الداخلية تعدل عن قرار منع لم شمل اللاجئين السوريين
٦ نوفمبر ٢٠١٥
بعد ساعات من تعليمات وزير الداخلية توماس دي ميزيير بتغيير شكل الحماية المعطى للاجئين السوريين وتقصير فترة الإقامة الممنوحة لهم من ثلاث سنوات إلى سنتين، وإلغاء عملية جمع الشمل الممنوحة، عدلت الوزارة في بيان عن هذا القرار.
إعلان
صححت وزارة الداخلية الألمانية مساء الجمعة (السادس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) المعلومات التي ذكرها وزير الداخلية توماس دي ميزيير في مقابلة صحفية، وأعلنت أن التعليمات المعطاة للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين لم تتغير، وأن أي تغييرات عليها ستتم مناقشتها في الائتلاف الحاكم أولاً قبل الإعلان عنها، حسبما جاء في موقع شبيغل أونلاين الألماني.
يأتي ذلك بعد أن أعلن دي ميزيير الجمعة أن ألمانيا ستمنح اللاجئين السوريين مستقبلاً تصريح إقامة مؤقت فقط، مما يعني عملياً وقف أي عمليات لم شمل للاجئين المقيمين في ألمانيا مع عائلاتهم المقيمة في الخارج.
وقال دي ميزيير، في مقابلة مع "راديو ألمانيا" أثناء زيارته للعاصمة الألبانية تيرانا، إن "دولاً أخرى تعطي في هذه الحالات ضمانات إقامة لفترة محدودة ... وهذا ما سنقوم به مستقبلاً مع السوريين. سنقول لهم: ستحصلون على الحماية الملحقة، والتي تعني أنها محدودة الوقت ولا تشمل جمع شمل العائلات".
وكانت صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" قد ذكرت الخبر لأول مرة، وذلك نقلاً عن الناطق باسم ملف الداخلية، الذي قال: "تم إصدار التعليمات للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بتأمين الحماية الملحقة فقط وعلى الفور للاجئي الحرب الأهلية في سوريا".
يشار إلى أن الحماية الملحقة تختلف عن الحماية الأساسية في أنها، وطبقاً لاتفاقية جنيف، تُمنح للأشخاص غير المعترف بهم كلاجئين ولكنهم بحاجة إلى حماية بسبب احتمال تعرضهم للتعذيب أو القتل في أوطانهم. وحتى اللحظة، كان اللاجئون السوريون يحصلون في ألمانيا على حق اللجوء باعتبارهم لاجئين معترفاً بهم، وذلك يشمل حق الإقامة لمدة ثلاث سنوات وحق جمع الشمل مع أفراد العائلة.
ولكن رؤساء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم في ألمانيا اتفقوا أمس الخميس على وقف عمليات جمع الشمل للاجئين السوريين، وذلك عن طريق استبدال الحماية الأساسية بالحماية الملحقة، والتي لا تشمل هذا الحق وتحدد الإقامة بسنتين فقط.
وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الشكل من الحماية شمل حتى الآن مجموعة صغيرة من اللاجئين تقدر بـ1300 شخص خلال العام الحالي، ولكن وزير الداخلية دي ميزيير صرّح بأن هذا العدد مرشح للازدياد مع شمول هذه الحماية اللاجئين السوريين.
جدير بالذكر أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في ألمانيا بلغ منذ يناير/ كانون الثاني وحتى نهاية أكتوبر/ تشرين الأول حوالي 244 ألفاً، منهم حوالي 89 ألفاً وصلوا خلال الشهر الماضي وحده.
ولقي هذا القرار انتقادات من عدة جهات، إذ قالت اتحاد منظمات "كاريتاس" الخيرية في ألمانيا إن "أولئك الذين لا يمكنهم العودة إلى أوطانهم في القريب العاجل يجب أن يحصلوا على فرصة بناء حياة جديدة هنا برفقة عائلاتهم".
