1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: يدا ولي العهد السعودي ملطختان بالدماء

١ مارس ٢٠٢١

تحول في واشنطن بعد الكشف عن تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية حول قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي. فالتقرير يوضح بشكل لا لبس فيه الدور الذي لعبه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في قضية قتل خاشقجي، كما يرى راينر زوليش.

Saudi-Arabien | Kronprinz Mohammed bin Salman
تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية وضح بشكل لا لبس فيه الدور الذي لعبه محمد بن سلمان في مقتل خاشقجي، كما يرى راينر زوليش.صورة من: Bandar Algaloud/Saudi Royal Court/REUTERS

بعد نشر تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية، تبددت الشكوك الأخيرة وظهر أن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، الذي كان ينتقد الحكومة والذي تم في اسطنبول عام 2018، كان بأمر، أو على الأقل بموافقة، ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان. فهي لم تكن عملية خرجت عن السيطرة لفريق القتل التابع للدولة من دون معرفة وبطلب من "أعلى سلطة" في البلاد ، كما حاولت ولا زالت تحاول العائلة المالكة في السعودية إقناع العالم ومواطنيها بذلك.

عمل لا حضاري لا يغتفر

ما يجعل الأمر واضحاً هو أن محمد بن سلمان، كما يسمي ولي العهد نفسه، يتحمل المسؤولية الكاملة عن واحدة من أبشع الجرائم السياسية خلال العقود الأخيرة: فقد تم استدراج الصحافي إلى فخ ومن ثم قتله، لأنه كان ينتقد حكام الرياض باستمرار والعائلة المالكة كانت مستاءة من مقالاته التي كانت تنشر في وسائل الإعلام الأمريكية. ويُعتقد أنه قد تم تقطيع جثته فيما بعد باستخدام منشار وإذابته في حامض: جريمة قتل مثيرة للاشمئزاز "على غرار المافيا" أدت إلى تشويه سمعة وصورة المملكة العربية السعودية في المنطقة والعالم وجعلتها في الحضيض. وعمل لا حضاري لا يمكن تبريره بأي شكل وعلى العالم ألا يقبله بأي شكل من الأشكال.

حاكم بوجهين

بصفته ولي عهد السعودية والحاكم غير الرسمي، أظهر الأمير محمد بن سلمانأيضاً مزايا - لا سيما من خلال تحرير المجتمع وإن كان بشكل متحفظ ولكن واضح، بالإضافة إلى الارتقاء الملحوظ بالدور الاجتماعي للمرأة. لذلك يرى فيه عدد غير قليل من الشباب السعودي حاملاً للأمل وأحياناً قد يصل الأمر إلى تمجيده مثل أحد نجوم البوب.

الصحفي والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمؤسسة DW الإعلامية راينر زوليش

تهميش دائم؟

لكن محمد بن سلمان لديه أيضاً جانب آخر أكثر أهمية من الناحية الأخلاقية: يداه ملطختان بالدماء. ليس فقط دماء جمال خاشقجي، ولكن أيضاً دماء العديد من الأبرياء الذين قُتلوا في الحرب المستمرة في اليمن بسبب الضربات الجوية السعودية على المدارس أو المنازل.

كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يعرف كل هذا جيداً ويدعم محمد بن سلمان يراه شريكا نموذجيا في الشرق الأوسط. لكن خليفة ترامب الرئيس الجديد جو بايدن يحاول الآن عزل محمد بن سلمان سياسياً بمساعدة تقرير وكالة الاستخبارات الأمريكية والتأكيد بشكل أقوى على حقوق الإنسان وتنظيم العلاقات بين البلدين على أسس جديدة. لكن بايدن يتجنب حتى الآن فرض عقوبات مباشرة على ولي العهد، الذي يعتبر شخصاً غير مرغوب فيه في العديد من دول الاتحاد الأوروبي. وبذلك هناك خطر واضح، وهو أن السعودية في ظل محمد بن سلمان، أصبحت مهددة بأن تصبح دولة منبوذة وبالتالي الإضرار بمصالحها.

راينر زوليش

 

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW