وزير أردني:علاقاتنا مع النظام في سوريا تسير "باتجاه ايجابي"
٢٦ أغسطس ٢٠١٧
أعلن الأردن أن علاقته مع النظام السوري، بقيادة بشار الأسد، "مرشحة لأن تأخذ منحى إيجابيا". ويرتبط الأردن وجارته الشمالية سوريا بحدود جغرافية يزيد طولها عن 370 كلم، ويعيش على أراضيه ما يزيد عن مليون و300 ألف سوري.
إعلان
قالت الحكومة الاردنية ليل الجمعة /السبت(26 آب/أغسطس) أن العلاقات مع الدولة والنظام في سوريا "تتجه باتجاه إيجابي"، وعبرت عن أملها بان يسهم الاستقرار في جنوب سوريا في إعادة فتح المعابر بين البلدين.
وأكد وزير الدولة لشؤون الاعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني للتلفزيون الرسمي الاردني أن "العلاقات بيننا وبين الدولة السورية والنظام السوري تتجه باتجاه إيجابي". واضاف في حديثه لبرنامج "ستون دقيقة" مساء الجمعة (25 أغسطس/ آب) "نتحدث عن الإستقرار (جنوب سوريا) وعن علاقات تتجه باتجاه إيجابي بيننا وبين الدولة السورية والنظام في سوريا وهذه رسالة هامة للجميع لأن يلتقطها".
وأوضح المومني أن "وقف اطلاق النار لازال صامدا ومحافظا على استدامته ونتطلع في المرحلة القادمة لمزيد من الخطوات التي ترسخ الاستقرار والأمن في جنوب سوريا". وتابع "اذا ما استمر الوضع في جنوب سوريا بمنحى الاستقرار هذا يؤسس لعودة فتح المعابر بين الدولتين".
وأكد المومني أن "علاقاتنا مع الأشقاء في سوريا مرشحة لأن تأخذ منحى ايجابي اكثر إن شاء الله". وأشار إلى أن "كثير من القيادات السياسية والأمنية والعسكرية في سوريا تدرك المصلحة المشتركة بين البلدين بأن تتطور العلاقات باتجاه ايجابي ويدركون ما هي خطوطنا الحمراء الاستراتيجية ونحن نعلم تماما ان لديهم مصلحة لمراعاة ذلك".
وشدد المومني على أن عمان "نتطلع إلى الوقت الذي يعم فيها الامن والاستقرار في سوريا وتعود العلاقات طبيعية كما كانت في السابق وتفتح المعابر". والاردن من الدول العربية القليلة التي لم تغلق سفارتها لدى دمشق او سفارة دمشق في عمان. وكانت الجامعة العربية قد قررت في نوفمبر/ تشرين ثاني 2011، تعليق عضوية سوريا، وسحب السفراء العرب من دمشق، لحين تنفيذها الخطة العربية لحل أزمتها.
واعلنت المملكة الاربعاء أن مركز عمان لمراقبة وقف اطلاق النار في جنوب سوريا الذي يسري بموجب اتفاق اميركي روسي اردني منذ التاسع من تموز/يوليو الماضي، باشر عمله.
وتشترك المملكة مع سوريا بحدود برية يزيد طولها على 370 كيلومترا. وبموجب الاتفاق تسري هدنة منذ التاسع من تموز/يوليو الماضي في ثلاث محافظات في جنوب سوريا هي السويداء ودرعا والقنيطرة.
وفاقم إغلاق آخر المعابر الرسمية بين الاردن وسوريا عام 2015 من الازمة الاقتصادية للمملكة التي أغلقت معابرها ايضا مع العراق، قبل ان يعلن الجيش الحدود الشمالية والشمالية الشرقية مع سوريا والعراق منطقة عسكرية مغلقة عام 2016 اثر هجوم ارهابي في الركبان.
ع.أ.ج/ ح ح (أ ف ب)
عالقون في صحراء الأردن - مصير آلاف اللاجئين السوريين
نحو 60 ألف لاجئ سوريا ما يزال عالقا في منطقة صحراوية نائية بشمال الأردن في تجمع عشوائي يفتقد لأبسط مقومات العيش الكريم. العديد منهم ينتظر منذ أشهر طويلة أن تسمح له السلطات الأردنية بالانتقال إلى مخيم منظم يحط فيه الرحال.
صورة من: DW/T. Krämer
في شمال شرق الأردن على الحدود مع سوريا، تحديدا بالقرب من الحدلات، يعيش 7200 لاجئ سوري عالقين في مخيم في ظل ظروف قاسية في ما يشبه المنطقة المحرمة. الحدلات تقع على بعد نحو 335 كيلومترا من العاصمة الأردنية عمان. وفي مخيم آخر في الركبان، الواقعة على بعد 90 كليومترا شمالا، يعيش أكثر من 50 ألف شخصا عالقين في الصحراء في انتظار مواصلة طريقهم.
صورة من: DW/T. Krämer
الناس يعيشون هنا في منطقة صحراوية تحت خيام مهترئة لا تقيهم قيظ الصيف ولا صقيع الشتاء، يقتاتون على المساعدات التي تقدمها لهم المنظمات الإنسانية. وما يزيد الطين بلة أن دخول هذه المنطقة صعب جدا، حتى أن الصحفيين لا يجوز لهم دخولها إلا بترخيص خاص من الجيش الأردني.
صورة من: DW/T. Krämer
بعض اللاجئين السوريين يقبعون هنا منذ بضعة أسابيع، البعض الآخر منذ عدة شهور. كما أنهم ينحدرون من كل المناطق السورية: من حمص والرقة وحلب ودرعا. العديد منهم وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع أموال لمهربين حتى يتمكنوا من الوصول إلى هذه المنطقة الحدودية. وقد ساهم تصاعد التوتر الذي تشهده حلب في الآونة الآخيرة في ارتفاع عدد اللاجئين مرة أخرى.
صورة من: DW/T. Krämer
حرس الحدود الأردني هو من يحدد من يمكنه من اللاجئين السوريين الدخول إلى أراضي المملكة الهاشمية. الأردن قالت إنها استقبلت خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من مليون لاجئ سوري، منهم 670 ألف مسجلون لدى المفوضية العليا التابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ووفقا لمعطياتها، فإن نحو 100 ألف لاجئ يقيمون في مخيمات، فيما تعيش أغلبية السوريين في المدن والقرى.
صورة من: DW/T. Krämer
الأربعاء الماضي سُمح لهذه المرأة ولأطفالها صحبة نحو 300 لاجئ سوري آخر بمغادرة المخيم. هذه الأسرة فرت قبل بضعة أشهر من الرقة، معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. "لا أعرف ما الذي ينتظرني ولكني أريد أن أحط الرحال في أي مكان"، كما تقول المرأة التي أنهكها التعب.
صورة من: DW/T. Krämer
ينقل اللاجئون السوريون، الذين سمحت لهم السلطات الأردنية بدخول البلاد بعدها إلى مخيم الأزرق، الواقع على بعد 120 كيلومترا شرق العاصمة عمان. المملكة الأردنية تسمح خاصة للنساء الحاضنات لأطفال والأسر والمرضى والعجّز بدخول أراضيها. بيد أن عملية استقبالهم وإيوائهم بطيئة جدا، على ما تنتقد منظمات انسانية. في غضون ذلك، يزداد الوضع في المخيمات العشوائية سوءا يوما بعد يوم.
صورة من: DW/T. Krämer
ومن لم يحالفه الحظ بالانتقال إلى مخيم منظم، وهم كثيرون، فعليهم البقاء في مخيم يفتقد لأدنى مقومات العيش الكريم. ولاعجب أن يتهافت الناس للتزود بالماء. "نحن نفتقد لكل شيء"، على ما يقول رجل من حمص. لكنه يضيف بحسرة بأنه لا يوجد سوى هذا المكان الذي يلجأ إليه، بعدما تحولت كل سوريا إلى ساحات قتال.
صورة من: DW/T. Krämer
حتى هؤلاء الأطفال سيبقون حتى إشعار آخر في هذه المنطقة الصحراوية النائية. هنا ينتظرون دورهم لمئ صفائحهم بالماء. لقد عاشوا الحرب والدمار ولا يتحدثون إلا عن مخاوفهم. بيد أنهم هنا - على الأقل- لم يعودوا مجبرين على رؤية أشلاء القتلى، كما لا يخشون أن تسقط على رؤوسهم القنابل.