اللاجئون والخوف من قدوم فصل الشتاء
رغم تزايد انخفاض درجات الحرارة، فإن سيل اللاجئين القادمين إلى أوروبا عبر طريق البلقان لم ينقطع. في غضون ذلك تعمل السلطات في ألمانيا والنمسا جاهدة على توفير مآوٍ مجهزة بالتدفئة لتقيهم البرد والمطر خلال فصل الشتاء.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
على الرغم من أن فصل الشتاء لم يحل بعد في أوروبا، إلا أن الكثير من اللاجئين يشكون بعد رحلة طويلة وشاقة عبر البلقان من البرد والصقيع. فمثلا على الحدود النمساوية-الألمانية لا تنزل درجات الحرارة في النهار عن 10 درجات مئوية، إلا أنها سرعان ما تتدحرج ليلا إلى ما دون الصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
لاجئون يتدفؤون على نار أضرموها في حطب جمعوه من غابة قريبة. وبعكس الـ60 ألف لاجئ الذين قدموا طلبات اللجوء في النمسا، يريد هؤلاء مواصلة السفر إلى المانيا. ولضمان فرص إقامة تتوفر فيها التدفئة العادية، من المقرر إقامة 100 ألف مآوى على طول طريق البلقان، 5000 منها في النمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
على طول الحدود النمساوية الألمانية أصبح يسمح فقط لخمسين لاجئاً في الساعة بالعبور عبر المعابر الحدودية، لتسهيل عملية تسجيلهم. في الأثناء بإمكان بقية اللاجئين، الذين ينتظرون عبور الحدود، الإقامة في خيام تحتوي على أرضية وأجهزة تدفئة. وتصل الطاقة الاستيعابية لكل خيمة إلى ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
بيد أن الخيام على الحدود النمساوية الألمانية ممتلئة إلى درجة أن الكثيرين لم يجدوا مكانا يقيمون فيه ولم يجدوا سوى الأرض يفترشونها والسماء يلتحفونها. في الصورة البعض من أكثر من ألف لاجئ ينتظرون في بلدتي كوفشتاين وكولرشلاغ السماح لهم بمواصلة السفر إلى ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
لكن الوضع يختلف في الكثير من الدول الواقعة على طريق البلقان، فمثلا خلال الأيام الماضية وجد العديد من اللاجئين أنفسهم في بلدة ريغونس في سلوفينيا مجبرين على الإقامة في العراء دون حماية من البرد والمطر. ولا يختلف الوضع كثيرا في دول البلقان الأخرى.
صورة من: picture-alliance/AA/S. Mayic
تعد جزيرة ليسبوس اليونانية وجهة الكثير من اللاجئين. وللوصول إليها يركب هؤلاء البحر قادمين من السواحل التركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات حرارة المياه إلى 17 درجة مئوية. وفي سياق متصل تقول مراسلة DW جيل أومايرا: "عندما تسوء الأحوال الجوية، يخفض المهربون من أسعارهم. وبالتالي يأتي عدد أكبر من اللاجئين."
صورة من: Reuters/G. Moutafis
اعتبر الكثير من السياسيين والمصالح الألمانية إقامة اللاجئين في خيام بأنها "حل مؤقت". كان ذلك في فصل الصيف. ولكن الأمر أصبح الآن شبه مؤكد: سيضطر العديد من اللاجئين للإقامة في خيام حتى خلال فصل الشتاء القارس. كما أن الخيام المدفأة – كما هو الحال في مخيم للاجئين في ولاية سكسونيا السفلى – يكاد يكون أمرا نادرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Steffen
ولكن، ليس في أوروبا فقط يخشى اللاجئون من قدوم فصل الشتاء ومن موجات البرد والصقيع، ففي لبنان يعيش نحو 200 ألف شخص في منطقة البقاع الجبلية تحت خيام من البلاستيك. وفي العام الماضي عانى هؤلاء الأمرّين مع سقوط الثلج وموجات الصقيع. لكن إقامة خيام تقي من البرد والمطر والثلج قوبل برفض من قبل الكثير من أصحاب الأرض لأنهم لا يريدون أن يبقى السوريون هناك بشكل دائم.