"وحدات حماية الشعب" تهاجم روسيا وتصفها بـ"عديمة المبدأ"
٢٢ يناير ٢٠١٨
شنّ القائد العام لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية السورية سيبان حمو هجوما حادًّا على روسيا، واصفا إياها بأنها "أصبحت عديمة المبادئ"، وأنباء عن رفض الأكراد عرضا روسيا لتسليم عفرين إلى النظام.
إعلان
اتهم القائد العام لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية السورية سيبان حمو روسيا بـ"الخيانة". وفي تصريح لموقع "هاوار" الإخباري نشر اليوم الاثنين (22 يناير/ كانون الثاني 2018)، قال حمو إن "روسيا بسياساتها ووقوفها إلى جانب تركيا، باتت في الخندق المعادي لشعبنا". وتابع: "كانت لدينا بعض الاتفاقيات مع روسيا، ولكن بين ليلة وضحاها ضربت روسيا بهذه الاتفاقيات عرض الحائط وخانتنا... هذا التغيير يؤكد الكذب الروسي. روسيا هي دولة متاجرة، ومن الواضح أنها اتفقت مع تركيا في بعض المواضيع وحصلت على ما تريده منها، لذلك موقف روسيا اليوم هو موقف عديمي المبدأ. أقولها بكل صراحة لروسيا وتركيا: مبارك لكما تواطؤكما معا".
في سياق متصل نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر اليوم الاثنين، عن القيادي في "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري إبراهيم إبراهيم، أن اجتماعاً عقد قبل يومين من بدء الهجوم التركي على عفرين في قاعدة حميميم العسكرية، ضم مسؤولين أكراداً وآخرين من النظام السوري برعاية روسية، تلقى خلاله الأكراد عرضاً بتسليم عفرين إلى النظام، لتجنيبهم حربا مع الأتراك في عفرين.
لكن وحسب إبراهيم، رفض الجانب الكردي "قطعياً هذه الصفقة"؛ موضحا: "لأننا دفعنا الكثير لحماية عفرين، ومستحيل أن يعود النظام إلى منطقتنا حتى لو دمرت عفرين". وأضاف "بعد رفضنا، أعطى الروس لتركيا الضوء الأخضر لإطلاق عمليتهم ضد عفرين".
ميدانيا، أوضحت وكالة "هاوار" الكردية أن قوات (قسد)، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، شنّت هجومين على القوات التركية في محور أعزاز، المتاخم لعفرين، في محافظة حلب شمال غربي سوريا. وأضافت أن العملية الأولى أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من الجيش التركي وإصابة العشرات، بينما أسفرت العملية الثانية عن سقوط قتلى وجرحى لم يتحدد عددهم.
ولم يصدر أي تعليق من الجانب التركي. وكانت تركيا أعلنت أمس بدء عملية برية ضد عفرين، الخاضعة لسيطرة المسلحين الأكراد، بهدف إقامة منطقة آمنة بعمق 30 كيلومترا في الأراضي السورية.
ح.ز/ و.ب (د.ب.أ)
عفرين: نقطة الوصل والفصل بين تركيا وسوريا
تستمر العمليات العسكرية التركية بمنطقة عفرين بشمال سوريا والتي تعتبر المنطقة الأقرب إلى تركيا. فمنذ متى وعفرين نقطة وصل وفصل بين البلدين؟
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
موقع استراتيجي
تقع مدينة عفرين ضمن منطقة جبلية شمال غرب سوريا. وتبعد عن مركز مدينة حلب بنحو ستين كيلومترا في الجهة الشمالية الغربية، وهي منطقة حدودية محاذية لولاية هاتاي التركية. تشكل 2% من مساحة سوريا، ويصل ارتفاعها إلى 1296مترا، يعتبر بجبل كرية مازن (الجبل الكبير) أعلى قممها.
صورة من: Reuters
جغرافيا متنوعة وسكان متزايدون
أرض الزيتون في سوريا، حبتها الطبيعة سهولا وجبالا ونهرا؛ نهر عفرين الذي يمتد في سوريا مما يقارب 85 كم ويسقي مناطقها الزراعية. بلغ عدد سكانها، قبل الثورة السورية، نصف مليون نسمة تقريبا. لكنه صار أكبر بعد توافد نحو نصف مليون نازح آخر من المدن القريبة، بعد الثورة.
صورة من: David Meseguer
الطبيعة عصب الاقتصاد
تضم عفرين منشآت ومعامل ومصالح تجارية مهمة، كما تتميز الصناعة فيها، باللمسات التراثية والحس الحداثي أيضا. أما بالنسبة للجانب الزراعي، فتعتمد المنطقة على الزيتون وشجر الرمان، إضافة إلى محاصيل العنب والكرز والبطيخ والخيار.
صورة من: picture alliance/abaca/Depo Photos
تاريخ المدينة
عـام 1922، تـمّ ترسيم الحدود السورية التركية وقـُسِّـمت منطقـة (كـرد داغ) إلـى قسمين: قسـم تركـي، وآخر سـوري. وبقي القسـم السـوري دون مركـز إداري يأخذ محـلّ مدينة (كِلِّـس)، وصـارت الحاجـة ماسّـة إلـى مركـز إداري للقضاء، فوقع الاختيار علـى موقـع مدينة عفرين.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
عفرين وأنقرة
تشن تركيا عملية عسكرية تستهدف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردي التي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية". تعتبر تركيا وحدات الشعب الكردي فرعا من حزب العمال الكردستاني المحظور، والمتمرد على الحكومة في أنقرة منذ 1984. في حين يقول المسلحون الأكراد إن الحملة أسقطت قتلى وجرحى بين المدنيين
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
قبل الهجوم
قبل الهجوم بأيام، تبادلت القوات التركية نيران المدفعية مع ميليشيا وحدات حماية الشعب بالقرب من عفرين. وتوقعًا لأي هجوم تركي على مواقع الوحدات في عفرين، انسحب المراقبون العسكريون الروس من منطقة عفرين منذ 19 كانون الثاني /يناير 2018.
صورة من: picture alliance/AA/E. Bozkurt
هجوم عفرين(غصن الزيتون)
العملية العسكرية التي تشنها تركيا والجيش الوطني السوري على مواقع قوات سوريا الديمقراطية. وقالت الخارجية التركية أنها أبلغت السلطات السورية في دمشق عن تفاصيل عملية "غصن الزيتون" في بيان لها. في حين اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية تهديد تركيا مفاجئ وغير مبرر، وأن هذا الرد يغامر بعودة تنظيم داعش.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. El Halebi
ردود فعل دولية
قال راينر بريول، نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، إن حماية الحدود الجنوبية لتركيا أمر مشروع ومهم بالنسبة لأنقرة. وترى المملكة المُتحدة أن لتركيا مصلحة مشروعة في ضمان أمن حدودها. في حين رفضت مصر العمليات العسكرية التركية في عفرين واعتبرها انتهاكا للسيادة السورية. فرنسا عبرت عن قلقها تجاه ما يحدث في سوريا، ودعت إلى وقف المعارك والسماح للمساعدات الانسانية بالوصول إلى المنطقة. مريم مرغيش