وزيرة الدفاع الألمانية تقترح منطقة آمنة دولية في سوريا
٢١ أكتوبر ٢٠١٩
اقترحت وزيرة الدفاع الألمانية إقامة منطقة آمنة مراقبة دوليا عند الحدود السورية التركية مؤكدة أن الوضع في سوريا يؤثر على المصالح الأمنية لأوروبا. الوزيرة تشاورت مع المستشارة ميركل حول المقترح وتعتزم نقله للحفاء في الناتو.
إعلان
طالبت وزيرة الدفاع الألمانية انيغريت كرامب-كارنباور بإنشاء منطقة آمنة تخضع لمراقبة دولية في سوريا على الحدود مع تركيا. جاء ذلك في تصريحات أدلت بها الوزيرة التي تتزعم الحزب المسيحي الديمقراطي، حزب المستشارة ميركل، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، و كذلك لـ DW مساء اليوم الاثنين (21 أكتوبر/تشرين الأول 2019). وأوضحت كرامب-كارنباور أنها تشاورت حول هذا المقترح مع ميركل ونقلته إلى حلفاء غربيين.
وكشفت الوزيرة الألمانية أنها ستطرح مقترحها على نظرائها على هامش اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل يومي الخميس والجمعة المقبلين. وأوضحت أن المشاركة المحتملة للجيش الألماني في رقابة المنطقة المحتملة، لابد أن تحصل على موافقة البرلمان الألماني أولا.
ولفتت الوزيرة الألمانية، في المقابلة بمناسبة مرور 100 يوم على توليها منصب وزيرة الدفاع، إلى أن الجيش الألماني يشارك بالفعل في مهام في المنطقة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) سواء من خلال عملية التدريب أو الاستطلاع الجوي. وأردفت "إذا كان السؤال هو كيف سنواصل الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية، فإن هذا سيكون موضوع المشاورات في هذا الصدد.ورأت كرامب-كارنباور أن هدف هذا المقترح لابد أن يتضمن أيضا برنامجا مدنيا لإعادة البناء.
وقالت لـ DW "اقتراحي هو أن ننشئ منطقة آمنة تخضع للمراقبة الدولية وتضم أيضا تركيا وروسيا. والهدف هو من جهة نستأنف ونواصل الحرب على الإرهاب، والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، والذي وصل في الوقت الحالي إلى طريق مسدود. ومن جهة أخرى أن نعمل على استقرار المنطقة ما يسمح بإعادة البناء ويتيح للنازحين بالعودة الطوعية إليها".
وحذرت الوزيرة الألمانية من أن الوضع في سوريا يؤثر على المصالح الأمنية لأوروبا ولألمانيا بشكل كبير، وانتقدت الطابعالسلبي الذي اتسم به تصرف ألمانيا والأوروبيين في هذه القضية حتى الآن " كالمتفرجين من وراء سياج". واستطردت : "ولذلك فإن إعطاء ألمانيا دفعة ومبادرة سياسية، أمر معقول لانطلاق مبادرة أوروبية داخل الناتو"،
في المقابل، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن مثل هذه الأفكار سابقة لأوانها " فالمهم الآن في المقام الأول هو العمل على عدم استمرار العملية العسكرية بعد انتهاء الهدنة بحيث يكون هناك حل سياسي".
وكان روديريش كيزه فيتر خبير الشؤون الخارجية بالحزب المسيحي الديمقراطي، المنتمية إليه المستشارة ميركل، قد دعا إلى تأسيس منطقة حماية إنسانية شمالي سوريا، والاستعانة في تنفيذ ذلك بما يتراوح بين 30 ألف إلى40 ألف جندي من دول الاتحاد الأوروبي، مضيفا في تصريحات لإذاعة "برلين-براندنبورغ" اليوم الاثنين أنه من الضروري أيضا إرسال أطقم طبية وعمال إغاثة وخبراء في إعادة الإعمار.
وكان نوربرت روتغن،رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، والذي ينتمي لنفس الحزب، أعرب مساء أمس الأحد في تصريحات إعلامية عن مطلب مماثل. وقال روتغن في تصريحات لشبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية إنه يتعين اتخاذ مبادرة أن تكون السيطرة على الوضع الأمني في هذه المنطقة مسؤولية المجتمع الدولي، وليس تركيا وحدها.
وفي سياق متصل، اتهمت انالينا بيربوك، زعيم حزب الخضر، تحالف ميركل المسيحي بأنه يقوم بمناورة لصرف الأنظار لأنه من غير الممكن الشروع على الفور في إنشاء المنطقة الآمنة. وكانت تركيا قد قالت إنها اطلقت في التاسع من الشهر الجاري العملية العشكرية في شمال شرق سوريا من أجل التصدي للإرهاب وإقامة منطقة أمنة لتوطين اللاجئين السوريين.
ع.ج.م/أ.ح (د ب أ)
اجتياح تركيا للشمال السوري – تنديد دولي ونزوح الآلاف وسط تزايد العنف
فيما نددت أغلب دول العالم باجتياح الجيش التركي لمناطق شمال سوريا وسط تزايد العنف ونزوح السكان، أعلن وزير الدفاع القطري تأييده للعملية، كما نقلت وكالة الأنباء التركية.
صورة من: Getty Images/AFP/B. Kilic
أدانت السعودية التدخل التركي العسكري في شمال سوريا في إطار عملية "نبع السلام" قائلة إن المملكة "تدين العدوان الذي يشنه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا في تعدٍ سافر على وحدة واستقلال وسيادة الأراضي السورية". وجاء رد أروغان سريعاً باتهامات للسعودية بقتل المدنيين في اليمن.
أما وزارة الخارجية المصرية فشددت على أن العملية العسكرية "تمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة"، محذرة في بيان لها "من تبعات الخطوة التركية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية". لكن رد أروغان كان بوصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بـ "القاتل".
صورة من: Getty Images/AFP/A.Altan
في هذه الأثناء أعلن برنامج الأغذية العالمي عن نزوح أكثر من 70 ألفا من سكان "رأس العين" و"تل أبيض" حتى الآن وسط تصاعد العنف في سوريا، وذكرت منظمة أطباء بلا حدود أن العملية العسكرية التركية أدت إلى إغلاق بعض المستشفيات الرئيسية هناك.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP
أعلن وزير الدفاع القطري خالد بن محمد العطية عن دعم بلاده لعملية "نبع السلام" وفقاً لما أوردته وكالة الأناضول التي تحدثت عن اتصال هاتفي بين العطية ونظيره التركي خلوصي أكار.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
أما الرئيس الأمريكي ترامب المتهم بالتخلي عن حلفائه الأكراد في سوريا فقد كلف دبلوماسيّين أميركيّين التوسّط في "وقفٍ لإطلاق النّار" بين أنقرة والأكراد. كما أعلن عشرات من النواب الجمهوريين عن طرحهم قراراً لفرض عقوبات على تركيا رداً على هجومها العسكري على القوات الكردية في سوريا.
صورة من: Reuters/T. Zenkovich
نددت وزارة الخارجية الإماراتية بالهجوم التركي قائلة: "هذا العدوان يمثل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة بما يتنافى مع قواعد القانون الدولي ويمثل تدخلاً صارخاً في الشأن العربي".
صورة من: picture-alliance/Photoshot
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فعبَّر عن تضامنه مع الأكراد في تغريدة، وكتب: "تدين إسرائيل بشدة التوغل التركي في المناطق الكردية في سوريا وتحذر من تطهير عرقي ضد الأكراد من تركيا ووكلائها... إسرائيل مستعدة لتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الكردي الشجاع".
صورة من: Getty Images/AFP/D. Souleiman
أعرب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لنظيره التركي مولود تشاووش أوغلو عن تحفظ برلين تجاه العملية العسكرية التي تشنها أنقرة ضد المليشيات الكردية، وعبّر ماس عن مخاوف بلاده والاتحاد الأوروبي من "العواقب السلبية لهذا الهجوم، والتي قد تصل إلى تعاظم نفوذ تنظيم "داعش" في سوريا مرة أخرى" وذلك "رغم تفهم المصالح الأمنية التركية".
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua
لم يتمكن أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من التوصل إلى أي خطوات بشأن العملية العسكرية في الاجتماع الذي انعقد أمس الخميس، بيدْ أن التوقعات برسم خارطة طريق دولية كانت منخفضة قبل الاجتماع نظراً لانقسام المجلس منذ عدة سنوات، لا سيما حول قضايا الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua/L. Muzi
أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "قلقه البالغ" إزاء استمرار الهجوم التركي، مضيفاً في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن: "في الوقت الراهن، ما علينا القيام به هو التأكد من نزع فتيل التصعيد. أي حل للنزاع يجب أن يحترم سيادة الأرض ووحدة سوريا". ج.أ