1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وحوش شبكة الانترنت

زيلكه فونش/صهيب الطميزي١٦ نوفمبر ٢٠١٢

الترول، ذلك المخلوق الخرافي المنحدر من الأساطير الإسكندنافية والذي يسكن الكهوف أو يقيم تحت الأرض ويسعى إلى نشر الخراب في العالم الخيالي، أصبح موجوداً أيضاً في واقعنا الافتراضي ويطلق عليه لقب "متصيد الإنترنت".

صورة من: cc-by:Kevin Dooley

إنهم مجهولون وخبثاء ومنتشرون في كل مكان في العالم الافتراضي. وهم ينشرون سمومهم في في منتديات النقاش وشبكات التواصل الاجتماعي ويتدخلون في مواقع الويكي (وهي المواقع المفتوحة، التي يستطيع المرء إضافة معلومات إليها وتعديلها)، وكذلك يقومون  بتخريب المدونات.  وتهدف هذه الأعمال إلى تعطيل عملية التواصل الاجتماعي الهادف في شبكة الإنترنت. وتقوم هذه المجموعة المُلقبة بـ"متصيدي الانترنت" بكيل الشتائم للمشتركين في  مجموعات النقاش وإطلاق شعارات عنصرية مسيئة. يدًعون أنهم يعرفون كل شيء وأنهم أفضل من الآخرين، ويعتبر بعضهم نفسه خبيراً و يعرف كل شيء والبعض الآخر يريد فقط التدمير كما يدوس الأطفال المنحوتات الرملية على الشاطئ، ومنهم من يقوم بالاستفزاز المتعمد. والعديد من أتباع هذه المجموعة يستخدم عاطفته لجذب اهتمام الناس خصوصا عندما ينزعجون من موضوع معين.

ولا يحتاج الشخص لكثير من الوقت للبحث عن هؤلاء المخربين، فمنهم مثلاً كثير من مشجعي أندية كرة القدم في شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، حيث تصف مجموعة مثيري الشغب الالكتروني نفسها بـ"المعجبين" ولكنها لا تخفي خيبة أملها عن أداء فريقها. فهذا ما يُمكن ملاحظته عند فريق كولونيا الذي يُنافس في دوري الدرجة الثانية الألماني، فبعد هزيمة الفريق المفاجئة الأسبوع الماضي قامت هذه المجموعة بسب لاعبي الفريق بألفاظ سلبية مثل "لاعبون مملون لا يستطيعون اللعب"، "فاشلين"، "حمقى" و "شكرا ليوم الأحد السيء الذي عشناه معكم". وأدت هذه الألفاظ إلى تعجب المستخدمين الآخرين من سرعة تدني مستوى التعليقات وخاصة في حالة خسارة الفريق المفضل.

صفحة تستفيد من "السلوك السيء"

يُمكن للشخص العادي العثور على أسوأ من هذه التعليقات على صفحة إنترنت تُطلق على نفسها اسم "hatr.org" حيث يتم بالفعل تجميع جميع تعليقات "المتصيدين" السيئة المتواجدة على الصفحات المختلفة. وتفضل مجموعة "متصيدي الانترنت" كتابة تعليقاتها على مدونات مكافحة العنصرية والمدونات الأنثوية أومدونات الشذوذ الجنسي. وتُذكر هناك بعض الكلمات التي من الممكن أن يتقدم المرء بشكوى ضدها في الحياة "العادية" مثل  بعض الإهانات والشتائم الجنسية، والعنف اللفظي والتفاخر بمعتقل أوشفيتز الذي أسس في عهد النازية الألمانية. وأعضاء هذه الصفحة المخيفة يمكن أن يكونوا جيرانك الذين تراهم كل يوم.

صورة من: Hatr.org

وعند فتح صفحة "hatr.org" تجد رسالة تحذيرية تقول: "محتوى هذه الصفحة قد يؤدي إلى إثارة أو استرجاع الذكريات المؤلمة ومشاعر الخوف، وهو أمر يصعب تحمله. فكر جيداً إذا كنت مستعداً لمواجهة هذا الأمر".

ولا تهدف صفحة  "hatr.org" فقط لعرض جميع تعليقات "متصديو الانترنت"، لكن القائمين على الصفحة ذكروا أيضاً في بيان على موقعهم الإلكتروني أنهم يريدون الاستفادة من "السلوك السيء لهؤلاء الأشخاص لجني المال من وراء ذلك". "أنهم يسعون لاستثمار مردود الصفحة في مشاريع أخرى جيدة".

