اختارتها المستشارة ميركل لخلافتها في زعامة الحزب المسيحي الديمقراطي، لكنها اضطرت لرفع الراية البيضاء بعد فشلها في فرض سيطرتها على مختلف أجنحته وخصوصا خلال أزمة تورينغن. إلى أين يتجه حزب ميركل؟ وهل منصبها نفسه في خطر؟
إعلان
أعلنت أنيغريت كرامب - كارنباور، زعيمة الحزب المسيحي الديموقراطي، حزب ميركل، الإثنين (10 فبراير/ شباط 2020) نيتها التخلي عن هذا المنصب، الذي تولته في ديسمبر 2018، وذلك بسبب نزاعات داخلية بشأن مسألة التعاون مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المناهض للاجئين والأجانب. وأكدت كرامب- كارنباور أنها لن تترشّح عن الحزب لمنصب المستشارية في الانتخابات العامة المقررة العام المقبل.
وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير والمقرّب من ميركل "هذا وضع خطير بشكل غير مألوف بالنسبة للاتحاد المسيحي الديموقراطي". كما أقرّت كرامب - كارنباور بأنها واجهت "فترة صعبة" كزعيمة للحزب. وصرّحت للصحافيين في برلين "في الوقت الحالي، نشعر بقوى طرد نافذة داخل مجتمعنا وحزبنا".
وفي وقت لاحق، أعربت ميركل من برلين عن "أسفها" لاستقالة كرامب - كارنباور وأشارت إليها باسمها الأول فقط "أنيغريت" في لحظة شخصية نادرة أمام عدسات الكاميرات.
هل أصبح حزب البديل اليميني الشعبوي المعادي للهجرة "صانع الملوك" في ألمانيا؟
01:38
مستقبل ميركل على المحك
وفي وقت باتت الأبواب مشرعة بشكل كامل في السباق على المستشارية، توقعت صحيفة "زود ديتشه تسايتونغ" بأن تكون تداعيات تطورات الإثنين ضخمة. وكتبت "هناك احتمال كبير أن تكون مغادرة المستشارة (لمنصبها) اقتربت".
ويشكّل التحالف مع اليمين الشعبوي في التصويت في تورينغن خرقا لأحد المحظورات الأساسية لسياسات ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية، أي رفض الأحزاب التقليدية العمل مع تلك المتشددة.
وأخفقت محاولات كرامب - كارنباور في فرض ضوابط صارمة على التعاون مع اليمين الشعبوي وحزب اليسار، خصوصا في شرق البلاد، حيث يهدد الدعم القوي الذي يحظى به "البديل" الشعبوي واليسار في بعض الولايات قدرة الأحزاب التقليدية على تشكيل تحالفات قائمة على الأكثرية وقادرة على أداء مهامها.
ومن المفترض أن تجري الانتخابات التشريعية المقبلة في ألمانيا بحلول خريف العام القادم 2021، رغم أن الائتلاف الهش بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي قد لا يصمد حتى ذلك الوقت. لكن كرامب - كارنباور أكدت أنها لا تعتقد أن مغادرتها ستشكل خطرا على "استقرار حكومة الائتلاف الكبير".
ميرتس يتحين الفرصة
ويتحيّن فريدريش ميرتس، خصم ميركل سابقا، الفرصة لخوض المنافسة للوصول إلى زعامة الحزب والترشيح للمستشارية، إذ لا يزال يحظى بدعم قوّي من أجنحة الحزب المؤيدة للنشاط التجاري وذات الميول المحافظة بشكل أكبر. والأسبوع الماضي، تخلّى ميرتس عن وظيفته في شركة "بلاك روك" العملاقة لإدارة الأصول "لدعم الحزب بشكل أقوى في إعادة تجديد نفسه والدخول مجددا في السياسة".
وقال في تغريدة اليوم الإثنين إن قرار كرامب - كارنباور الاستقالة "يستحق الاحترام". وأضاف "سأمنحها كل الدعم الذي تحتاج اليه لتقود عمليتي خلافتها والترشح للمستشارية".
وحسب استطلاع سريع أجري لصالح قناة RTL بعد إعلان كرامب ـ كارنباور نيتها التخلي عن منصبها، تصدر ميرتس قائمة المرشحين المحتملين لخلافتها بنسبة 27%. وحل في المركز الثاني آرمين لاشيت، رئيس حكومة ولاية شمال الراين فيستفاليا، بنسبة 18%، فيما حصل وزير الصحة الحالي ينس شبان على 8% من الذين استطلعت آراؤهم.
ص.ش/ أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
أسماء سيسطع نجمها في المشهد السياسي الألماني عام 2019
في العام 2019 ستشهد ألمانيا العديد من المتغيرات، أبرزها غياب ميركل عن رئاسة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. وسيكون عام 2019عاماً مصيرياً في المشهد السياسي الألماني. فأي من هؤلاء السياسيين الألمان سيسطع نجمه؟
صورة من: Reuters/F. Bimmer
أنغريت كرامب- كارنباور: هل تتبع خطى ميركل؟
أمام المرأة التي تحمل اسم صعب النطق مهمة جديدة، تتمثل في النهوض بالحزب المنقسم من الداخل وايجاد صيغة معتدلة تتناسب مع كل من الجناح المعتدل وأيضا المحافظ. وفي حالة نجاحها فقط، يمكن حينها لأنغيلا ميركل إكمال ولايتها الأخيرة كمستشارة في أمان.
صورة من: Reuters/K. Pfaffenbach
روبرت هابيك: تحويل حزب الخضر إلى حزب للشعب
سيستهل الخضر العام الجديد كثاني أكثر الأحزاب شعبية في ألمانيا. لا أحد من الجيل الجديد من السياسيين الخضر الناجحين، يتمتع بالعديد من المواصفات بقدر ما يتمتع بها زعيم الحزب: فهو ينتمي للتوجه الواقعي، يمتلك الكاريزما، برغماتي. ولعب هابك دوراً رئيسياً في تحالف حزب الخضر مع حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في ولاية شليسفيغ هولشتاين.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
ميشائيل كريتشمر: حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي في سكسونيا
انتخابات ساكسونيا من الانتخابات المهمة المقرر إجراؤها في عام 2019. ومنذ سقوط الجدار تعتبر ولاية سكسونيا معقل حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي. ومنذ عام 1990، وعلى التوالي كان رئيس الوزراء من المسيحيين الديمقراطيون. لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أن نسبة فوز حزب رئيس الوزراء كريتشمر حالياً تبلغ 30 في المئة فقط. وقد تطال الخسائر الكبيرة في ولاية سكسونيا المستشارة ميركل أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
كيفن كونيرت: هل يفوز معسكره ضد الائتلاف الكبير؟
ليس سراً أن العديد من الاشتراكيين الديموقراطيين كانوا غير راضين عن استمرار وجود الائتلاف الكبير. وفي الاستطلاعات، بلغ الحزب الاشتراكي الديموقراطي مستوىً منخفضاً. وبحلول نهاية عام 2019 على أبعد تقدير، يريد الحزب الاشتراكي الديمقراطي اتخاذ قرار بشأن استمرار الائتلاف. لذلك سوف يُسمع الكثير عن الرئيس غير الرسمي للحركة المعارضة No-GroKo ، كيفن كونيرت.
صورة من: Imago/R. Zensen
كريستيان ليندنر: انتخابات جديدة أم ائتلاف جامايكا؟
إذا خرج الحزب الاشتراكي الديمقراطي من الحكومة، فإن السؤال المطروح هو: انتخابات جديدة أم ائتلاف جامايكا؟ في نهاية عام 2017، أجرى ليندنر المفاوضات مع الخضر والاتحاد . لكن زعيم الحزب الديمقراطي الحر قد أشار إلى أنه سيكون مستعدا للتفاوض مرة أخرى حول ائتلاف جامايكا - ولكن فقط دون وجود ميركل كمستشارة.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
بودو راميلو: هل يصمد رئيس الوزراء من اليسار؟
في تورينغن، سيتم انتخاب برلمان ولاية اتحادي جديد في تشرين الأول/ أكتوبر 2019. ويوجد حالياً حكم ائتلاف أحمر ـ أحمر مع رئيس الوزراء الوحيد من اليسار، بودو راميلو. لكن هل سيصمد رئيس الوزراء البالغ من العمر 62 عاماً وحزبه ضد حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي وحزب البديل من أجل ألمانيا، و الحصول على أغلبية يسارية ؟
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Schutt
فرانك فالتر شتاينماير: هل يلعب دور الوسيط مرة أخرى؟
عادة ما يكون منصب الرئيس، منصباً وجاهيا وله أهمية قليلة بالنسبة للسياسة اليومية في الجمهورية الاتحادية. لكن هناك استثناء واحد، وهذا يتمثل في حالة وجود مشاكل في تشكيل الحكومة الاتحادية، إذ يأخذ الرئيس الاتحادي دور الوسيط. وقد قام شتاينماير بهذا الدور في عام 2017. وإذا ما تم حل الائتلاف الكبير في عام 2019، فسيتعين على وزير الخارجية السابق التدخل مرة أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
يورغ أوربان: نجاح الحزب اليميني في ساكسونيا
تفوق حزب الخضر في الآونة الأخيرة على حزب "البديل من أجل ألمانيا" في استطلاعات الرأي في جميع أنحاء البلاد. غير أن الشعبويين اليمينيين في ألمانيا الشرقية يتقدمون بنسبة 20 في المائة وأكثر. وإن تمكن حزب البديل من أن يصبح القوة الأولى في الولاية الفيدرالية الأكثر اكتظاظاً بالسكان، فإن ذلك لن يكون نجاحاً هائلاً لزعيم حزب البديل من أجل ألمانيا، يورغ أوربان فحسب، وإنما للحزب أيضاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
مانفريد فيبر: هل سيرأس الألماني لجنة المفوضية الأوروبية؟
مانفريد فيبر المنحدر من ولاية بايرن والبالغ من العمر 46 عاماً، هو ليس فقط رئيس حزب الشعب الأوروبي، وهو تحالف الأحزاب المحافظة في البرلمان الأوروبي والرجل المعتدل من حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي بل هو أيضا المرشح الرئيسي من حزب الشعب الأوروبي لمنصب رئيس اللجنة في انتخابات المفوضية الأوروبية، وبالتالي فهو المرشح المفضل في السباق لخلافة جان كلود يونكر. وقد يكون أول ألماني يتولى المنصب منذ عام 1967.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
باول تسيمياك: هل ينجح في تغيير مسار الاتحاد؟
من خلال الأمين العام الجديد، يضرب حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي العديد من العصافير بحجر واحد: الحزب يعيد تجديد نفسه، ويُظهر نفسه منفتحاً على المهاجرين، وفي الوقت نفسه يمنح للجناح المحافظ قائداً متفهماً. لأن الرجل المولود في بولندا والبالغ من العمر 33 عاماً، يعرف كيف يظهر نفسه على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث يعجب به المحافظين.
إعداد: جيفرزون، تشيز/ إيمان ملوك