وجهة نظر: فليسقط مصطلح "العرق" من الدستور الألماني
٢٠ يونيو ٢٠٢٠
اقترح حزب الخضر الألماني شطب مصطلح "العرق" من القانون الأساسي في ألمانيا (الدستور الألماني)، لأن هذا المفهوم تمييزي وغير ملائم للعصر، إنها فكرة صائبة وجيدة كما يرى فولكر فيتينغ.
إعلان
آباء وأمهات القانون الأساسي الذي هو بمثابة الدستور الألماني حاليا كانت لهم نية حسنة عندما دونوا قبل 71 عاما مصطلح "العرق" في المادة 3 من القانون. وقد أرادوا بذلك إصدار إشارة واضحة ضد الحماقة العرقية للنازيين. هذا صحيح، إلا أنهم وظفوا حينها ـ على الأقل من وجهة نظر آنية ـ مصطلحات ملوثة. ومصطلح العرق أو السلالة أضحى شيئا من الماضي.
وهذا ما أكد عليه مرة أخرى رئيس جامعة فريدريش شيلر في يينا وعلماء آخرون السنة الماضية. فمصطلح "العرق" ليس إلا تركيبة عنصرية، كما ورد في "إعلان يينا". وعوض ذلك طالبوا بعدم مواصلة استخدام التعبير والعمل ضد التمييز العنصري. فتصنيف البشر إلى "أعراق" لم يعد له في يومنا هذا أساسا علميا. ولذلك وجب إلغاء "العرق" من القانون الأساسي! فالخضر أثاروا في الجدل الحالي حول العنصرية نقاشا سليما في الوقت المناسب.
البشرة أو الأصل كأساس لتعريف مجموعات مختلفة غير معقول وتعسفي. ومفهوم "الأعراق" كان دوما مرتبطا بمصالح اجتماعية وسياسية ويعني في صلبه أن الصفات الخارجية لمجموعات عرقية يتم ربطها مع طبيعة وخاصيات هؤلاء الناس. وهذا أدى في الغالب إلى القمع والتمييز والعنف عبر التاريخ. فالصورة الذاتية للأوروبيين البيض كانت لوقت طويل تمثل "التفوق" و"التحضر". والنتيجة كانت العبودية والتهجير والقتل الجماعي.
وإذا ما تم شطب مصطلح "العرق" من القانون الأساسي، فإن ذلك لن يجسد بالطبع نهاية العنصرية المؤسساتية أو اليومية في المانيا. لكن ذلك سيكون بمثابة رمز قوي في الكفاح ضد العنصرية التي يعايشها الكثير من الناس ـ أيضا في المانيا ـ يوميا.
الاتحاد المسيحي وواجبه
وفي الخارج سبق وأن حصل ذلك، في فرنسا وفنلندا والسويد تم منذ مدة طويلة شطب مصطلح "العرق" من الدساتير. ومنذ مايو/ أيار قامت ولاية بريمن بفعل ذلك. ففي دستور الولاية يتم الحديث الآن عن "التمييز العنصري".
والآن جاء دور جمهورية المانيا الاتحادية. ومن أجل ذلك وجب على الاتحاد الذي يضم الحزبين المسيحيين المحافظين إعطاء دفعة ـ إذا ما كان ينعت نفسه بالمسيحي. وسيكون ذلك جيدا، لأن حزب البديل من أجل المانيا الذي تفكر مجموعات فيه بشكل عنصري سيتم فضحه. وهو الحزب الوحيد الذي يعارض بقوة وبالاجماع شطب المصطلح العنصري "العرق" ـ هذه الكلمة التي أضحت من علبة العُثة أو صندوق العُث.
فولكر فيتينغ
بالصور - الاحتجاجات ضد العنصرية تعم قارات العالم
مقتل المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد في مينيابوليس بعد أن جثم شرطي أبيض على رقبته حرك الناس في جميع أنحاء العالم. وعلى الرغم من وباء كورونا قرر مئات الآلاف الخروج للشوارع للتظاهر ضد العنصرية التي تُمارس بشكل ممنهج.
