وجهة نظر: نتائج الانتخابات النصفية تطبيع مع "الترامبية"
٧ نوفمبر ٢٠١٨
لم تؤدِ الانتخابات النصفية إلى رفض واسع لترامب ونهجه السياسي. من خلال انتزاعهم مجلس النواب سجل الديمقراطيون فوزاً لا بد منه، إلا أن الجمهوريين احتفظوا بمجلس الشيوخ. مراسل DW بأمريكا يرى أن "حمى ترامب" لم يتم الشفاء منها.
إعلان
في هذه الانتخابات الأمريكية وبعد سنتين من فوز دونالد ترامب بالرئاسة لم يبقَ أي تسويغات إضافية. لا يمكن لأحد الادعاء أن مثل "أسمع قعقعة ولا أرى طحيناً" ينطبق، بشكل عام، على الرئيس ترامب. ولا يمكن لأحد المحاججة بأن وزن المكتب الرئاسي أو المسؤولين التنفيذيين سوف يحول دون أن يتصرف ترامب انطلاقاً من أسوء دوافعه الانفعالية.
كل تلك التسويغات والتبريرات لجعل ترامب مقبولاً كانت موضع شك، وحتى في عام 2016. وهي غير مقبولة اليوم بعد أن خَبِرَ العالم السنتين الأوليين من حكم الرئيس ترامب. ويعود ذلك إلى أن ترامب كان أكثر شرًّا وسميّة وخساسة خلال تلك السنتين أكثر منه خلال حملته الانتخابية. إن مآل الأمور كان من الصعب تخيل حدوثها قبل سنتين.
حاض على الكراهية
إن ترامب، الخطيب الحاض على الكراهية، والذي أعلن نفسه مؤخراً قومياً آثار مراراً وتكراراً مخاوف المهاجرين من أصول إسبانية والأمريكيين-الأفارقة والمسلمين وباقي الأقليات، مستخدماً خطاباً يبدو عادياً لغير تلك المجموعات المذكورة ولكنه يحمل رسائل مشفرة لتلك المجموعات. ولوح ترامب مهدداً بأن وسائل الإعلام "عدو الشعب" وبأن الديمقراطيين المعارضين لسياساته "غير أمريكيين". وقد فعل كل ذلك من خلال الخطب المليئة بالأكاذيب ونظريات المؤامرة وأنصاف الحقائق والأكاذيب الصارخة. وكان هدف أسلوبه ذاك هو إفراغ مفاهيم الحق والصواب من محتواها.
غير أن ترامب يتصرف بناء على دوافعه الانفعالية. وقد رفض مراراً وتكراراً إدانة اليمين المتطرف. ولقد شن حملة شعواء ضد المهاجرين غير المسجلين وفعل كل ما بوسعه لمنع كل من هو غير أمريكي من المهاجرين وطالبي اللجوء من دخول الولايات المتحدة. وراح بمعول الهدم يضر بالعلاقات الأمريكية-الأوروبية، كما سحب بلاده من معاهدات ومنظمات دولية رئيسية ودلّل الحكام المستبدين.
والسؤال هنا: بغض النظر عن كل ما سبق ذكره، كيف أمكن للأمريكيين حتى الآن عدم الانقلاب بأعداد كبيرة وفي جماعات ضد ترامب والجمهوريين والكونغرس التعيس؟
بلد منقسم بشكل عميق
يمكن لأي شخص جاب البلاد وتحدث مع الناس في الشهور الأخيرة استشعار أن الولايات المتحدة منقسمة بشكل عميق. وبينما كان الديمقراطيون وما يسمى بحركة المقاومة ساخطين، وعلى وجه حق، من سلوك ترامب، كان داعمو الرئيس والجمهوريون ساخطين، وبنفس القدر على سخط الديمقراطيين على ترامب، ولكن من دون وجه حق. التلاعب بتقسيم الدوائر الانتخابية لصالح الجمهوريين جعل اكتساحا ديمقراطيا كبيرا صعب للغاية.
وبناء على كل ما سبق فإن نتائج الانتخابات النصفية جاءت على الشكل الذي جاءت عليه. حقق الديمقراطيون الحد الأقصى الذي يحتاجونه وانتزعوا مجلس النواب ليمارسوا نوعاً ما من المراقبة على ترامب، في حين فاز الجمهوريون بمقاعد مجلس الشيوخ. وهذا أمر اعتيادي في الانتخابات النصفية بالنسبة لحزب لا تكون الرئاسة بحوزته.
غير أن الديمقراطيين خسروا سباق التوقعات بالفوز بمناصب حكام بعض الولايات أو بمقاعد مجلس الشيوخ في فلوريدا وتكساس، وحتى بانتزاع الغالبية في مجلس الشيوخ. كل ذلك لم يحدث. "الموجة الزرقاء" الكاسحة (اللون الذي يرمز للديمقراطيين) التي كان الديمقراطيون يمنون النفس بها لم تحدث. ولكن على غرار تمني الديمقراطيين، بوسع وسوف يدعي ترامب وداعميه بأنهم نجحوا عن طريق تكتيكات إشاعة-الخوف من تقليص الموجة الزرقاء "الكاسحة" وتحويلها إلى موجة صغيرة جداً.
