بيربوك محبطة من ضعف تأثير العقوبات الغربية على روسيا
٢٤ أغسطس ٢٠٢٣
بدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك محبطة من حجم تأثير العقوبات على اقتصاد روسيا، مبررة ذلك بأن "منطق الديمقراطيات لا يعمل في أنظمة الحكم الفردية الاستبدادية"، ومشيرة إلى إنه لا يمكن إنهاء الحرب بإجراءات عقلانية.
إعلان
أعربت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن إحباطها من تأثير العقوبات ضد روسيا على خلفية هجوم الأخيرة على أوكرانيا. وقالت بيربوك في حوار لها مع الصحفي والمؤلف الألماني الشهير شتيفان لامبي لأجل كتابه "حالة طوارئ... الحكم في أوقات الحروب" الذي يصدر اليوم الخميس (24 آب/أغسطس 2023): "في الواقع كان من المفترض أن يكون للعقوبات الاقتصادية تأثيرات اقتصادية. لكن الأمر ليس كذلك. لأن منطق الديمقراطيات لا يعمل في أنظمة الحكم الفردية الاستبدادية".
و فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات غير مسبوقة على موسكو للحد من قدرة روسيا على تمويل مجهودها الحربي. لكن رغم تأثير الضغوط، إلا أن العقوبات لم تؤد إلى انهيار الاقتصاد الروسي كما كان متوقعا.
وتابعت الوزيرة الألمانية: "لقد عايشنا أنه لا يمكن إنهاء هذه الحرب بقرارات عقلانية وإجراءات عقلانية يتم اتخاذها بين حكومات متحضرة".
وبحسب تصريحات الصحفي الألماني وصانع الأفلام الوثائقية، فإنه أجرى هذا الحوار مع بيربوك في 10 تموز/يوليو الماضي. ورافق الصحفي مع فريق تليفزيوني، شخصيات بارزة بالحكومة الألمانية منذ يوم حلفهم اليمين في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2021.
ورغم العقوبات الغربية على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، سجل الاقتصاد الروسي معدلات نمو ملحوظة، في حين تراجع الاقتصاد الألماني مع بداية العام. ويقول خبراء غربيون إن نمو الاقتصاد الروسي يرجع بالأساس للحرب في أوكرانيا والإنتاج المتزايد للأسلحة والذخيرة، ما يجعله نموا مؤقتا بعيدا عن فكرة الاستدامة.
وعبرت بيربوك في الكتاب أيضا عن انتقادها لتردد الحكومة الألمانية في بداية الحرب من مسألة زيارة كييف. وردا على سؤال عن الأمور التي ربما تشعر الآن بالندم عليها منذ توليها منصب وزيرة الخارجية قالت "ربما كان علينا كجزء من هذه الحكومة السفر إلى أوكرانيا في وقت مبكر".
وكانت بيربوك هي أول وزيرة في الحكومة الألمانية تسافر إلى أوكرانيا في مايو 2022 بعد شهرين ونصف من بداية الحرب. وكان العديد من رؤساء دول وحكومات دول أوروبية قد سبقوا بيربوك بزيارة كييف لإظهار التضامن مع أوكرانيا. أما المستشار الألماني شولتس فزار أوكرانيا للمرة الأولى بعد الحرب في حزيران/يونيو بعد أسابيع من زيارة بيربوك.
من ناحية أخرى جدد المستشار أولا شولتس دعمه لأوكرانيا بمناسبة العيد الوطني، الذي يحل للمرة الثانية منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. وعبر منصة إكس (تويتر سابقا) وجه شولتس كلامه إلى الرئيس الأوكراني فولدومير زيلنسكي قائلا "نقف إلى جانبكم.. اليوم نحتفل باستقلال وحرية أمتكم وهذه تحديدا هي القيم التي تساعد بلدكم في التصدي الشجاع للعدوان الوحشي الروسي. شجاعتكم وقوتكم تثير إعجابنا".
ا.ف/ ع.ج.م (د.ب.أ)
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.