صورة من: Reuters/R. Casilli
باريس: احتجاج في متنزه لو شامب دي مارس
قبل بضعة أيام، قامت الشرطة الفرنسية بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع. وكان في البداية قد تم حظر المظاهرات التي أعلن عن تنظيمها عند برج إيفل وخارج السفارة الأمريكية. لكن مع ذلك، خرج عشرات الآلاف إلى الشوارع ضد العنصرية، حتى خارج باريس. عنف الشرطة ضد السود منتشر بشكل خاص في الضواحي.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/A. Morissard
لييج: مظاهرة رغم الحظر
بلجيكا، مثل معظم البلدان الأوروبية، لديها نصيب من الاستغلال الاستعماري وإخضاع مناطق أخرى من العالم: فقد كانت جمهورية الكونغو الديمقراطية الحالية مملوكة ملكية خاصة للملك ليوبولد الثاني، الذي تم إنشاء نظام الظلم العنصري نيابة عنه. وقد جرى التظاهر ضد العنصرية في بروكسل وأنتفيرب ولييج؛ على الرغم من الحظر المتعلق بفيروس كورونا.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Arnaud
ميونيخ: بافاريا ذات التعددية
في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا، نظمت واحدة من أكبر المظاهرات في ألمانيا تجمع فيها 30 ألف شخص. كما خرجت مظاهرات في مدن ألمانية أخرى كبيرة منها كولونيا وفرانكفورت وهامبورغ. أما في برلين، فتحتم على الشرطة منع وصول المتظاهرين لبعض الوقت إلى ميدان ألكسندر بسبب توافد الكثير من الناس للمشاركة في المظاهرة.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/S. Babbar
فيينا: 50 ألف متظاهر ضد العنصرية
في العاصمة النمساوية فيينا ذكرت الشرطة يوم الجمعة أن 50 ألف شخص تجمعوا، في واحدة من أكبر المظاهرات في السنوات الأخيرة، في البلد الذي شهد العام الماضي "فضيحة إيبيزا" والسقوط المدوي للائتلاف الحكومي اليميني في 2019. وبحسب صحفيين، كُتبت عبارة "حياة السود مهمة" على سيارة للشرطة.
صورة من: picture-alliance/H. Punz
صوفيا: لفت الانظار للعنصرية في بلغاريا أيضا
كما هو الحال في العديد من البلدان الأوروبية الأخرى، تحظر بلغاريا حاليا التجمعات التي تضم أكثر من عشرة مشاركين. ومع ذلك اجتمع المئات في العاصمة صوفيا. المتظاهرون صرخوا بكلمات جورج فلويد الأخيرة "لا أستطيع التنفس"، لكنهم لفتوا الانتباه أيضا إلى العنصرية في المجتمع البلغاري.
صورة من: picture-alliance/AA
تورين: احتجاج في زمن كورونا
بسرعة، قامت هذه المرأة في تورين بتدوين مخاوفها السياسية على الكمامة التي لا تزال ضرورية بسبب كورونا: "حياة السود مهمة أيضًا في إيطاليا". المظاهرات ضد العنصرية بما في ذلك تلك التي أقيمت في روما وميلانو، ربما تكون أكبر التجمعات التي شهدتها إيطاليا منذ بدء إجراءات كورونا. وإيطاليا هي واحدة من الدول المستقبلة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة في الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/M. Ujetto
لشبونة: تحرك الآن!
"تحرك الآن" هي العبارة المكتوبة على هذه اللافتة التي رفعها هذان المتظاهران في العاصمة البرتغالية لشبونة. لم تتم الموافقة على المظاهرة، لكن الشرطة سمحت للمشاركين بالمسيرة. في البرتغال أيضا، هناك دائما عنف من قبل الشرطة ضد السود. وعندما تظاهر المئات بشكل عفوي بعد حادث مشابه في يناير/ كانون الثاني 2019، ردت الشرطة فأطلقت عليهم الرصاص المطاطي.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/J. Mantilla
مكسيكو سيتي: ليس فلويد فقط وإنما لوبيز أيضا
في المكسيك، لم يثر مقتل جورج فلويد الغضب في البلاد فحسب، بل لفت الأنظار لمصير عامل البناء جيوفاني لوبيز أيضا، الذي تم القبض عليه في مايو/ أيار في ولاية خاليسكو الغربية لعدم ارتدائه كمامة واقية. ويبدو أنه مات من عنف الشرطة. ويتزايد غضب المتظاهرين المكسيكيين منذ ظهور شريط فيديو قبل أيام قليلة عن عملية قبض الشرطة على لوبيز.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
سيدني: لا للعنصرية ضد السكان الأصليين
بدأت المسيرة في سيدني بمراسم دخان تقليدية. ولم يكن التضامن الصريح لما لا يقل عن 20 ألف مشارك مع جورج فلويد فقط، ولكن أيضا مع الأستراليين من السكان الأصليين (أبورجيون)، الذين كانوا أيضا ضحايا لعنف الشرطة العنصري. وطالب المتظاهرون بعدم السماح مرة أخرى بمقتل أي شخص منهم في حجز الشرطة.
صورة من: picture-alliance/NurPhoto/I. Khan
بريتوريا: بقبضة مرفوعة مثل مانديلا
القبضة المرفوعة في الهواء هي رمز لحركة # BlackLivesMatter (حياة السود مهمة) لكن الرمز أقدم بكثير؛ فعندما أطلق نظام الفصل العنصري سراح المقاتل من أجل الحرية، نيلسون مانديلا، من السجن في فبراير/ شباط 1990، رفع قبضته في طريقه إلى الحرية، مثلما فعلت هذه المحتجة في بريتوريا الآن. لا يزال البيض يتمتعون بامتيازات في جنوب أفريقيا. إعداد: دافيد إيل/ ص.ش