ألمانيا- وزيرة الداخلية تدين التضامن مع عناصر "الجيش الأحمر"
١٠ مارس ٢٠٢٤
إدانة شديدة عبّرت عنها وزيرة الداخلية الألمانية لمظاهرة شهدتها العاصمة برلين لدعم عناصر "الجيش الأحمر". ويعود "الجيش الأحمر" إلى واجهة الأحداث في ألمانيا مع القبض على عناصر من أعضائه عاشوا في خفاء وبأسماء مستعارة.
وفي تصريحات لشبكة التحرير الصحفي نشرت الأحد (10 من مارس/ آذار 2024)، قالت فيزر إن "جماعة الجيش الأحمر قتلت 34 إنسانا بوحشية. ليس في هذا أي شيء على الإطلاق يمكن تجميله". وأضافت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي أنها تتمنى من هؤلاء المتضامنين مع الإرهابيين المختفين "أن يفكروا لثانية واحدة فقط فيما يعنيه هذا التضامن بالنسبة لأهالي الأشخاص العديدين الذين قتلتهم جماعة الجيش الأحمر".
وتابعت الوزيرة الألمانية حديثها قائلة إن الأسلحة التي تمّ ضبطها في العاصمة برلين تُظْهِر أن الإجراءات الشرطية الحالية تتعامل مع مخاطر كبيرة للغاية، ووجهت الشكر للمحققين الذين يبذلون أقصى قدر من الجهود في ملاحقة بقية الإرهابيين المطلوبين التابعين لجماعة "الجيش الأحمر".
وقالت فيزر: "لا ينبغي لأحد (من الإرهابيين) أن يشعر بالأمان تحت الأرض"، كما طالبت بالتحقق بدقة عن الداعمين الذين ساعدوا ولا يزالون يساعدون إرهابيي "الجيش الأحمر" حتى اليوم على الاختباء على مدار مثل هذه الفترة الطويلة، وأردفت أن "التيار اليساري المتطرف سيظل في بؤرة أجهزة الأمن إلى حد كبير".
وشارك عدة مئات من الأشخاص في مظاهرة في برلين مساء أمس السبت للتضامن مع أعضاء "الجيش الأحمر" الهاربين أو المقبوض عليهم حيث تجمع هؤلاء المحتجون في منطقة كرويتسبرغ وساروا عبر شارع "سباستيان شتراسه" حيث كانت تعيش الإرهابية السابقة في الجماعة، دانيلا كليته (65 عاما) التي تمّ القبض عليها في شباط/ فبراير الماضي، وكانت متخفية تحت اسم مستعار.
ورافق أفراد الشرطة المتظاهرين المنتمين إلى التيار اليساري والذين كانوا يرددون "لسنا جميعا، ينقصنا السجناء"، وحمل المتظاهرون لافتات عليها كتابات مثل "الحرية لدانيلا. الإرهابي هو النظام" أو "أين الحملات على اليمين؟"، ولم تشهد المظاهرة وقوع أعمال عنف.
و.ب/ع.ج (د ب أ، أ ب د)
بعد 40 عاماً من اختطافها.. "لاندسهوت" ستعود إلى ألمانيا
من المقرر أن تعود "لاندسهوت"، وهى إحدى طائرات شركة لوفتهانزا، لعرضها في متحف بألمانيا. وكانت لاندسهوت قد اختطفها فلسطينيون مرتبطون بمنظمة الجيش الأحمر عام 1977. وقائع مأساة اختطاف الطائرة قبل أربعين عاماً في صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
لم يكن الزمن رحيماً بطائرة "لاندسهوت" الألمانية، وهي ربما أشهر طائرة بوينغ 737-200 في تاريخ ألمانيا. إذ باتت ضحية الصدأ في "مقبرة" الطائرات بمطار فورتاليزا الدولي في البرازيل. لكن المسؤولين الألمان يريدون الآن انتشال الطائرة وإعادتها إلى ألمانيا لعرضها في متحف "دورنيه" بالقرب من بحيرة كونستانس.
صورة من: Imago/Agencia EFE
أصبحت لاندسهوت مشهورة في "الخريف الألماني" عام 1977: الأسابيع التي هزت فيها البلاد عدة أعمال إرهابية ارتكبتها منظمة الجيش الأحمر (بادر-ماينهوف) والجماعات المتحالفة معها. إذ اختطف أربعة مسلحين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طائرة لاندسهوت لابتزاز الحكومة الألمانية من أجل إطلاق سراح أعضاء بارزين من منظمة الجيش الأحمر.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 13 أكتوبر/ تشرين الأول 1977، كشف رجلان وامرأتان البنادق والمتفجرات، التي هربوها إلى الطائرة المتجهة في رحلة سياحية من مايوركا الإسبانية إلى فرانكفورت. وطالبوا بأن تتوجه الطائرة إلى الصومال بدلاً من ذلك، ودعوا إلى الإفراج عن 11 سجينا من منظمة الجيش الأحمر، وإلا سيُقتل الركاب البالغ عددهم 86 شخصاً وخمسة من أفراد الطاقم. كانت المحطة الأولى في روما، حيث كان عليها أن تتزود بالوقود.
صورة من: picture-alliance/AP
قام بعملية اختطاف الطائرة التابعة لشركة لوفتهانزا الألمانية أربعة فلسطينيين تابعين لما يُسمى بـ"وحدة الشهيدة حليمة" في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكانت المجموعة مكونة من زهير عكاشة وزملائه نبيل حربي ونادية دعيبس وسهيلة أندراوس، فيما كان العقل المدبر للعملية وديع حداد يشرف على تفاصيل العملية بنفسه من بغداد.
صورة من: picture alliance/dpa/nordisk
استمرت الطائرة في طريقها وهبطت للتزود بالوقود مرة أخرى في قبرص واتجهت إلى البحرين، بعد أن رفضت مطارات دمشق وبغداد والكويت منحها الإذن بالهبوط. ومن هناك، قام الطيار يورغن شومان ومساعده يورغن فيتور بتوجيه لاندسهوت إلى دبي، حيث وصلت الساعة السادسة صباح يوم 14 أكتوبر/ تشرين الأول. وفي هذه اللقطة، يظهر أحد المفاوضين على الأرض لأحد الخاطفين الفلسطينيين أنه غير مسلح.
صورة من: picture-alliance/AP
وطلب الخاطفون الفلسطينيون من برج المراقبة في دبي توفير المياه والغذاء والدواء. وكان الكابتن شومان قادراً على إبلاغ السلطات بالعدد الدقيق للخاطفين على متن الطائرة. ولكن عندما كشف وزير الدفاع في دبي عن هذه المعلومة في مقابلة صحفية، علم الخاطفون بذلك أيضاً وهددوا بقتل شومان.
صورة من: picture-alliance/AP Images/H. Koundakjian
سافر عناصر وحدة مكافحة الإرهاب الألمانية "جي أس جي 9" إلى دبي، وتدربوا على اقتحام طائرة مشابهة، لكن لاندسهوت أقعلت قبل أن يتمكنوا من التدخل. وكانت محطتها التالية في عدن، عاصمة اليمن الجنوبي آنذاك. وبسبب هبوط الطائرة على أرض رملية، خرج شومان لتفقد أجهزة الهبوط، لكنه استغرق وقتاً طويلاً في ذلك، ولدى عودته، أطلق أحد الخاطفين الفلسطينيين النار عليه فأرداه قتيلاً.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Koundakjian
وكانت المحطة الأخيرة في مقديشو الصومالية. حدد الخاطفون الفلسطينيون مهلة لإطلاق سراح سجناء منظمة الجيش الأحمر وسكبوا الكحول على الرهائن، واستعدوا لتفجير الطائرة. تظاهر المسؤولون في ألمانيا الغربية آنذاك بالموافقة، لكن بدلاً من ذلك، اقتحمت عناصر جي أس جي 9 الطائرة، وقتلوا ثلاثة من الخاطفين الأربعة وأنقذوا جميع الرهائن المتبقين الذين عادوا إلى المانيا في 18 أكتوبر/ تشرين الأول. كلارا بلايكر/ ع.غ/ص.ش