قبل يومين من الذكرى العاشرة للإبادة الجماعية للإيزيديين في العراق على يد تنظيم "الدولة الإسلامية"، دعت وزيرة في ولاية ألمانية لوقف ترحيل أطفال ونساء هذه الأقلية وبشكل دائم، وقالت إن هؤلاء لا زالوا معرضين لمخاطر كبيرة.
إعلان
طالبت وزيرة شؤون اللجوء والاندماج المحلية في ولاية شمال الراين-ويستفاليا الألمانية، يوزفينه باول، الحكومة الألمانية الاتحادية بوقف عمليات ترحيل النساء والأطفال الإيزيديين بشكل دائم.
وقبل حلول الذكرى السنوية العاشرة للإبادة الجماعية التي تعرض لها آلاف من أفراد هذه الأقلية الدينية في شمال العراق، ناشدت السياسية المنتمية لحزب الخضر وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر حماية الإيزيديين من الموت والاضطهاد في وطنهم.
وقالت باول في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) في دوسيلدورف إن الحكومة الاتحادية وحدها هي التي يمكنها تطبيق وقف دائم لعمليات الترحيل وخلق منظور آمن قانونيا للمتضررين، مشيرة إلى أن ولاية شمال الراين-ويستفاليا استنفدت بالفعل جميع الخيارات القانونية.
وقتل أكثر من 5 آلاف إيزيدي في العراق على يد ميليشيات تنظيم داعش منذ 3 آب/أغسطس 2014. وصنف البرلمان الألماني (بوندستاغ) الجرائم باعتبارها إبادة جماعية عام 2023.
وقالت باول: "هذا يستدعي أيضا مسؤولية اتخاذ إجراءات ملموسة وتدابير لحماية النساء والأطفال على وجه الخصوص"، مضيفة أن هؤلاء لا زالوا معرضين لمخاطر كبيرة، وقالت: "يمكن أن تتكرر الدعارة القسرية وتجنيد الأطفال والاستعباد في تلك المناطق في العراق".
ووفقا لوزارة باول، كانت ولاية شمال الراين-ويستفاليا أول ولاية ألمانية تصدر مرسوما رسميا لوقف ترحيل النساء والأطفال من الأقلية الإيزيدية في كانون الأول/ديسمبر 2023، ومددت ذلك لمدة ثلاثة أشهر أخرى في آذار/مارس 2024. وأوضحت متحدثة باسم الوزارة أنه من الضروري أخذ موافقة وزارة الداخلية الاتحادية لتمديد حظر الترحيل عقب الستة أشهر.
وقالت باول: "منذ 18 حزيران/يونيو 2024 لم يعد لدى ولاية شمال الراين-ويستفاليا أي خيارات قانونية لوقف ترحيل النساء والأطفال الإيزيديين إلى موقع إرهاب داعش... في النهاية يجب على الحكومة الاتحادية أن تتحرك الآن".
في رحلتهن الطويلة إلى التعافي من آثار الصدمة، اختارت بعض النساء والفتيات الإيزيديات الناجيات من الإبادة الجماعية والعبودية الجنسية، التي ارتكبها "داعش" بحقهن، الملاكمة. وسيلة تساعدهن أيضاً على استعادة الثقة بأنفسهن.
صورة من: DW/F. Campana
"أخوات الملاكمة"
تم إطلاق برنامج "أخوات الملاكمة" في أواخر عام 2018 من قبل لوتس فلاور، وهي منظمة غير حكومية بريطانية في كردستان العراق. على مدار خمسة أيام في الأسبوع تجتمع نساء وفتيات إيزيديات في دورة تدريبية لمدة ساعتين في مخيم روانجا. العديد منهن تعرضن للعنف الجسدي والنفسي والجنسي أثناء احتجازهن من قبل تنظيم "داعش" قبل وصولهن المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
تأهيل.. جسدي ونفسي
لم تكن الملاكمة أول نشاط بدني تدرجه منظمة لوتس فلاور للنساء والفتيات داخل مخيم روانجا، لكنه كان الأكثر شعبية. وتقول فيان أحمد، المديرة الإقليمية للفريق: "لقد فكرنا أنه سيكون من الجيد لو عملنا على تأهيل النساء على المستويين الجسدي والنفسي".
صورة من: DW/F. Campana
تجاوز الطاقة السلبية
"في كثير من الأحيان عندما أمارس الملاكمة، تقفز إلى ذهني اللحظات التي كنت أشعر فيها بالألم والاكتئاب بداخلي وأحاول التخلص منها من خلال الملاكمة"، تقول حسنة سعيد يوسف. تعيش حسنة وعائلتها في مخيم روانجا منذ أن هاجم داعش قريتها في سنجار في عام 2014. وعندما علمت عائلتها باقتراب داعش من منطقتهم، فروا إلى الجبال واختبأوا هناك لمدة أسبوع، حتى تمكنوا من الوصول إلى المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
شغف الرياضة منذ الصغر
لطالما أحبت حسنة سعيد يوسف، البالغة من العمر 18 عاماً، الرياضة. ومنذ صغرها كانت تمارس رفع الأثقال مع عمها في صالة الألعاب الرياضية المؤقتة في المنزل، لكن الملاكمة، كما تقول، شيء مميز. على الرغم من رغبتها في أن تصبح طبيبة ذات يوم، لكنها تقول: "في الوقت نفسه، لا أريد أن أترك الملاكمة".
صورة من: DW/F. Campana
ترحيب بعد الرفض
في البداية، لم تكن الكثير من العائلات في المخيم على استعداد للسماح للفتيات بحضور دروس الملاكمة. لكن بعد عدة أسابيع تنقل خلالها موظفو منظمة لوتس فلاور من منزل إلى منزل لشرح فوائد هذا النشاط البدني، بدأت الأمور تتغير. وتقول فيان أحمد: "لم نعتقد أن يلقى الموضوع هذا الترحيب الكبير خلال هذه الفترة القصيرة".
صورة من: DW/F. Campana
داخل الحلبة
في أبريل/ نيسان، عملت بعض النساء على تدريب أنفسهن في دروس الملاكمة، حتى يتسنى لهن تعليم الملاكمة للنساء والفتيات الأخريات داخل مخيمات أخرى في المنطقة. وبدأت حسنة سعيد يوسف تعليم الملاكمة للفتيات داخل مخيمها.
صورة من: DW/F. Campana
فرصة ثانية
عندما لا تكون هناك دروس للملاكمة، بإمكان الفتيات حضور دروس اللغة الإنجليزية أو " حكايات الأخوات" ، وهي حلقة دراسية للرواية المرئية. البعض منهن يكملن تعليمهن الثانوي بسبب انقطاعهن على الدراسة، بعد الهجوم على قراهن في عام 2014 من قبل داعش. والآن أصبح لديهن فرصة أخرى لإكمال تعليمهن. إعداد: فهرنيزا كامبانا (دهوك، كردستان العراق)/ ترجمة: إيمان ملوك