صورة مختلطة
على الرغم من إمساك الديمقراطيين بمجلس النواب، فإن الصورة بعد هذه الانتخابات النصفية مختلطة للغاية.
الخبر الجيد للولايات المتحدة وللعالم بأن ترامب، أخيراً، سوف يواجه صداً جدياً لبعض سياساته الفاضحة والمتجاوزة لكل معقول. والخبر المفرح الآخر هو أن السيناريو الكابوسي بإعادة بسط الجمهوريين سيطرتهم من جديد على مجلسي النواب والشيوخ تم تفاديه. والخبر المفرح الثالث أن عدد النساء اللواتي انتخبن لعضوية الكونغرس بلغ رقماً قياسياً، ونجحت للمرة الأولى أمريكية من سكان البلد الأصليين (قبل قدوم الأوروبيين إلى القارة) وبالمثل وصلت سيدتان مسلمتان لعضوية الكونغرس على قوائم الديمقراطيين.
الخبر السيء للولايات المتحدة وللعالم هو أن نتائج الانتخابات النصفية تشير إلى التطبيع مع "الترامبية" والتي سوف نلاحظها بالتأكيد من خلال بروز عدة نماذج "مصغرة" من ترامب في كافة أرجاء العالم. ونظراً لكل ذلك ولأننا لا يمكننا التظاهر، على عكس عام 2016، بعدم معرفة ما هي "الترامبية"، فإن نتيجة الانتخابات النصفية على نحو ما تسبب ألماً حاداً أشد من فوز ترامب بالرئاسة قبل عامين.
ميشائيل كنيغه/خ.س
خطة ترامب حول حظر سفر "المسلمين" لأمريكا ـ جدول زمني
دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية لحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة. وبعد أسبوع من توليه المنصب بدأ إصدار أوامر تنفيذية تقضي بمنع دخول مواطني بعض الدول الإسلامية. الخريطة الزمنية للحظر في صور.
صورة من: DW/M. Shwayder
وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استئناف دخول اللاجئين إلى الولايات المتحدة الأميركية ولكن بشرط أن يمروا بإجراءات جديدة أكثر صرامة خاصة اللاجئين القادمين من 11 دولة يعتقد أنها تشكل خطرا على الأمن القومي للولايات المتحدة. ويأتي قرار ترامب بعد انتهاء فترة الحظر الذي فرضته إدارته على اللاجئين لمدة أربعة أشهر.
صورة من: Reuters/J. Lawler Duggan
في 27 يناير/ كانون الثاني: وقع ترامب أمرا تنفيذيا بتعليق برنامج اللاجئين الأمريكيين لمدة 120 يوما، ومنع اللاجئين السوريين بالإضافة لحظر المسافرين من العراق وسوريا وإيران وليبيا والصومال والسودان واليمن لمدة 90 يوما. ويستثنى من ذلك حملة التأشيرات الدبلوماسية والرسمية ممن يعملون في مؤسسات دولية. تنفي الإدارة الأمريكية اعتزامها التمييز ضد المسلمين، وإنما حماية الولايات المتحدة من الأعمال الإرهابية.
صورة من: Reuters/C. Barria
28 يناير/ كانون الثاني: تظاهرات في عدة مطارات بالولايات المتحدة ومطارات دولية اعتراضا على القرار. وشهدت المطارات احتجاج العشرات من المسافرين انضم إليهم ناشطون حقوقيون. وأثار القرار ارتباكا وغضبا بعدما منع المهاجرين واللاجئين من اللحاق بطائراتهم وتقطعت بهم السبل فى المطارات. ونجح الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية فى إقرار الإقامة المؤقتة للمسافرين المحتجزين الذين وصلوا إلى الولايات المتحدة.
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/K. Willens
31 يناير / كانون الثاني: ترامب يقيل سالي ييتس القائمة بأعمال وزير العدل لرفضها تطبيق حظر السفر. وجاء في بيان البيت الأبيض أن ييتس "خانت وزارة العدل." وأوضحت إدارة ترامب أن المدعية العامة للمنطقة الشرقية من ولاية فرجينيا، دانا بوينتي، أدت اليمين الدستورية لتتولى منصب ييتس في ذلك الوقت.
صورة من: Getty Images/P. Marovich
3 فبراير/ شباط: أصدر جيمس روبارت، القاضي الفيدرالي بواشنطن قرارا ساريا على مستوى الولايات المتحدة بأكملها، علق بموجبه المرسوم الرئاسي التنفيذي الذي أصدره، ترامب حول الحظر. أوضح القاضي أن "المحكمة توصلت إلى أن الظروف المطروحة أمامها تتطلب تدخل المحكمة لإحقاق دورها الدستوري." ورد البيت الأبيض في بيان اعترض فيه على القرار وأنه "سيدافع عن المرسوم الرئاسي الذي يؤمن بأنه قانوني ومناسب".
