وزير ألماني: القضاء على الاحتباس الحراري لم يعد خياراً
٢٧ مايو ٢٠٢٢
في ختام اجتماع لوزراء البيئة والطاقة وحماية المناخ في دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، قال روبرت هابيك وزير الاقتصاد وحماية المناخ ونائب المستشار الألماني إنه "سيظل هناك احتباس حراري بشكل دائم".
إعلان
قال روبرت هابيك وزير الاقتصاد وحماية المناخ الألماني إن مكافحة التغير المناخي ستقتصر فقط على الحد من الاحتباس الحراري وليس التخلص منه.
وفي ختام اجتماع لوزراء البيئة والطاقة وحماية المناخ في دول مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى، قال الوزير المنتمي إلى حزب الخضر في برلين اليوم الجمعة (27 مايو/أيار 2022): "سيظل هناك احتباس حراري بشكل دائم".
يذكر أن ألمانيا تتولى حالياً الرئاسة الدورية للمجموعة التي تضم أيضاً فرنسا وإيطاليا واليابان وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا.
وأضاف نائب المستشار الألماني أولاف شولتس:"ربما لا يزال من الممكن أن نصلح أخطاء الماضي لكن من غير الممكن أن نوقف حدوثها، فانعدام الاحتباس الحراري لم يعد خياراً مطروحاً".
ورأى هابيك أن السؤال الوحيد المهم هو ما إذا كان العمل السياسي الحاسم سينجح في الحد من الاحتباس الحراري خلال الأعوام الأربعة أو الخمسة أو الثمانية أو العشرة المقبلة بحيث لا تكون هناك بعد ذلك " أي خيارات أخرى للتحرك".
وذكرت المجموعة كذلك بهدفها المشترك القاضي بوقف أي تمويل مباشر للطاقات الأحفورية "بحلول 2025" وقال هابيك خلال مؤتمر صحفي إن "مكافأة سلوك يضر بالبيئة من خلال مساعدات ... أمر عبثي ويجب الانتهاء من هذه العبثية".
خضراء وباردة - تبريد المدن
26:00
تعهد بإزالة الكربون من القطاعات الكهربائية
وتعهدت دول مجموعة السبع الجمعة بإزالة الكربون من معظم قطاعاتها الكهربائية "بحلول 2035" ووقف أي تمويل دولي لمشاريع على ارتباط بالطاقات الأحفورية اعتباراً من هذه السنة.
وقالت الدول السبع في إعلان صدر في ختام الاجتماع: "نتعهد بالتوصل إلى قطاع كهربائي يخلو قسمه الأكبر من الكربون بحلول 2035". ولتحقيق هذا الهدف تتعهد القوى الصناعية السبع بـ"دعم تسارع خروج العالم من الفحم" و"الإسراع في تطوير التكنولوجيات والسياسات الضرورية للانتقال إلى طاقة نظيفة".
وهذه أول مرة تحدد الولايات المتحدة واليابان وكندا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والمانيا هدفاً كهذا.
كما وعد الوزراء بوقف التمويل في الخارج لمشاريع تتعلق بالطاقات الأحفورية لا تتضمن تقنية لاحتجاز الكربون بحلول "نهاية 2022"، وذلك بعد تبديل موقف اليابان، آخر دولة من المجموعة كانت ترفض الالتزام بهذا الشأن.
وحسب تقرير نشره مجلس المناخ العالمي أوائل نيسان/أبريل الماضي، وصل حجم الانبعاثات العالمية من غازات الاحتباس الحراري في الفترة بين عامي 2010 و2019 إلى مستوى غير مسبوق على الإطلاق في تاريخ البشرية.
في الوقت نفسه، أشار التقرير إلى أن معدلات النمو تباطأت رغم هذا، وقال إنه بدون تحقيق تقليص سريع للانبعاثات لن يكون من الممكن تحقيق الهدف المنصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ والخاص بالحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض بـ 1.5 درجة مقارنة بمستواها في عصر ما قبل الثورة الصناعية.
ع.ح./خ.س. (أ ف ب، د ب أ)
ألبوم صور...ارتفاع حرارة الأرض يهدد بانقراض الحياة البحرية
تتزايد مخاوف العلماء من تاثيرات ارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. واليوم يحذر علماء من احتمال تعرض الأرض لكارثة انقراض هائلة على مستوى الحياة البحرية. فكيف يمكن أن يحدث ذلك؟
صورة من: XL Catlin Seaview Survey
تأثيرات كارثية
يوماً بعد يوم، تتزايد مخاوف العلماء من التأثيرات الكارثية لارتفاع حرارة كوكب الأرض والتغير المناخي. ومؤخراً، حذرت دراسة جديدة نشرت بعض خلاصتها صحيفة الغارديان البريطانية من أن الاحتباس الحراري قد يتسبب في حدوث تغيير جذري في محيطات العالم لدرجة قد تهدد بانقراض جماعي للأنواع البحرية ليصبح الانقراض الأكبر من نوعه في تاريخ كوكب الأرض. الصورة يظهر الحاجز المرجاني العظيم في استراليا.
صورة من: picture alliance / Stringer/dpa
انخفاض الثراء البيولوجي.. البداية!
يتسبب تسارع تغير المناخ في إحداث تأثير "عميق" على النظم البيئية للمحيطات " قد يؤدي إلى تزايد مخاطر الانقراض. يقول العلماء إن الأمر قد يبدأ في الحدوث مع انخفاض الثراء البيولوجي والتنوع البحري وهو ما لم يحدث في تاريخ الأرض منذ عشرات الملايين من السنين.
صورة من: Gabriel Guzman/Calypso Productions/picture alliance
الوقود الأحفوري.. القاتل الصامت
ترتفع درجة حرارة مياه البحر في العالم بشكل مطرد بسبب حرق الوقود الأحفوري، وانبعاثات النشاطات الصناعية بينما تنخفض مستويات الأكسجين في المحيط وتتزايد حموضة المياه بسبب امتصاص كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Esiri
استنفاد الأكسجين من المسطحات المائية
مع ارتفاع حرارة المحيطات تنخفض نسب الأكسجين بشكل يؤثر على قدرة الكائنات البحرية على التنفس. تضاعف حجم مياه المسطحات المائية المستنفدة من الأكسجين بقدر يصل إلى 4 مرات منذ ستينات القرن العشرين. لم تعد كائنات كالمحار وبلح البحر والجمبري قادرة على تكوين أصداف بشكل صحيح بسبب ارتفاع حموضة المياه، كما اختنقت الأسماك في عشرات الأماكن. هذا يعني أن الكوكب يمكن أن يصل لمرحلة "انقراض جماعي" للكائنات البحرية.
صورة من: Billy H.C. Kwok/Getty Images
انقراض جماعي كارثي.. قد يتكرر!
تقول الدراسة المنشورة في مجلة ساينس Science إن ضغوط ارتفاع حرارة البحار والمحيطات وفقدان الأكسجين تذكر بحدث الانقراض الجماعي الذي حدث منذ حوالي 250 مليون عام. أدت هذه الكارثة، المعروفة باسم "الموت الكبير"، إلى زوال ما يصل إلى 96٪ من الحيوانات البحرية من على كوكب الأرض.
صورة من: Stephanie Abramowicz, courtesy of the Natural History Museum of Los Angeles County
مستويات انقراض كارثية متوقعة
يشير البحث الجديد إلى أنه قد يتم الوصول إلى مستويات انقراض كارثية إذا أطلق العالم غازات الدفيئة بشكل غير مقيد، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب بأكثر من 4 درجات مئوية من متوسط درجة الحرارة التي كانت عليها الأرض في أوقات ما قبل الصناعة وذلك بحلول نهاية القرن الحالي. من شأن ذلك أن يؤدي إلى انقراض أنواع حية قد تعيد تشكيل الحياة في المحيط لعدة قرون أخرى.
صورة من: Tomasz Mikielewicz/Panther Media/picture alliance
الخطر يقترب بسرعة
لكن حتى في أفضل السيناريوهات، لا يزال العالم على وشك فقدان جزء كبير من الحياة البحرية. فعندما ترتفع درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين بأعلى مما كانت عليه قبل عصر الصناعة، وهو ما يُتوقع أن يحدث حتى في ظل التعهدات المناخية الحالية من قبل حكومات العالم، سيتم القضاء على حوالي 4 ٪ من إجمالي نحو مليوني نوع من الكائنات البحرية في البحار والمحيطات.
صورة من: W.Poelzer/WILDLIFE/picture alliance
الكائنات القطبية أكثر عرضة للخطر
وفقًا للدراسة، تعتبر الأسماك والثدييات البحرية التي تعيش في المناطق القطبية أكثر عرضة للخطر، لأنها لن تكون قادرة على الهجرة إلى المناخات الأكثر برودة، على عكس الأنواع الاستوائية، ولن تجد تلك الكائنات مكان تذهب إليه.
صورة من: AP
أخطار أخرى
يؤدي خطر تغير المناخ إلى تعاظم الأخطار الرئيسية الأخرى التي تواجهها الحياة المائية، مثل الصيد الجائر والتلوث. وجدت الدراسة أن ما بين 10٪ و 15٪ من الأنواع البحرية معرضة بالفعل لخطر الانقراض بسبب هذه التهديدات المختلفة بحسب بيانات الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
صورة من: NAVESH CHITRAKAR/REUTERS
ما نفعله اليوم.. يحدد شكل مستقبلنا
يقول العلماء إن مستقبل الحياة في المحيطات يعتمد بقوة على ما نقرر فعله مع غازات الدفيئة اليوم. وبناء على ذلك سيتحدد شكل المحيطات في المستقبل: إما مساحات مائية شاسعة شبه خالية من أي حياة أو محيطات تحتفظ بما بها من كائنات بحرية. يعتمد ذلك على نجاحنا في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
إعداد: عماد حسن