وزيرة الدفاع الألمانية تدعو للضغط على نظام الأسد وروسيا
١ مارس ٢٠٢٠
وزيرة الدفاع الألمانية تدعو الاتحاد الأوروبي إلى ممارسة مزيد من الضغط على النظام السوري وحليفه الروسي. ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيعقدون اجتماعا لمناقشة الوضع في سوريا وتوجّه آلاف اللاجئين للحدود بين تركيا واليونان.
إعلان
قالت وزيرة الدفاع الألمانية كرامب-كارنباور لصحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه زونتاغستسايتونغ" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم الأحد ( الأول من مارس/آذار 2020) إنه لابد من "الاعتراف صراحة أننا بصفتنا أوروبيين لم نقم سوى بالقليل للغاية حتى الآن".
وأضافت أنها تسعى لتعزيز القدرة على التصرف لأوروبا من أجل المستقبل، وقالت: "يتعين على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميريكية زيادة الضغط سويا حاليا على (الرئيس السوري بشار) الأسد و(الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين من أجل فتح الطريق أمام مباحثات سياسية لإنهاء الحربالمروعة في سوريا".
وتابعت زعيمة حزب الخضر الألماني المعارض أن الأمر يتعلق بشكل ملموس ببناء مؤسسات استقبال أولية على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وقالت: "لا بد من تسجيل أي لاجئين يصلون للحدود سريعا وإخضاعهم لتدقيق أمني ومقارنة بيانات... ثم يجب توزيع حصص اللاجئين في أقرب وقت ممكن في الاتحاد الأوروبي من أجل تنفيذ إجراءات اللجوء هناك".
وأشارت إلى أنه إذا لم تشارك كل دول الاتحاد الأوروبي في ذلك، فسيتعين على البعض البدء والحصول على دعم مادي لذلك، وقالت: "يتعين على ألمانيا إعادة تفعيل قدراتها الاستيعابية الخاصة في نزل إقامة اللاجئين بشكل استباقي".
اجتماع أوروبي طارئ بسبب التطورات في سوريا
في غضون ذلك يعقدوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا طارئاالأسبوع المقبل لمناقشة تداعيات التطورات الأخيرة المرتبطة بالنزاع السوري، وتوجّه آلاف اللاجئين إلى الحدود بين تركيا واليونان.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان إن المعارك في محيط محافظة إدلب السورية "تشكّل تهديدا جديا للسلم والأمن الدوليين" ولها تداعيات إنسانية خطيرة على المنطقة وخارجها. وأضاف "لذا أدعو إلى اجتماع طارىء لمجلس الشؤون الخارجية الأسبوع المقبل لمناقشة الوضع".
وأضاف "يتعين على الاتحاد الاوروبي مضاعفة جهوده لمعالجة هذه الازمة الانسانية الفظيعة بكل السبل المتوفرة". وأكد بوريل أن الاجتماع سيعقد بناء على طلب اليونان التي تواجه احتشادا للمهاجرين على حدودها مع تركيا.
ودعا بوريل إلى احترام الاتفاق المبرم بين أنقرة والاتحاد الأوروبي في 2016 بشأن الحد من تدفق المهاجرين إلى دول الاتحاد الأوروبي. وقال إن "الاتحاد الأوروبي يدعم اليونان وبلغاريا في مواجهة الوضع المتطور". ودعا إلى وقف إطلاق النار في سوريا وعرض دعم الاتحاد الأوروبي "للتخفيف من تبعات الأزمة". وتابع بوريل "يجب على الجميع وخاصة النظام السوري العودة الى العملية السياسية تحت رعاية الامم المتحدة".
وأشار إلى أن الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيساعد على التركيز على التطورات، مؤكدا ضرورة القيام ب"عمل مشترك ... لمعالجة الأزمة بشكل فعال والمساهمة في تمهيد الطريق للتوصل الى حل سياسي".
م.أ.م/ أ.ح ( د ب أ، أ ف ب )
المعارك المحتدمة في شمال غرب سوريا تنذر بكارثة إنسانية
يواصل الجيش السوري تقدمه في شمال غرب البلاد، بعد سيطرته على حلب، وأسفرت المعارك في شمال غرب سوريا عن موجة نزوج كبيرة قاربت المليون نازح، حسب الأمم المتحدة، ما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة سيما في ظل موجة برد قارس.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Said
سيطر الجيش السوري على كامل المناطق المحيطة بمدينة حلب من الجهتين الغربية والشمالية، وتمكن بذلك من إبعاد هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) والفصائل المعارضة الأخرى عنها.