صورة من: picture-alliance/dpa/United States Courts
9 فبراير/ شباط: رفضت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو، طلب وزارة العدل الأمريكية إعادة العمل بقرار ترامب الخاص بالهجرة وحظر السفر. وكانت وزارة العدل الأمريكية قدمت طعنا ضد قرار المحكمة الذي عطل مرسوم دونالد ترامب حول الحظر المؤقت لمواطني بعض الدول من دخول الولايات المتحدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Jones
6 مارس/ آذار: أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يقضي بوقف اللاجئين والموافقات لمدة 120 يوما، ومنع التأشيرات الجديدة لمدة 90 يوما لمواطني الدول الست من أصل سبعة مدرجة في القائمة ، ليتم تنفيذه في 16 مارس. يحظر المرسوم دخول اللاجئين من جميع أنحاء العالم إلى أراضي الولايات المتحدة الأمريكية لمدة 120. رحب العراق بالمرسوم حيث تم محوها من القائمة المدرجة واعتبره "خطوة مهمة" في الاتجاه الصحيح.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. F. Yuan
16 مارس/ آذار: أصدر قاض فدرالي بولاية هاواي أمرا بتجميد العمل بقرار إدارة ترامب بالحظر. ووصف البيت الأبيض القرار بأنه يقوض جهود ترامب لحماية الشعب الأميركي وفرض الحد الأدنى من الإجراءات الأمنية المتعلقة بالدخول إلى الولايات المتحدة. ووصف المدعي العام في ولاية هاواي قرار المحكمة بوقف الحظر بأنه "انتصار جديد لسيادة القانون"، مؤكدا أن قرار حظر السفر "يشكل تمييزا ضد الأشخاص على أساس أصلهم أو دينهم".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. F. Lee
8 مايو/ أيار: قال النائب العام "جيفري وال" في جلسة استماع بولاية فرجينيا أن ترامب أوضح الأمر قائلا "إنه لا يتحدث عن المسلمين في جميع أنحاء العالم. هذا هو السبب في أنها ليست حظرا على المسلمين فقط". فكل مواطن من الدول الست المدرجة في القائمة أن "يقوم بنفس الإجراءات " للحصول على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة "ولا يهم ديانتهم".
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/S. Senne
26 يونيو/ حزيران: المحكمة العليا توافق على النظر في القضية، وفي الوقت نفسه تسمح بالتنفيذ الجزئي للأمر التنفيذي. وأعلن البيت الأبيض عن شروط جديدة يجب أن يستوفيها مواطنو الدول الست واللاجئون. أبرز الشروط هي وجوب أن يكون لدى هؤلاء المواطنين علاقات أسرية أو تجارية "قوية" في الولايات المتحدة، أو قبولهم في الجامعات الأمريكية في حالة تقديم الطلبة لها وذلك من أجل ان يحصلوا على تأشيرات دخول الى البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/F. J. Brown
29 يونيو/ حزيران: اتبعت وزارة الخارجية الأميركية الأمر التنفيذي ضمن حدود المحكمة العليا وبشروط محددة. فلمدة 90 يوما، لم يسمح لأي شخص من الدول الست المذكورة ممن لا توجد لهم علاقة قريبة مع مواطن أمريكي - أي الوالدين أو الزوج أو الزوجة او الأبناء او النسباء - بدخول الولايات المتحدة. ولا ينطبق تعريف "العلاقة القريبة" على الأجداد والخالات والعمات والأعمام والأخوال وغيرهم من أفراد الأسر.
صورة من: Getty Images/D. Angerer
4 يوليو/ تموز: انتهاء مرسوم حظر السفر المفروض على الدول الست. واتجهت إدارة ترامب إلى توسيع الحظر بفرض قيود على الوافدين من دول غير ملتزمة بالتعاون مع إجراءات أمنية طلبتها واشنطن، وسط تكهنات بأن تطاول القيود مواطني تسع دول. ومع الأخذ في الاعتبار الدول الست المشمولة بحظر السفر، يصل عدد الدول المستهدفة بإجراءات سفر الى 15.
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/S. Senne
24 سبتمبر/أيلول: أضافت الولايات المتحدة 3 دول جديدة، إلى لائحة الدول التي يشملها المرسوم الجديد حول الهجرة؛ بسبب التقصير في أمن المسافرين وهي: كوريا الشمالية وفنزويلا وتشاد. في المقابل، أزيل السودان الذي كان ضمن 6 دول عربية وإسلامية يشملها المرسوم السابق. وباتت النسخة الجديدة تحظر أو تفرض قيوداً على دخول مواطني ما مجمله 8 دول إلى الولايات المتحدة، بينها إيران وليبيا وسوريا والصومال واليمن.
صورة من: Getty Images/D. McNew
17 أكتوبر/ تشرين الأول: علق قاض فدرالي في هاواي ، العمل بآخر صيغة للمرسوم المناهض للهجرة لترامب، وذلك قبل بضع ساعات فقط من دخوله حيز التنفيذ. ويتضمن مرسوم ترامب منع رعايا سبع دول من عبور الحدود الأميركية بشكل دائم.
(د.ب.أ) / س .م