الحكومة الألمانية تقر إنشاء صندوق للجيش بـ 100 مليار يورو
١٦ مارس ٢٠٢٢
أكدت وزيرة الدفاع الألمانية على العمل على تحديث جيش بلادها "ليصبح قويا وفائق التطور". جاء ذلك عقب موافقة لحكومة على إنشاء صندوق تمويل للجيش بقيمة 100 مليار يورو في إطار سعي برلين لتحديث جيشها بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
إعلان
قالت وزيرة الدفاع الألمانية، كريستينه لامبرشت اليوم الأربعاء (16 مارس/آذار 2022) في برلين إن هدفها "هو أن يكون الجيش الألماني مجهزا بالكامل وقادرا على حمايتنا بشكل موثوق به وحماية شركائنا في التحالف". يأتي ذلك في إطار سعي برلين لتحديث قواتها المسلّحة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومهد مجلس الوزراء الألماني اليوم الأربعاء الطريق لإنشاء صندوق خاص لتدعيم الجيش الألماني يبلغ قوامه 100 مليار يورو. ويحتاج تنفيذ هذا الأمر إلى إجراء تعديل دستوري، والذي يتطلب موافقة ثلثي أعضاء البرلمان (بوندستاغ)، ما يعني أن أحزاب الائتلاف الحاكم ستحتاج إلى دعم من المعارضة لتمرير التعديل.
وبحسب البيانات، سيُخصص في الميزانية الاتحادية لعام 2022 أكثر من 50 مليار يورو لميزانية الدفاع في خطة منفردة. وأوضحت وزارة الدفاع أنه وفقا للمعايير الرئيسية لميزانية 2023 والخطة المالية حتى عام 2026، سيُجرى خلال السنوات التالية تخصيص نحو 50.1. مليار يورو سنويا للجيش، وهو ما يمثل زيادة إجمالية تبلغ حوالي 12.4 مليار يورو مقارنة بالخطة المالية الحالية.
وإلى جانب ذلك، سيُجرى استخدام أموال الصندوق الخاص للجيش في إتمام مشاريع كبيرة تم تحديدها منذ سنوات، مثل تمويل تجديد أسطول مقاتلات "تورنادو" بطراز جديد، وتحسين عتاد الجنود، بحسب بيانات الوزارة.
وبحسب المسودة التي أقرها مجلس الوزراء، يجب أن ينص الدستور على أن الصندوق الخاص يعمل على "تعزيز قدرات التحالف والدفاع". وأشارت المسودة إلى أنه ليس من المخطط إدراج مواصفات أكثر دقة لاستخدام هذه الأموال في التعديل الدستوري، بل سيُجرى وضع قانون لإنشاء الصندوق الخاص، والذي سيتضمن خطة اقتصادية بمشروعات محددة. وهناك خلاف داخل الحكومة الألمانية حول نوعية المشروعات التي يجب ضخ أموال الصندوق فيها.
ومن المقرر استثناء القروض الخاصة بهذا الصندوق من قواعد كبح الديون. وستظل الاستثمارات الكبرى، التي يزيد حجمها عن 25 مليون يورو، بحاجة لموافقة لجنة شؤون الموازنة في البرلمان الألماني قبل تنفيذها.
وحسب مفوضة الجيش الألماني للشؤون البرلمانية إيفا هوغل، يضم الجيش الألماني حاليا 183 ألفا و695 جنديا، لكنها ترى أن النطاق الواسع من المهام والتكليفات، من بينها المهام غير العادية مثل المساعدة الإدارية المكثفة خلال جائحة كورونا أو مهمة الإجلاء في أفغانستان، كشفت أن القوة العاملة في الجيش واحتياطي القوات محدودان. وأشارت هوغل إلى أن "جاهزية المعدات الكبيرة تبلغ في بعض الحالات أقل من 50%. المعدات اليومية مثل السترات الواقية أو السترات الشتوية يتم إرسالها أحيانا متأخرة...هذا غير مقبول على الإطلاق، ويتعين تحسينه".
ووافق مجلس الوزراء الألماني اليوم الأربعاء على خطط وزير المالية، كريستيان ليندنر، بشأن الموازنة، والتي تنص على ديون جديدة مجددا هذا العام بقيمة 99.7 مليار يورو بسبب أزمة جائحة كورونا.
ع.ج.م/إ.ف (د ب أ)
الجيش الألماني- ستون عاما من المهام العسكرية
تمثلت المهمة الرئيسية للجيش الألماني، عند تأسيسه سنة 1955، في الدفاع عن حرمة الأراضي الألمانية، لكن منذ منتصف تسعينات القرن العشرين تغيرت مهمته لتشمل المشاركة في مهمات عسكرية خارجية. جيش ألمانيا في البوم صور.
صورة من: picture-alliance/dpa
صادقت الحكومة الألمانية في الثاني من نيسان/أبريل 1993 على قرار مشاركة جنود ألمان في مهمات لحلف الناتو في يوغوسلافيا. السابقة وكانت تلك أول عملية عسكرية للجيش الألماني خارج حدوده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Stephanie Pilick
تمثلت مهمة القوات الألمانية في يوغوسرفيا السابقة بمراقبة قرار حظر الأسلحة في البحر الأدرياتيكي وإقامة منطقة حظر جوي فوق البوسنة. أثارت المهمة جدلا كبيرا، لإنها تجاوزت نطاق عمل الناتو المسموح به. المعارضة الألمانية وصفت المهمة بالمخالفة للدستور الألماني الذي يمنع إرسال قوات عسكرية خارج حدود البلد.
صورة من: picture-alliance/dpa
خولت المحكمة الدستورية العليا في الثاني عشر من يوليو/تموز 2012 الجيش الألماني القيام بعمليات عسكرية في إطار مهمات للأمم المتحدة ولحلف الناتو، نظرا لعضوية ألمانيا في المنظمتين. لكن المحكمة اشترطت ضرورة مصادقة البرلمان على كل مهمة يقوم به الجيش خارج البلاد.
صورة من: Getty Images
شارك الجيش الألماني في أول مهمة عسكرية كبيرة في تاريخه ضمن عمليات للناتو بداية 1999. مقاتلات التورنادو قامت بعمليات استطلاع عسكرية و ساهمت في تدمير دفاعات جوية صربية. أثارت مشاركة الجيش جدلا كبيرا في ألمانيا، لعدم وجود تفويض أممي للتدخل العسكري في كوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
تأجج الوضع السياسي في ألمانيا بعد إرسال إئتلاف الحزب الإشتراكي وحزب الخضر الحاكم آنذاك قوات عسكرية إلى كوسوفو. المعارضة اتهمت الحكومة بإعلان حرب مخالفة للدستور. الخلافات ألقت بظلالها على مؤتمر حزب الخضر السنوي سنة 1999، إذ تعرض وزير الخارجية يوشكا فيشر (حزب الخضر) إلى اعتداء بالكرات الملونة.
صورة من: picture-alliance/dpa
غداة اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر2001، شكل حلف الناتو، بموجب الفصل الخامس من معاهدة تأسيس الحلف، تحالفا دوليا لمحاربة الإرهاب، شاركت فيه ألمانيا.الحكومة الألمانية أرسلت جنودا للقتال في أفغانسان ضمن عملية "الحرية الدائمة"، وارسلت قطعات اخرى إلى سواحل القرن الإفريقي.
صورة من: AP
أثارت مشاركة الجيش الألماني في الحرب على الإرهاب خلافات كبيرة داخل إئتلاف الحزب الإشتراكي والخضر الحاكم آنذاك. المستشار غيرهارد شرودر أبدى تضامن بلاده المطلق مع الولايات المتحدة، ومنحه البرلمان الألماني بأغلبية ضئيلة الثقة لإرسال قوات عسكرية لأفغانسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
يشارك الجيش الألماني منذ 2002 في مهمة عسكرية ضمن قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان. قتل 54 جنديا خلال 13 سنة وانهيت المهمة القتالية عام 2014. ومنذ ذلك الحين يعمل 850 جنديا ألمانيا على تدريب قوات الأمن الأفغانية ضمن مهمة تدريبية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في الرابع من سبتمبر/أيلول 2009، أدت غارة جوية ألمانية على شاحنتين تنقلان البنزين تابعتين لطالبان إلى مصرع 100 شخص بينهم أطفال. العقيد غيورغ كلاين هو من أعطى تعليماته باطلاق الغارة.
صورة من: AP
نشرت ألمانيا في ديسمبر/كانون الأول 2012 منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية في جنوب شرق تركيا، الحليف الأساسي في الناتو، وذلك تحسبا لإطلاق صواريخ من سوريا. يتمركز 256 جنديا ألمانيا في مدينة مهرش في الأناضول، على بعد 100 كيلومتر من الحدود الشمالية لسوريا. وستنتهي المهمة في شهر يناير/كانون الثاني 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
أرسلت ألمانيا في كانون الأول / ديسمبر 2008 قوات بحرية إلى منطقة القرن الإفريقي، قبالة السواحل الصومالية و في خليج عدن، لحماية حركة البواخر ومرور المساعدات الإنسانية ولمكافحة القرصنة ضمن مهمة "أتلانتا". وهي مهمة أوروبية يشارك فيها 318 جنديا ألمانيا.
صورة من: Bundeswehr/FK Wolff
يساهم 320 جنديا من القوات البحرية الألمانية منذ شهر نيسان/أبريل 2015 في إنقاذ اللاجئين في البحر المتوسط. سيتم توسيع نطاق عمل المهمة لمطاردة سفن عصابات تهريب المهاجرين في السواحل الليبية والإيطالية. ويحق للبوارج الألمانية احتجاز سفن المهربين وتدميرها في حالات خاصة.
صورة من: Bundeswehr/PAO Mittelmeer/dpa
لقي 106 جنود المان مصرعهم إبان الاعوام الستين الماضية في مهام عسكرية خارج البلاد. و في الثامن من أيلول/ سبتمبر 2008 شُيد في برلين نصب تذكاري للجنود الألمان الذين فقدوا اروحهم في مهام عسكرية.