يمكن لأي شخص بأن يكون صيادا

 ترجع  كلمة "ترول" إلى الميثولوجيا النوردية، حيث كانت تصف وحشاً خرافياً مخيفاً يسكن الكهوف أو يقيم تحت الأرض في غابات شمال أوروبا. كما تُستخدم كلمة"trolling" في اللغة الإنجليزية لوصف نوع معين من الصيد وبالتحدد عندما تُلقي شبكات الصيد على الماء. كذلك يريد "متصيد الإنترنت" الصيد ولكن في الحياة العامة. فمن هذا المُنطلق يصلح بشكل عام شعار "don't fedd the Trolls" "لا تُطعم الصياد" فهذا الشعار يعني عدم إظهار ردة فعل على أفعال صيادي الإنترنت والتعامل معها بكل برود أعصاب.

ومن وجهة نظر مصمم  الاتصالات شتيفان كرابيتس، الذي كتب مشروع تخرجه عن مجموعة "متصيدي الإنترنت" أنه يمكن النظر لهذه المجموعة بشكل مختلف، فهو يعتبرهم جزءا لا يتجزأ من المجتمع، حيث ذكر على موقع تسايت أونلاين الألماني  أن"هذه المجموعة موجودة قبل ظهور الانترنت". ويوضح كرابيتش وجهة نظره مشبهاً "متصيدي الانترنت" بالمشردين الذين يعشون في ساحات الأسواق وفي صناديق القمامة. ويضيف أنه يمكن لـ"ترول الانترنت" في وقتنا الحاضر إظهار قدرات فنية وسياسية، موضحاً:  " لو غض المرء النظر عن الكلام البغيض وعن المضايقة بالإنترنت، يجد أن متصيد الانترنت يقوم بتسلية الكثير من الناس وليس فقط تسلية نفسه".

على سبيل المثال، لا يضيع مستخدم فيسبوك، بيتر س. على نفسه فرصة تقيم الأحداث الرياضية والبرامج التلفزيونية بتعليقات ولا يسلم أحدا من تعليقاته، وتحصل تعليقاته الشريرة الدائمة على عدد ضخم من نقرات الإعجاب.

ثقافة ترول الإنترنت

هل يستطيع المرء ذكر الثقافة ومجموعة متصيدي الانترنت في جملة واحدة؟ نعم يستطيع المرء ذلك. فبغض النظر عما إذا كان مستوى هؤلاء الأشخاص هابط أو سخيف أو مضحك فإنهم جزء لا يتجزأ من شبكة الإنترنت. وتعتبر شبكة الإنترنت شبكة حرة لا تعرف التفريق بين الجيد و السيء مقارنة بمستخدمين الإنترنت. ومما يجعل هذه المجموعة من الأشخاص ثقافة بحد ذاتها هو أنها استطاعت خلق لغة خاصة بها ورمز دائم التجدد لشريحة معينة من الناس.

صورة من: SMS faces

وبهذه الطريقة تنشأ كثير من الثقافات الفرعية، فقد بدأ ظهور الرسوم الكاريكاتيرية التي يطلق عليها "ترول فيس" بداية على صفحات الإنترنت السرية والمحجوبة مثل "4Chan" التي تُعد مرتعا لموهووسي الإنترنت في جميع المجالات. لكنه الآن أصبح تطبيق  مُسلي „APP“  يمكن للمرء بواسطته تشويه وتحريف الصور بطريقة مُضحكة ورسومات مزاحية عنيفة. فكل شيء ينتشر بسرعة كبيرة في شبكة الإنترنت، فكثيرا ما يتم أخذ وتناقل هذه المزاحات لأنها مُضحكة ومُسلية.

 ومن جهة أخرى لا يمكن استبعاد القلة القليلة من مجموعة "متصيدي الإنترنت"  الذين يؤلمون ويؤذون الناس في شبكة الإنترنت. ورغم أن أغلب المنتديات المليئة بالأحداث لديها العديد من الاحتياطات الأمنية، ولا يتم نشر التعليقات بها إلا بعد تدقيقها تحريريا، لكن هذا لا يمنع أحيانا من مرور بعض الألفاظ السيئة سهوا. وتقوم شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك بحجب ومنع مصطلحات معينة، لكن من الممكن في بعض الأحيان تخطي هذه الحدود. 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW