1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: مصر كدعامة استقرار؟

٤ مارس ٢٠١٧

لم تكن قضية بناء معسكرات تجميع للمهاجرين في مصر على أجندة لقاء ميركل والسيسي. والحديث حول مصر كدعامة للاستقرار يطرح تساؤلات حول الثمن الذي سيدفعه العالم مقابل إبقاء مصر في هذا الدور. كما كتبت داغمار إنغل في تعليقها.

Ägypten Angela Merkel & Abdel Fattah-al-Sisi
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/Egyptian Presidency

يبدو أن السياسة الخارجية لا تسير وفقاً لخطة: سافر، وقع على صفقة وانتهى الأمر. حتى وإن كان هناك رؤساء يريدون تصديق ذلك، فإن الرئيس المصري لا ينتمي إلى هذه المجموعة على الإطلاق. فعلى الرغم من أنه وحكومته في موقف سيئ – بما يعانيه الاقتصاد المصري من أوضاع مزرية وانحدار ثُلث السكان تحت خط الفقر، ناهيك عن ازدياد درجة الامتعاض لدى الشعب. ولكن ما يزال يُنظر إلى مصر كدعامة للاستقرار في المنطقة، وعبد الفتاح السيسي يدرك أن ليس فقط المستشارة الألمانية أو رئيس الوزراء الإسرائيلي أو الرئيس الروسي، بل إن المنطقة والعالم بأسره أيضاً مستعد لفعل الكثير كي تبقى مصر في هذا الدور.

المساعدة والوقاية

ربما يكون العالم مستعداً لفعل الكثير، ولكن ليس كل شيء! لا يختلف اثنان على أن المهاجرين واللاجئين في مصر يعيشون في ظل أوضاع يمكن تحسينها. كما لا خلاف على أن هناك حاجة لوقف المهربين وتجار البشر أو على الأقل جعل عملهم أكثر صعوبة. إعادة طالبي اللجوء المصريين المرفوضة طلباتهم إلى مصر تبدو حلاً عادلاً ورخيصاً في نفس الوقت، وفتح طرق قانونية للهجرة إلى أوروبا يبدو أمراً رائعاً. كما أن منح الأموال من أجل خلق فرص عمل يبدو أحد أهم الأسلحة لمكافحة أكبر أسباب الهجرة. كل ذلك يبدو – كما يسمعه المرء – وكأنه منهاج وقائي فعّال. حتى الآن هناك عدد قليل فقط من المصريين الذين يريدون ترك بلادهم والهجرة إلى أوروبا، وربما يبقى الأمر على ما عليه الآن.

داغمار إنغل مديرة ستوديو DW في العاصمة برلين

اتخاذ قرار وتحمل تكاليفه

لكن يبقى هناك تساؤل حول ثمن كل ذلك، وعما إذا كان من الصحيح دعم دولة بوليسية ورئيس استبدادي واقتصاد معتمد على المحسوبية لأن النظام هناك يعد بالاستقرار، ومازال يعتبر مقبولاً. ما هو ثمن عدم انتشار الفوضى التي تسود ليبيا إلى بقية دول شمال أفريقيا؟ ما هو ثمن تحديد نفوذ روسيا والصين في تلك المنطقة؟ ما هو ثمن قيام مصر – ربما ليس الآن ولكن لاحقاً – ببناء معسكرات تجميع للمهاجرين على أراضيها لمنع وصولهم إلى أوروبا؟

لطالما شكل التعلم من التجارب مبدأ هاماً لاستمرار البشرية. شمال أفريقيا لديها كم لا يستهان به من التجارب الشخصية، مثل مصر في عهد مبارك أو ليبيا في عهد القذافي أو تونس في عهد بن علي. كما أن أوروبا في العام 1840 لديها سلسلة من التجارب الثورية – لقد استمر الأمر في بعض الأحيان عدة عقود، ولكن لم يكن بالإمكان وقف عملية التحول الديمقراطي. إن البحث عن التجربة الصحيحة وبناء الأفعال عليها هو من بين أهم ما تقوم عليه السياسة الخارجية.

إن مجتمعاً مدنياً نامياً له أهمية كبيرة في التنمية وفي القدرة على مكافحة الإرهاب، بحسب ما قالت المستشارة ميركل في القاهرة، وهذه إشارة جيدة. إذ برغم كل التجارب، لم يكن هناك المزيد مما يمكن قوله في الوضع الراهن.

داغمار إنغل

ترجمة: ياسر أبو معيلق

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW