وزير ألماني يسعى لإعادة عائلة إيزيدية تم ترحيلها إلى العراق
علي المخلافي د ب أ
٢٥ يوليو ٢٠٢٥
أعلن وزير داخلية ولاية ألمانية اعتزامه العمل على إعادة عائلة إيزيدية إلى ألمانيا تم ترحيلها إلى العراق رغم صدور قرار قضائي بإلغاء إلزامها بالمغادرة، لكن القرار صدر بعد هبوط الطائرة في بغداد. الترحيل أثار انتقادات كثيرة.
كانت محامية العائلة الإيزيدية تقدمت بطلب مستعجل إلى المحكمة الإدارية قبل وقت قصير من الرحلة ورغم أن العائلة ربحت القضية فإن القرار صدر بعد أن كانت الطائرة قد أقلعت بالفعل.صورة من: Hendrik Schmidt/dpa/picture alliance
إعلان
قال وزير داخلية ولاية براندنبورغ الألمانية، رينيه فيلكه اليوم الجمعة (25 يوليو/تموز 2025) إنه "نظرا لتسلسل الظروف، و المصير الملموس للعائلة (الإيزيدية التي تم ترحيلها)، وضرورة ضمان الالتزام بالقانون، فقد كلفت السلطات المختصة في براندنبورغ، بالتنسيق مع السلطات الاتحادية، بالعمل على إعادة العائلة بسرعة (من العراق)، طالما أن قرار المحكمة لا يزال ساريا".
وأضاف الوزير المستقل حزبيا أنه يجب على الحكومة الاتحادية أن تصدر للعائلة الوثائق اللازمة للسفر ويجب عليها بصفتها الجهة المعنية بقرار المحكمة، أن تعترف بهذا القرار.
يشار إلى أن العائلة التي تضم أربعة أطفال قاصرين، تم ترحيلها يوم الثلاثاء الماضي، رغم صدور قرار من المحكمة في نفس اليوم يقضي بإلغاء إلزام العائلة بالمغادرة .
وكانت محامية العائلة تقدمت بطلب مستعجل إلى المحكمة الإدارية في بوتسدام قبل وقت قصير من الرحلة. ورغم أن العائلة ربحت القضية، فإن القرار صدر بعد أن كانت الطائرة قد أقلعت بالفعل.
صدور القرار بعد هبوط الطائرة في بغداد
وقال وزير الداخلية إن الحادثة أثرت فيه، إلا أن القرار الكتابي الصادر عن المحكمة، والذي ألغى بأثر رجعي سريان قرار الترحيل، لم يصدر إلا بعد هبوط الطائرة في بغداد. وأضاف: "في تلك اللحظة، لم يعد بإمكان السلطات المعنية التدخل".
يذكر أن العائلة الإيزيدية التي كانت تقيم في مدينة ليشن بمنطقة أوكرمارك، كانت قدمت طعنا في عام 2023 ضد رفض طلبها بالحصول على الحماية الدولية وضد قرار ترحيلها، لكن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين رفض طلب اللجوء.
في رحلتهن الطويلة إلى التعافي من آثار الصدمة، اختارت بعض النساء والفتيات الإيزيديات الناجيات من الإبادة الجماعية والعبودية الجنسية، التي ارتكبها "داعش" بحقهن، الملاكمة. وسيلة تساعدهن أيضاً على استعادة الثقة بأنفسهن.
صورة من: DW/F. Campana
"أخوات الملاكمة"
تم إطلاق برنامج "أخوات الملاكمة" في أواخر عام 2018 من قبل لوتس فلاور، وهي منظمة غير حكومية بريطانية في كردستان العراق. على مدار خمسة أيام في الأسبوع تجتمع نساء وفتيات إيزيديات في دورة تدريبية لمدة ساعتين في مخيم روانجا. العديد منهن تعرضن للعنف الجسدي والنفسي والجنسي أثناء احتجازهن من قبل تنظيم "داعش" قبل وصولهن المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
تأهيل.. جسدي ونفسي
لم تكن الملاكمة أول نشاط بدني تدرجه منظمة لوتس فلاور للنساء والفتيات داخل مخيم روانجا، لكنه كان الأكثر شعبية. وتقول فيان أحمد، المديرة الإقليمية للفريق: "لقد فكرنا أنه سيكون من الجيد لو عملنا على تأهيل النساء على المستويين الجسدي والنفسي".
صورة من: DW/F. Campana
تجاوز الطاقة السلبية
"في كثير من الأحيان عندما أمارس الملاكمة، تقفز إلى ذهني اللحظات التي كنت أشعر فيها بالألم والاكتئاب بداخلي وأحاول التخلص منها من خلال الملاكمة"، تقول حسنة سعيد يوسف. تعيش حسنة وعائلتها في مخيم روانجا منذ أن هاجم داعش قريتها في سنجار في عام 2014. وعندما علمت عائلتها باقتراب داعش من منطقتهم، فروا إلى الجبال واختبأوا هناك لمدة أسبوع، حتى تمكنوا من الوصول إلى المخيم.
صورة من: DW/F. Campana
شغف الرياضة منذ الصغر
لطالما أحبت حسنة سعيد يوسف، البالغة من العمر 18 عاماً، الرياضة. ومنذ صغرها كانت تمارس رفع الأثقال مع عمها في صالة الألعاب الرياضية المؤقتة في المنزل، لكن الملاكمة، كما تقول، شيء مميز. على الرغم من رغبتها في أن تصبح طبيبة ذات يوم، لكنها تقول: "في الوقت نفسه، لا أريد أن أترك الملاكمة".
صورة من: DW/F. Campana
ترحيب بعد الرفض
في البداية، لم تكن الكثير من العائلات في المخيم على استعداد للسماح للفتيات بحضور دروس الملاكمة. لكن بعد عدة أسابيع تنقل خلالها موظفو منظمة لوتس فلاور من منزل إلى منزل لشرح فوائد هذا النشاط البدني، بدأت الأمور تتغير. وتقول فيان أحمد: "لم نعتقد أن يلقى الموضوع هذا الترحيب الكبير خلال هذه الفترة القصيرة".
صورة من: DW/F. Campana
داخل الحلبة
في أبريل/ نيسان، عملت بعض النساء على تدريب أنفسهن في دروس الملاكمة، حتى يتسنى لهن تعليم الملاكمة للنساء والفتيات الأخريات داخل مخيمات أخرى في المنطقة. وبدأت حسنة سعيد يوسف تعليم الملاكمة للفتيات داخل مخيمها.
صورة من: DW/F. Campana
فرصة ثانية
عندما لا تكون هناك دروس للملاكمة، بإمكان الفتيات حضور دروس اللغة الإنجليزية أو " حكايات الأخوات" ، وهي حلقة دراسية للرواية المرئية. البعض منهن يكملن تعليمهن الثانوي بسبب انقطاعهن على الدراسة، بعد الهجوم على قراهن في عام 2014 من قبل داعش. والآن أصبح لديهن فرصة أخرى لإكمال تعليمهن. إعداد: فهرنيزا كامبانا (دهوك، كردستان العراق)/ ترجمة: إيمان ملوك