وزيرة الداخلية الألمانية تدين "العنف العبثي" لليسار المتطرف
٤ يونيو ٢٠٢٣
أدانت وزيرة الداخلية الألمانية "العنف العبثي من جانب الفوضويين والمشاغبين اليساريين"، معلنة وضع المشهد اليساري المستعد للعنف تحت المراقبة. جاء ذلك بعد أحداث شغب في لايبزيغ خلال مظاهرة احتجاجا على حكمٍ بسجن طالبة يسارية.
إعلان
قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في بيان صدر اليوم الأحد (الرابع من حزيران/يونيو 2023) أن "العنف العبثي من جانب الفوضويين والمشاغبين اليساريين المتطرفين لا يمكن تبريره بأي شيء"، وذلك في إشارة إلى أعمال الشغب التي حدثت أمس السبت في مدينة لايبزيغ شرقي البلاد.
وأكدت الوزيرة التي تنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، حزب المستشار أولاف شولتس، أن "من يلقي أحجارا أو زجاجات أو زجاجات حارقة على أفراد الشرطة، يجب محاسبته بحزم".
وأضافت أن "أجهزة الأمن الاتحادية والمحلية ستواصل مراقبة المشهد اليساري المتطرف المستعد للعنف عن كثب خلال الأيام والأسابيع المقبلة وستتدخل بحزم في حال وقوع جرائم عنف وجرائم جنائية".
وتجددت الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين مساء السبت، في تحد لحظر المحكمة العليا للمظاهرة اليسارية، وقالت الشرطة إن "أعمال شغب ضخمة" نشبت، حيث ألقى المحتجون الألعاب النارية والحجارة والزجاجات والعبوات الحارقة على أفراد الشرطة خلال المظاهرة.
وأصدرت المحكمة الإدارية العليا في ولاية سكسونيا والمحكمة الإدارية في لايبزيغ قرارا الجمعة بحظر المظاهرة، وأخفقت دعوى استئناف أمام المحكمة الدستورية الألمانية ضد حظر المظاهرة.
وكانت دوائر يسارية في أنحاء ألمانيا قد قامت بتعبئة للمشاركة في مظاهرة أمس السبت بسبب الحكم الصادر على الطالبة اليسارية المتهمة بالتطرف "لينا إي."وثلاثة متهمين آخرين بتهمة التعدي على نازيين جدد مزعومين أو فعليين.
وأصدرت المحكمة العليا في مدينة دريسدن يوم الأربعاء حكما بالسجن لمدة خمسة أعوام وثلاثة شهور على "لينا إي." بتهمة ارتكاب جرائم عنف يسارية الدوافع أدت إلى إصابة العديد من الأشخاص بعضهم يعاني إصابة خطيرة.
وأفادت بيانات الشرطة بإصابة نحو 50 فردا منها خلال أعمال الشغب التي شهدتها المدينة. وصرح قائد الشرطة في لايبزيغ رينيه ديملر اليوم بأنه كان هناك أيضا مصابون بين المتظاهرين أيضا، إلا أنه لم يعلن عددهم بالتحديد.
وأوضحت الشرطة مساء السبت أن عددا من عناصرها أصيبوا بحجارة ومقذوفات أخرى وجرح بعضهم رغم أنها لم تقدم أرقاما دقيقة. وشهد بعض أحياء المدينة إضرام النيران في عدة حواجز من صناديق
القمامة والمنصات النقالة، في الوقت الذي تم فيه إطلاق الألعاب النارية في الشارع حيث كان من المفترض أن تنظم مظاهرة أكبر بعنوان "يوم إكس" للتيار اليساري المتطرف في فترة ما بعد الظهر، وفقا لمراسلي وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).
وقالت الشرطة إنها ألقت القبض على نحو 30 شخصا مشيرا إلى أنه يجري حاليا النظر في تقديم طلب لاستصدار أوامر اعتقال بحقهم، وذكر أن الشرطة احتجزت بشكل مؤقت ما يتراوح بين 40 و50 شخصا.
ع.ج.م/أ.ح (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)