وزيران: ألمانيا ستستمر في دعم أفغانستان بعد انسحاب قواتها
٢٣ أبريل ٢٠٢١
أكدت برلين أنها ستواصل دعمها المدني داخل أفغانستان في المستقبل رغم سحب الجيش الألماني منها. جاء ذلك بعد أن حذرت رعاياها في أفغانستان من احتمال تعرضهم لأخطار بعد الانسحاب المزمع لقوات حلف الناتو.
إعلان
قال وزيران بالحكومة الألمانية في تصريحات لهما نشرت اليوم الجمعة (23 أبريل/نيسان 2021) إن حكومة بلادهما تريد مواصلة دعمها لأفغانستان حتى بعد سحب قواتها في وقت لاحق من هذا العام.
وصرح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في تصريحات لصحف تابعة لمجموعة فونكه الألمانية الإعلامية بأن "العملية العسكرية كانت دائما مجرد عنصرا واحدا مما التزمنا به".
وقال ماس "سنواصل دعمنا المدني داخل البلاد في المستقبل، لأن خلق آفاق جيدة وآمنة للأفغان يصب في مصلحتنا في أوروبا ". وتابع أن ألمانيا ستكثف جهودها بشكل أكبر لدعم مفاوضات السلام بين الأفغان ومساعدة أطراف الصراع المستمر منذ عقود للجلوس على طاولة المفاوضات.
ووصف ماس هذه العملية بأنها "صعبة"، لكنه قال إنها "أكثر طريقة واعدة لحل مستدام ومستقر".
ويتوقع الخبراء اندلاع حرب أهلية مدمرة في حال فشلت الأطراف المتحاربة في التوصل إلى اتفاق سياسي قبل الانسحاب الكامل للقوات الدولية.
ومن جانبه، أكد وزير التنمية الألماني غيرد مولر أيضا على استمرار دعم التنمية المدنية "بمفهوم معدل وشروط صارمة". وقال مولر لصحف فونكه إنه يريد إشراك المنظمات غير الحكومية "بشكل أكثر من ذي قبل".
وذكرت الوزارة أن لديها حوالي 1300 موظف يعملون على الأرض في نحو 40 مشروعا. وشدد على أن "الناس بحاجة إلى مستقبل منظور على الأرض إذا أردنا منع تدفق اللاجئين"، مضيفًا أن الموظفين المحليين كان لهم دورا حاسما في تنفيذ المشروعات.
وقرر الناتو الأسبوع الماضي سحب قواته من أفغانستان. وحددت الإدارة الأمريكية 11 أيلول/سبتمبر موعدًا للانسحاب، ولكن يتم أيضا مناقشة تقديم ذلك الموعد إلى الرابع من تموز/يوليو.
تحذير للرعايا الألمان
من ناحية أخرى، حذرت الحكومة الألمانية رعاياها في أفغانستان من احتمال تعرضهم لـ "أخطار كبيرة" بسبب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) وطالبتهم بمغادرة البلاد.
وقامت وزارة الخارجية الألمانية أمس بتحديث تحذيراتها من السفر وقالت في الإصدار المحدث إن من الممكن "أن يتردى الوضع الأمني العام ويتنامى الخطر بالنسبة للمواطنين الأجانب ولاسيما اعتبارا من مطلع ايار/مايو 2021". وأضافت الوزارة:" إذا أقمتم في أفغانستان رغم التحذيرات فعليكم مراجعة ما إذا كانت إقامتكم ضرورية وغادروا إذا لزم الأمر".
يذكر أن الخارجية الألمانية تحذر من السفر إلى أفغانستان منذ سنوات عديدة بسبب الحرب، كما تضمنت التحذيرات السابقة من السفر أيضا المطالبة بمغادرة البلاد بسبب خطر التعرض لهجمات لكن الجديد هو التحذير من تنامي وضع الخطر.
ع.ح./خ.س. (د ب أ)
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs