.
راينهارد مولر/ هـ.د
كيف بدأت أزمة اللاجئين في أوروبا؟
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو