معظم عناوين أخبارعام 2015 تضمنت أخبارا سيئة. ورغم عدم حدوث أي تحول تاريخي خلال هذه السنة، فقد غرق العالم في فوضى، حسب كاتب التعليق ألكسندر كوداشيف.
إعلان
كان عام 2015 عاما مرعبا ومحزنا، إنه عام الأزمات والحروب والكوارث، عام التحولات، وعام استعراض القوة، وعام الإرهاب الشنيع ابتداءا من باريس عبر بيروت حتى باماكو، وعام هجرة كبيرة، وعام الثورات السياسية والاجتماعية. فهل كان أيضا عام التحولات النوعية؟ وعام عهد جديد؟ وعام منعطف تاريخي؟
عام 1989 أوجد المؤرخ الأمريكي فرانسيس يوكوما مصطلح "نهاية التاريخ"، حيث عبر عن اعتقاده أنه بعد انهيار الدول الشيوعية ستنتصر الدول الغربية الديمقراطية. لكن والآن بعد مرور ربع قرن يمكن القول: لقد كان ذلك حكما خاطئا. فعلى العكس: العالم تسوده فوضى سياسية كبيرة. لقد دخل العالم في حركية، ومركز زلزاله هو الشرق الوسط.
"الدولة الإسلامية" غيرت منطقة كاملة
من الحقائق التي لا جدل فيها هو أنه لن يمكن حل أية مشكلة في الشرق الأوسط ما لم يتم حل المشكلة الفلسطينية. والآن من المؤكد أنه أصبح من الواجب حل المشكلة الفلسطينية مستقبلا، لكن الاهتمام بهذه المشكلة تلاشى وتراجع إلى الوراء عام 2015. إن الصعود السريع لما يسمى ب "الدولة الإسلامية" والوحشية لامتناهية لأتباعها وكذا سعيها للهيمنة على سوريا والعراق وإقامة خلافة كما في الماضي الإسلامي، حول الشرق الأوسط رأسا على عقب. فبعد مرور مائة عام على النظام الذي أقيم في الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى بدأ هذا النظام يتلاشى، إذ يحلم الأكراد من جديد بدولة لهم، ومقابل ذلك هناك تخوفات من طرف السوريين والعراقيين من انهيار دولتيهم وتغيير ملاحمهما بشكل غير معروف.
انطلاقا من الشرق الأوسط ينتشر الإرهاب، ومن بنغلاديش حتى مالي يهز الإسلام السياسي دولا وقارات. قوس الأزمة يمتد من آسيا إلى أفريقيا، مرة تحت إسم القاعدة، ومرة بوكوحرام، ومرة تحت إسم النصرة وأخرى تحت إسم الشباب، وأمواجها المتلاطمة تصل حتى أوروبا. الإرهاب ضرب باريس مرتين، وبذلك فقدت القارة الأوروبية الثقة في أمنها. ورغم أن استقبال اللاجئين كان بالدرجة الأولى من قبل ألمانيا والسويد والنمسا، فإن القارة (أوروبا) تنطوي على نفسها، حيث تقام الحدود فيها وتختلف المواقف بينها، في حين هناك صعود مذهل للأحزاب والحركات اليمينية الشعبوية بشكل لا يمكن معرفة نتائجه، وليس هناك من إجابة اجتماعية أو سياسية على هذا التطور.
وتزامنا مع ذلك وجب على أوروبا المرور بتجربة الحرب على أبوابها في أوكرانيا، وبفضل التعاون الألماني الفرنسي تم تجميد الصراع فقط وليس أكثر، وبذلك اتضح ضعف السياسة الخارجية للأوربيين. حيث إنهم يتحركون قليلا ولا ثقة كبيرة لهم بأنفسهم، وقد لا يجرؤون على فعل شيء ما.
إن قولة ميركل "نحن قادرون على ذلك" بشأن سياسة اللجوء، يفتقد إلى عبارة "نعم نحن نستطيع تحقيق ذلك" بحسم على مستوى الاتحاد الأوروبي. أصبح البديل عبارة عن مشاعر القلق والتشكك، وهذا شيئ ضعيف جدا لمن يريد أن يلعب دورا في السياسية الدولية.
#links#
روسيا تعود إلى المسرح الدولي
عام 2015 أكد أيضا مسألتين إثنين: فروسيا عادت إلى مسرح السياسة الدولية رغم كل العقوبات، حيث أعاد بوتين تأهيل بلاده من خلال نهجه لسياسة القوة، وأمريكا أوباما تنعكف على ذاتها. ويلاحظ ذلك بشكل خاص من خلال حملة الانتخابات الجارية، لكن وقبل كل شيء من خلال السياسة العقلانية الهادئة التي ينهجها أوباما قبل مرور سنة على انتهاء فترة ولايته. فهو يعلم أن أمريكا لم تعد قادرة على حل كل مشاكل العالم بمفردها وأنها لا تريد ذلك أيضا.
في عام 2015 لم ينته أي عهد، ولكن أصبح من الواضح أن المشاكل تزداد تشابكا على المستوى العالمي، حيث يصبح البحث عن حلول عالمية أكثر صعوبة. والنتيجة هي أن السياسة تصبح أكثر قومية، فلم تعد الأمم المتحدة أكثر من منصة للظهور وليس للبحث عن حلول. ولذلك فإن عام 2015 كان عاما محزنا وصعبا ومروعا. ورغم أن عام 2016 لا يدعو الى تفاؤل كبير، فإنه سيكون على كل حال أفضل من عام 2015.
أبرز الهجمات الإرهابية التي نفذتها مجموعات إسلامية
سلسلة من الصور توضح أبرز الهجمات الدموية التي نفذتها وتبنتها جماعات إرهابية إسلامية، منذ 11 من سبتمبر 2001 مرورا بهجمات باريس ونيس وبروكسل الإرهابية، وصولا إلى هجوم فورتسبورغ الذي نفذه لاجئ أفغاني في ألمانيا وتبناه داعش.
صورة من: picture-alliance/dpa/K.-J. Hildenbrand
أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم الذي نفذه لاجئ أفغاني مسلح بفأس في إحدى قطارات ألمانيا، ليصبح رقما في القائمة الطويلة للأعمال الإرهابية التي نفذتها مجموعات وتنظيمات إسلامية إرهابية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K.-J. Hildenbrand
وقال "داعش" من خلال وكالته "أعماق" إن اللاجئ الأفغاني "نفذ العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف" التي تقاتل "داعش".
صورة من: picture-alliance/dpa/K. J. Hildenbrand
وتبنى تنظيم "داعش" المتطرف قبلها بأيام قليلة الهجوم الذي نفذه تونسي بشاحنة دهس بواسطتها جمعاً كبيراً من الناس في مدينة نيس في جنوب فرنسا ما تسبب بمقتل 84 شخصاً وأثار صدمة في البلاد.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Goldsmith
يوم 24 نوفمبر تشرين الثاني 2015، نفذ انتحاري بحزام ناسف هجوما على حافلة للحرس الرئاسي في قلب العاصمة تونس تسبب في مقتل 12 عنصرا من النخبة الأمنية. الهجوم تبناه تنظيم "الدولة الإسلامية" ويعد من أسوإ الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تونس هذا العام، ويأتي بينما يحتفل مهد الربيع العربي بجائزة نوبل تقديرا لنجاحه في تحقيق انتقال سلمي وديمقراطي.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
فرنسا - 13 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015
سلسلة من الاعتداءات غير المسبوقة توقع 129 قتيلاً على الأقل وأكثر من 350 جريحاً. الإرهابيون استهدفوا ستة مواقع مختلفة، من بينها محيط ملعب "ستاد دو فرانس" الدولي ومطاعم في أحياء راقية وصالة للحفلات الموسيقية. تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أعلن مسؤوليته عن الهجمات.
صورة من: Reuters/Ph. Wojazer
لبنان - 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015
تفجير دراجة نارية مفخخة يتبعها تفجير انتحاري في سوق بمنطقة الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت يوقع 44 قتيلاً. المنطقة تعتبر معقلاً لتنظيم حزب الله اللبناني. تنظيم "داعش" تبنى الهجوم، الذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ البلاد منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1999.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS/N.Lebanon
مصر - 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2015
طائرة ركاب روسية تابعة لخطوط "كوغاليمافيا" تسقط في شبه جزيرة سيناء بعد وقت قصير من إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أدى إلى مقتل كل من بداخلها وعددهم 224 شخصاً، أغلبهم روس. وتعتبر هذه أسوأ كارثة جوية روسية على الإطلاق. وفيما لم تثبت التحقيقات بعد ما إذا كان تحطم الطائرة ناتجاً عن خلل فني أو عمل تخريبي، أعلن تنظيم "ولاية سيناء" التابع لـ"داعش" مسؤوليته عن إسقاط الطائرة.
