وزيرة ألمانية تحذر ترامب من عداء المسلمين وتهديد وحدة أوروبا
١٧ فبراير ٢٠١٧
حذرت وزيرة الدفاع الألمانية الولايات المتحدة من أي خطاب قد يهدد تماسك الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، مشددة على أن اللحمة الأوروبية هي لصالح واشنطن، وحذرت الوزيرة ترامب من تحويل مكافحة "داعش" إلى حرب على كل المسلمين.
إعلان
حذرت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين من تحويل الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" إلى معركة ضد كل المسلمين. وقالت وفقا لنص لخطابها "علينا أن نكون حذرين من تحويل هذه الحرب إلى جبهة ضد الإسلام والمسلمين بشكل عام". وذلك في تحذير ضمني للولايات المتحدة. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال أمس الخميس (16 شباط/فبراير2017) إنه سيصدر أمرا تنفيذيا جديدا لاستبدال قراره المثير للجدل بفرض خطر على السفر إلى الولايات المتحدة على مواطني سبع دول غالبية سكانها من المسلمين. وقال إن الأمر يهدف إلى حماية البلاد من "الهجمات الإرهابية".
كما حذرت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين الإدارة الأمريكية الجديدة بعبارات واضحة غير معتادة من انتهاج سياسات خارجية منفردة. وقالت فون دير لاين اليوم الجمعة (17 شباط/ فبراير 2017) خلال افتتاح مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) مجتمع قيمي، مضيفة أن الثقة بين شركاء الحلف لا ينبغي أن تكون محل تفاوض. وذكرت فون دير لاين أن هذا يعني أن تحقيق المصلحة المشتركة في عودة التعاون المبني على الثقة مع روسيا، يتعين أن يتم بصورة مشتركة "وليس على نحو ثنائي بصورة متجاوزة للشركاء". يشار إلى أنه فيما يتعلق بالشأن الروسي، تبدو معالم تحول في السياسة المتبعة من قبل إدارة ترامب واضحة بصورة غير متحققة في أي مجال آخر.
وكان وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس هدد أول أمس الأربعاء شركاء الناتو بخفض الاهتمام الأمريكي بالحلف حال عدم زيادة الشركاء نفقاتهم الدفاعية. وذكرت الوزيرة أن توزيع الأعباء بين شركاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) أكثر من مجرد مسألة أموال. وأوضحت الوزيرة أن تحمل الأعباء بصورة مشتركة يعني في المقام الأول مبدأ التضامن دون قيد أو شرط، وقالت: "هذا يستبعد السياسات المنفردة، سواء الإقدام المنفرد أو الإحجام المنفرد".
وقالت أورسولا فون دير لاين خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إن "أصدقاءنا الأمريكيين يعرفون أن نبرتهم حيال أوروبا والحلف الأطلسي لها تأثير مباشر على تماسك أوروبا، إن اتحادا أوروبيا مستقرا هو لصالح الولايات المتحدة، وكذلك حلف أطلسي موحد". ويأتي ذلك بعد أن وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا في الماضي انتقادات حادة إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو). تجدر الإشارة إلى أن السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الجديدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، تهيمن على فعاليات مؤتمر الأمن المنعقد في ميونيخ والذي سيستمر ثلاثة أيام.
ع.م/ هـ.د (رويترز ، د ب أ ، أ ف ب)
في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي
تهيمن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب على موضوعات الدورة 53 لمؤتمر ميونيخ للأمن. وافتتحت وزيرة الدفاع الألمانية ونظيرها الأمريكي فعاليات المنتدى الأمني الرفيع التي تقام بين 17 و19 فبراير 2017.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Kienzle
أين تكمن أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن؟
مؤتمر ميونيخ للأمن يُعد منصة فريدة في العالم للنخب الدولية في السياسة الأمنية. وليس هناك مكان آخر في العالم يجمع هذا العدد من ممثلي الحكومات وخبراء الأمن. وفي تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر للمرة الرابعة على التوالي في مرتبة أهم مؤتمر في العالم. والمؤتمر هو بوتقة للتواصل بين الفاعلين السياسيين للتعارف وتبادل وجهات النظر ولرسم الخطوط الحمراء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
من الذي يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن؟
الفندق الذي يحتضن فعاليات المؤتمر يتوقع حضور أكثر من 500 مشارك من شتى أنحاء العالم. والحكومة الألمانية ممثلة من قبل عدة وزراء. ويُتوقع مشاركة 16 رئيس دولة و15 رئيس حكومة و47 وزير خارجية و30 وزير دفاع و59 ممثلا لمنظمات دولية. وسيكون المؤتمر الفرصة الأولى للتعرف على الإدارة الأمريكية الجديدة. ويشارك في المؤتمر عن الجانب الأمريكي نائب الرئيس مايك بينس ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن القومي.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
أين يُنظم مؤتمر ميونيخ للأمن؟
في فندق "بايريشر هوف" (Bayerischer Hof) وسط مدينة ميونيخ. يتوفر الفندق الفاخر على 340 غرفة و65 جناحا فندقيا و40 قاعة للمؤتمرات. ويمثل الإقبال الكبير على المؤتمر تحديا للفندق، الذي يعمل به نحو 700 موظف، لذلك شغّل خصيصا 250 موظفا إضافيا ليسهروا على راحة مئات الضيوف بتوفير آلاف وجبات الأكل والمشروبات. ويثمن المشاركون جودة الفندق وموقعه المركزي. ويشكل المؤتمر دعاية مجانية هائلة للفندق طوال ثلاثة أيام.
صورة من: Koch/MSC
كيف يتم حماية مؤتمر ميونيخ للأمن؟
يُقام حزام أمني حول فندق المؤتمر، ولا يحق إلا للذين يملكون بطاقة اعتماد دخول تلك المنطقة. وفي السنة الماضية شارك نحو 3700 شرطي في حماية فعاليات المؤتمر. وتفيد الشرطة بأن العدد سيرتفع هذا العام ليصل إلى أربعة آلاف شرطي، حسب ما قال فيرنر فايلر، نائب رئيس شرطة ميونيخ.
صورة من: imago/Eibner
منذ متى يُنظم مؤتمر الأمن؟
مؤتمر ميونيخ للأمن انطلق في عام 1963 كحلقة لقاء بين عسكريين، وكان يسمى آنذاك "اللقاء الدولي لعلوم الدفاع". وغيَّر المؤتمر لاحقا اسمه إلى "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع"، ثم أصبح اسمه "مؤتمر ميونيخ للأمن". وخلال أكثر من خمسين دورة انعقاد للمؤتمر انفتح نظامه من مناقشة موضوعات خاصة بحلف الأطلسي إلى قضايا أكثر شمولية في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
هل يُتوقع تنظيم مظاهرات؟
مثل كل سنة تم الإعلان هذا العام عن مظاهرات ضد مؤتمر ميونيخ للأمن، وعددها تسعة. وفي السنة الماضية جلب "التحالف ضد مؤتمر أمن الناتو" نحو 3000 مشارك. وحتى في هذا العام يخطط التحالف لمظاهرة ومهرجان خطابي ضد من وصفهم بـ"محرضي الحرب في ميونيخ" وكذلك "ضد التسليح والدعاية والاستعدادات الحربية".
صورة من: Reuters/M. Dalder
ما هي موضوعات مؤتمر ميونيخ للأمن؟
الموضوعات المحورية هي حالة تنامي انعدام الأمن بعد انتخاب دونالد ترامب. وتتناول المحادثات بشكل ملموس مستقبل العلاقات الأطلسية وأزمة أوكرانيا والعلاقات بين الغرب وروسيا. كما أن الوضع الأمني في منطقة المحيط الهادي بآسيا ستكون موضوعا إلى جانب كوريا الشمالية. وتشمل الأجندة موضوعات التطرف والإرهاب ولاسيما الحرب والسلام في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/dpa/T. Hase
كيف يتم تمويل المؤتمر؟
مؤتمر ميونيخ للأمن يقدم نفسه كهيئة مستقلة. إلا أن الشركة المنظمة للمؤتمر واسمها "مؤسسة مؤتمر ميونيخ للأمن" تستفيد من تمويلات حكومية كبيرة. وتفيد معلومات الحكومة الألمانية أن المؤتمر حصل في عام 2015 على تمويل بنحو نصف مليون يورو إضافة إلى مبلغ 700 ألف يورو مصاريف تجهيزات وطاقم موظفين من الجيش الاتحادي الألماني. كما أن المؤتمر يحظى برعاية من شركات ألمانية ودولية كبرى. إعداد: م.أ.م