بعد إعلان مدينتين ألمانيتن استعدادهما لاستقبال أطفال من غزة وإسرائيل لتقديم الرعاية التي يحتاجونها، أكدت وزارة الداخلية الألمانية عن دراستها لجدوى الخطوة. فما أبرز الانتقادات التي طالتها؟
صرحت مدينتا هانوفر ودوسلدورف الألمانيتان أنهما ستسقبلان أطفالا من قطاع غزة وإسرائيل ممن هم في حاجة للرعاية الصحية صورة من: Mariam Dagga/AP Photo/picture alliance
إعلان
قال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية اليوم الاثنين (الرابع من أغسطس/ آب 2025)، إن الوزارة تراجع حاليا جدوى تنفيذ خطط ستتضمن نقل أطفال من قطاع غزة وإسرائيل إلى ألمانيا لتلقي العلاج.
وقال المتحدث "تعتمد جدوى تنفيذ مثل تلك المبادرات بشكل أساسي على الموقف الأمني وإمكانية مغادرة البلاد وعوامل أخرى". وأضاف المتحدث في مؤتمر صحفي في برلين إن الوزارة لم تتلق بعد أي طلبات من المدينتين عن الأمر.
وأعلنت هانوفر عن أماكن تتسع لما يصل إلى 20 طفلا، موضحة أن هذا سيتطلب دعما سياسيا من الحكومة الاتحادية فيما يتعلق بإجراءات دخول البلاد واختيار الأطفال والتنسيق الطبي.
بعض السياسيين الألمان أبدوا تحفظا إزاء مبادرات مدينتي هانوفر ودوسلدورف لاستقبال أطفال معوزين من قطاع غزة وإسرائيلصورة من: Mariam Dagga/AP Photo/picture alliance
مسؤول ألماني يتحفظ إزاء المبادرات
بدوره أبدى رئيس ديون المستشارية الألماني تورستن فراي تحفظه إزاء مبادرات من مدينتي هانوفر ودوسلدورف لاستقبال أطفال معوزين من قطاع غزة وإسرائيل.
إعلان
وقال فراي في تصريحات لمحطة "آر تي إل/إن تي في" الألمانية إنه من المهم تقديم المساعدة في الموقع لتشمل أكبر عدد ممكن من الأفراد، وأضاف: "لذلك سأكون متحفظا دائما بشأن مسألة مدى إمكانية النقل إلى الخارج. فهذا الأمر سيشمل بضعة أفراد، وهناك العديد من الأسئلة الأخرى التي تحتاج إلى توضيح".
وكانت وزارة الداخلية الألمانية أعربت أيضا عن تحفظها إزاء تلك الخطط خلال عطلة نهاية الأسبوع. وصرح متحدث باسم الوزارة لوكالة الأنباء الألمانية أمس الأحد: "جدوى مثل هذه المبادرات تعتمد بشكل حاسم على الوضع الأمني، وإمكانية مغادرة البلاد، وعوامل أخرى".
ذكرت مصادر أمنية ألمانية أول أمس السبت أن ما بين 50% و100% من المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة يتم تحويل مسارها من قبل حركة حماس أو منظمات إجراميةصورة من: Hamza Z. H. Qraiqea/Anadolu/picture alliance
انتقادات لسياسة الحكومة الألمانية تجاه الشرق الأوسط
انتقد سياسي ألماني بارز في الحزب المسيحي الديمقراطي، الذي يتزعمه المستشار الألماني فريدريش ميرتس، مسار الحكومة الألمانية في سياستها تجاه الشرق الأوسط.
وقال خبير شؤون السياسة الخارجية في الحزب، رودريش كيزفيتر، في تصريحات لصحيفة "تاجس شبيغل" الألمانية: "لماذا تسقط ألمانيا مساعدات فوق غزة، والتي تقع بالكامل في أيدي حماس، وبالتالي تدعم حماس بشكل مباشر؟".
وكانت القوات المسلحة الألمانية قد أسقطت مجددا شحنات من الغذاء والدواء فوق قطاع غزة أمس الأحد. بالإضافة إلى ذلك، دخلت حوالي 1200 شاحنة محملة بمساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر الأسبوع الماضي، بحسب بيانات إسرائيلية.
وذكرت مصادر أمنية ألمانية أول أمس السبت أن ما بين 50% و100% من المساعدات التي وصلت إلى قطاع غزة يتم تحويل مسارها من قبل حركة حماس أو منظمات إجرامية.
دعوات لنزع سلاح حماس
وقال كيزفيتر: "من المهم الوقوف بثبات إلى جانب إسرائيل وفضح الخطابات المؤيدة للفلسطينيين والمعادية لإسرائيل في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا". وتخطط بريطانيا وفرنسا، أو على الأقل تدرسان، الاعتراف بفلسطين كدولة قريبا.
وأضاف كيزفيتر: "لماذا لا تقود ألمانيا مبادرة لنزع سلاح حماس - بمشاركة الدول العربية التي تعارض حماس؟"، مؤكدا أنه لن يكون هناك مستقبل لغزة إلا بالقضاء التام على حماس، وقال: "هذا سيكون أكثر منطقية من انتقاد إسرائيل من جانب واحد، وترك مبدأ المصلحة الوطنية الخاص بنا يبدو وكأنه مجرد كلمات فارغة في ساعة الاختبار".
وكانت عدة دول عربية، من بينها مصر وقطر اللتان تتوسطان للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، دعت إلى إنهاء حكم حماس في قطاع غزة خلال مؤتمر للأمم المتحدة عقد في نيويورك الأسبوع الماضي.
وفي وثيقة من سبع صفحات، طالبت مجموعة من 17 دولة باتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط، من بينها إنهاء حكم حماس في القطاع وتسليم أسلحتها للسلطة الفلسطينية. كما حظيت الوثيقة بدعم العديد من الدول الأوروبية، وإن لم تكن ألمانيا من بينها وقت نشرها.
يُشار إلى أن حركة حماس جماعة إسلاموية فلسطينية مسلحة، تصنف في ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني.. سلسلة طويلة من محاولات تحقيق السلام
تسعى الدول العربية لوضع خطة واقعية لمستقبل غزة في مواجهة ترامب الذي يدعو لطرد الفلسطينيين إلى مصر والأردن. جولة مع أبرز مبادرات السلام منذ حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيناء وغزة.
صورة من: Oded Balilty/AP Photo/picture alliance/dpa
1967 - قرار مجلس الأمن رقم 242
في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية الثالثة والتي وقعت في حزيران/ يونيو 1967 وأسفرت عن هزيمة الجيوش العربية واحتلال إسرائيل لمناطق عربية جديدة، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني قراره رقم 242. ودعا القرار إلى "انسحاب القوات المسلحة الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها في الصراع في الآونة الأخيرة" مقابل احترام جميع الدول لسيادة بعضها البعض وسلامة أراضيها واستقلالها.
صورة من: Getty Images/Keystone
اتفاقية كامب ديفيد - 1978
اتفقت إسرائيل ومصر على إطار عمل ضمن اتفاقية كامب ديفيد أدى في 1979 إلى معاهدة برعاية الولايات المتحدة تلزم إسرائيل بالانسحاب من سيناء. وكانت هذه أول اتفاقية سلام بين إسرائيل ودولة عربية.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
مؤتمر مدريد للسلام - 1991
حضر ممثلو إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية مؤتمرا للسلام بمشاركة الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، في محاولة من قبل المجتمع الدولي لإحياء عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية من خلال المفاوضات. ولم يتم التوصل إلى أي اتفاقات مهمة، لكن المؤتمر فتح الباب أمام إمكانية اتصالات مباشرة بين الطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Hollander
اتفاقات أوسلو - 1993-1995
توصلت إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى اتفاق في محادثات سرية بالنرويج بشأن اتفاق سلام مؤقت يعترف فيه كل طرف بحقوق الآخر. ودعا الاتفاق إلى انتخابات فلسطينية وحكم ذاتي لمدة خمس سنوات، وانسحاب القوات الإسرائيلية، ومفاوضات لتسوية دائمة. تعتبر اتفاقية أوسلو التي تمَ توقيعها في 13 سبتمبر/ أيلول 1993، أوَّل اتفاقية رسمية مباشرة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
صورة من: Avi Ohayon/GPO
اتفاق إسرائيل والأردن - 1994
أصبح الأردن ثاني بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل. لكن المعاهدة لم تحظ بشعبية، وانتشرت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين على نطاق واسع في الأردن.
صورة من: Wilfredo Lee/AP Photo/picture alliance
قمة كامب ديفيد - 2000
في هذه القمة تباحث الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات. وقد عقدت القمة في الفترة من 11 إلى 25 تموز/ يوليو 2000 وكانت محاولة لإنهاء الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. لكن القمة انتهت بدون اتفاق. واندلعت انتفاضة فلسطينية أخرى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 ولم تتوقف فعليا إلا في 8 شباط/ فبراير 2005 بعد اتفاق هدنة عقد في قمة شرم الشيخ.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Edmonds
مبادرة السلام العربية - 2002
في عام 2002 قدمت المملكة العربية السعودية خطة سلام مدعومة من جامعة الدول العربية، تقضي بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، وتأسيس دولة فلسطينية. مقابل ذلك، تعرض الدول العربية تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
صورة من: Courtney Kealy/Getty Images
قمة أنابوليس – 2007
فشل الزعماء الفلسطينيون والإسرائيليون مرة أخرى في التوصل إلى اتفاق في قمة أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط الذي عُقد في الولايات المتحدة في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، ورغم المساعي الكبيرة للتوصل إلى اتفاقية سلام وإحياء خارطة الطريق بهدف قيام دولة فلسطينية، إلا أنه لم يكلل بالنجاح، لتندلع بعدها حرب غزة في 2008.
صورة من: AP
اتفاقيات أبراهام - 2020
اتفق زعماء إسرائيل والإمارات والبحرين على تطبيع العلاقات في أيلول/ سبتمبر 2020. وفي الشهر التالي، أعلنت إسرائيل والسودان أنهما ستطبعان العلاقات، وأقام المغرب علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه. سميت اتفاقيات أبراهام بهذا الاسم نسبة إلى إبراهيم الذي تنتسب إليه الديانات الثلاث: الإسلام والمسيحية واليهودية، للإحالة إلى الأصل المشترك بين اليهود والمسلمين.