صورة من: imago/ITAR-TASS
تركيا - 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2015
هجوم انتحاري على تجمع سلمي أمام محطة القطارات في العاصمة التركية أنقرة يوقع 102 قتيلاً وأكثر من 500 جريح. وأعلن المدعي العام أن تنظيم "داعش" يقف وراء الاعتداء، الذي يعتبر الأسوأ في تاريخ تركيا.
صورة من: Getty Images/G. Tan
تونس - 26 يونيو/ حزيران 2015
طالب جامعي مسلح يفتح النار داخل منتجع سياحي بمنطقة سوسة، ويقتل 38 سائحاً أجنبياً، بينهم 30 بريطانياً. وتبنى تنظيم "داعش" هذا الهجوم، الذي سبقه هجوم مماثل على متحف باردو في تونس العاصمة في الثامن عشر من مارس/ آذار أدى إلى مقتل 22 شخصاً.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
كينيا - الثاني من أبريل/ نيسان 2015
تعرضت جامعة غاريسا في كينيا إلى حصار استمر يوماً بأكمله، أدى إلى مقتل 148 شخصاً، بينهم 142 طالباً بالجامعة. وأعلنت حركة الشباب الصومالية، المرتبطة بتنظيم القاعدة، مسؤوليتها عن هذا الاعتداء، الذي يعتبر الأسوأ في كينيا منذ تفجير السفارة الأمريكية في نيروبي عام 1998.
صورة من: Reuters/Herman Kariuki
إندونيسيا - 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2002
تفجيرات استهدفت مطعماً وملهى ليلياً يرتاده السياح في جزيرة بالي أوقعت 202 قتيلاً، غالبيتهم من السياح. وأعلنت الجماعة الإسلامية المرتبطة بتنظيم القاعدة مسؤوليتها عن التفجير.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/C. Ison
كينيا - 24 سبتمبر/ أيلول 2014
مجموعة من المسلحين تقتحم مجمع "ويستغيت" للتسوق في العاصمة الكينية نيروبي وتطلق النار على المتواجدين فيه وقتلت 67 شخصا. حركة الشباب الصومالية تبنت الهجوم في وقت لاحق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
الهند - 26-29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2008
مسلحون يهاجمون فنادق فخمة ومحطة القطارات الرئيسية في مدينة مومباي ويوقعون 166 قتيلاً. وقبل ذلك بعامين، في الحادي عشر من يوليو/ تموز 2006، قتل مسلحون 189 شخصاً وجرحوا أكثر من 800 آخرين في سلسلة هجمات على قطارات محطات سكك حديدة في ضواحي مومباي.
صورة من: picture-alliance/dpa
بريطانيا - السابع من يوليو/ تموز 2005
اربع هجمات انتحارية منسقة خلال وقت الذروة استهدفت ثلاثة قطارات أنفاق (مترو) وحافلة عمومية في العاصمة لندن. الهجمات أدت إلى مقتل 56 شخصاً وجرح 700 آخرين، وتبنتها مجموعة إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/D. Martinez
إسبانيا - 11 مارس/ آذار 2004
عشر قنابل تنفجر على متن أربعة قطارات بمناطق متفرقة من العاصمة مدريد وضواحيها، ما أدى إلى مقتل 191 شخصاً وجرح نحو ألفين آخرين. تنظيم القاعدة تبنى هذه الهجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
الولايات المتحدة - الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001
مجموعة تنتمي إلى تنظيم القاعدة تقدم على خطف ثلاث طائرات مدنية واستخدامها عن عمد لضرب برجي مركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك ومقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في واشنطن، بينما تحطمت طائرة رابعة في بنسلفانيا. وتعتبر هذه الاعتداءات الأكثر دموية على الإطلاق، إذ أوقعت قرابة ثلاثة آلاف قتيل.
صورة من: AP
فرنسا - 7-9 يناير/ كانون الثاني 2015
مسلحان يفتحان النار داخل مكاتب مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة، ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً، بينهم ثمانية من رسامي الكاريكاتور في المجلة. كما قتلت شرطية على مشارف باريس، فيما احتجز مسلح عدداً من الرهائن في متجر يهودي، قتل منهم أربعة أشخاص. وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هذه الهجمات.