صورة من: picture-alliance/dpa/X. Hua
لم يبق سوى الركام في القرى المجاورة لحلب. الصورة لبلدة كفر حمرة في ريف حلب الشمالي الغربي.
صورة من: picture alliance/dpa/BERNAMA/H. Mohamed
رغم سيطرة القوات الحكومية على كامل مدينة حلب عام 2016 إثر معارك وحصار استمر أشهرا عدة للفصائل المعارضة في أحيائها الشرقية، بقيت المدينة هدفاً لقذائف هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل المعارضة الأخرى المنتشرة عند أطرافها والتي أودت بحياة مئات المدنيين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Mohammad
لم تمر ساعات على إعلان استعادة الجيش السوري كافة المناطق بمدينة حلب حتى توجه سكانها الأصليين إلى مدينتهم التي غادروها قبل سنوات بسبب المعارك المحتدمة حينذاك وسيطرة الفصائل المعارضة على المدينة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
تحذيرات من الأمم المتحدة بأن حجم الأزمة الإنسانية أصبح يفوق طاقة وكالات الإغاثة مع فرار ما يقرب من مليون مدني، أغلبهم نساء وأطفال، هربا من المعارك في شمال غرب سوريا، متجهين صوب الحدود التركية في ظل أحوال جوية شتوية بالغة القسوة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
خلال أسابيع، سيطرت قوات النظام على مناطق واسعة، وتمكنت من تحقيق هدف طال انتظاره بسيطرتها على كامل الطريق الدولي "إم 5" الذي يصل مدينة حلب بدمشق، ويعبر مدناً رئيسية عدة من حماة وحمص وصولاً إلى الحدود الجنوبية مع الأردن.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/D. Vinogradov
حصيلة القتلى في محافظة إدلب منذ أول يناير/كانون الثاني الماضي بلغت 299 قتيلا، حوالي 93 في المائة من القتلى لقوا حتفهم على أيدي قوات الحكومة السورية وحلفائها، وذلك إستنمادا إلى تقارير الأمم المتحدة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Watad
بقايا الحرب الدامية في سوريا. ألغام جمعتها القوات الحكومية من الطريق الدولي "إم 5".
صورة من: picture-alliance/dpa
بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية فقد فرّ حوالي 43 ألف شخص خلال الأيام الأربعة الأخيرة فقط من غرب حلب. وتزداد معاناة النازحين مع انخفاض حاد في درجات الحرارة. ولجأ الجزء الأكبر منهم إلى مناطق مكتظة أساساً بالمخيمات قرب الحدود التركية في شمال إدلب، لم يجد كثر خيما تؤويهم أو حتى منازل للإيجار، واضطروا إلى البقاء في العراء.
صورة من: picture-alliance/AA/M. Said
منزل فخم يشرف على الطريق الدولي "إم 5" تحول في يوم ما إلى حلاقة. والآن أصبح نقطة تفتيش تحرسها آلية عسكرية تابعة للجيش التركي ورفع فوق المبنى العلم التركي أيضاً. وجهت أنقرة إنذارات عدة لدمشق، وهددت بضرب قواتها "في كل مكان" في حال كررت اعتداءاتها على القوات التركية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Vinogradov
"معركة تحرير ريف حلب وإدلب مستمرة بغض النظر عن بعض الفقاعات الصوتية الفارغة الآتية من الشمال"، هكذا يرى الرئيس السوري بشار الأسد ردا على التحذيرات التركية لقوات النظام بوقف تقدمها. في الصورة مؤيدون للأسد في احتفال لعودة القوات الحكومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
القتال لم يتوقف..قوات النظام "تتقدم باتجاه جبل الشيخ بركات" الذي يطل على ما تبقى من مناطق تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" والفصائل في غرب حلب، بحسب مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن.
صورة من: picture-alliance/dpa
"المخيمات تضيق بالنازحين. الأمهات يشعلن البلاستيك لتدفئة أطفالهن ويموت رضع وأطفال من شدة البرد"، مشاهد عن أوضاع اللاجئين والنازحين كما يصفها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكو، الذي قال إن العنف في شمال غرب سوريا لا يفرق "بين منشآت صحية أو سكنية أو مدارس وجوامع وأسواق"، معتبرا أن الحل الوحيد هو وقف اطلاق النار. إعداد: زمن البدري/(أ ف ب، رويترز)