وزير التنمية الألماني يحذر من شطب المساعدات للدول المغاربية
١٠ يناير ٢٠١٧
يستمر الجدل داخل ألمانيا حول أفضل الآليات لدفع دول المغرب العربي إلى استعادة مهاجريها المرفوضين. شطب المساعدات التنموية اقتراح طرحه غالبية الساسة في برلين، لكن وزير التنمية يحذر من هكذا إجراء.
إعلان
حذر وزير االتنمية والتعاون الاقتصادي الألماني غيرد مولر من تقليص حجم المساعدات المخصصة لدول المغرب العربي، في سبيل إجبارها على استعادة مهاجرين غير شرعيين لا أمل لهم في الحصول على إقامة داخل بلاده.
وشدد الوزير الألماني أن "هدفنا الأساسي لا بد أن يتمثل في ضمان استقرار المنطقة برمتها (شمال إفريقيا) بما في ذلك مصر"، كما نقلت عنه صحيفة "باساور نوين بريسه" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء (10 من يناير/ كانون الثاني 2017). وأضاف الوزير أن "الانهيار الاقتصادي (لهذه الدول) سيؤدي إلى مشاكل أكبر".
وأوضح مولر أن المساعدات التنموية التي تقدمها ألمانيا ليست "هبات"، لأن استقرار الدول يخدم بالأساس "مصلحة" ألمانيا. وأوضح أن هذه المساعدات تخصص في مجالات تدعم الشباب وهي بدورها آليات للحد من الهجرة.
وتأتي تصريحات مولير ضمن النقاش المحتدم حاليا داخل ألمانيا حول الإجراءات الأمنية الضرورية التي يجب اتخاذها عقب اعتداء برلين الذي نفذه التونسي أنيس عامري مسفرا عن 12 قتيلا وأزيد من خمسين من الجرحى.
والسؤال الكبير الذي يشغل بال الساسة الألمان يدور حول ضرورة خلق آليات جديدة للدفع بدول المغرب العربي إلى استعادة مواطنيها المرفوضة طلبات لجوءهم وليس لهم الحق في الحصول على تصريح للإقامة.
وفي هذا الإطار دعا زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي زيغمار غابريل في العدد الأخير من مجلة "دير شبيغل" الألمانية، بأن "من لا يتعاونون بشكل كافٍ لا يمكنهم الاستفادة من مساعدتنا التنموية". وهو ما أيده بقوة وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير، العضو في الحزب المحافظ بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل، في حوار أدلى لمؤسسة "ايه آر دي" مساء الأحد.
غير أن وزير التنمية دافع عن دول المغرب العربي بالقول إن هذه الدول "مستعدة" للتعاون، وعلى "ألمانيا القيام بواجباتها. فالمغرب وتونس يطالبان وبوجه حق التحقق من جنسيات المهاجرين المرفوضين. وهذا يتطلب من ألمانيا تحديد بياناتهم الرقمية".
و.ب/ح.ز (ك إن إي، د ب أ، أ ف ب)
تونس والجزائر والمغرب في قائمة ألمانيا "للدول الآمنة"
بسبب الصعوبات التي تواجهها ألمانيا في احتواء جميع اللاجئين الذين دخلوا أراضيها، أقدمت الحكومة الألمانية على إدراج بعض الدول في قائمة "البلدان الآمنة"، مما يساعدها على ترحيل من رفض طلب لجوئهم إلى بلدانهم الأصلية بسرعة.
صورة من: picture alliance/dpa
عبرت جهات رسمية في المغرب عن استعدادها للتعاون مع ألمانيا واستقبال مواطنيها المرحلين، في حين انتقدت منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش ذلك، .وزير الداخلية الألمانية توماس دي ميزير قال الاثنين (29 شباط/فبراير 2016) إن نظيره المغربي محمد حصاد تعهد بالنظر في طلبات إعادة اللاجئين المغاربة من ألمانيا في غضون 45 يوما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Bounhar
طالبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال أثناء زيارته لبرلين في يناير/كانون الثاني 2016 بتعاون السلطات الجزائرية في عملية ترحيل الجزائريين الذي رفضت ألمانيا منحهم حق اللجوء. وقال سلال حينها إن بلاده مستعدة للتعاون بخصوص ذلك، لكن قبل إبعاد أي شخص إلى الجزائر "يجب بالطبع التأكد من أنه جزائري".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
تونس هي الأخرى، أبدت استعدادها لاستقبال مواطنيها المرفوضة طلبات لجوئهم في ألمانيا، كما أعلن ذلك وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي خلال مؤتمر صحافي مع مضيفه الألماني فرانك ـ فالتر شتاينماير مطلع العام الجاري.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Macdougall
إدراج تركيا ضمن "الدول الأمنة" حسب قانون اللجوء الألماني أثار مخاوف الأكراد من رفض طلبات لجوئهم. وتتهم منظمة العفو الدولية تركيا بفرض "عقاب جماعي" على الأكراد بسبب الإجراءات الأمنية في المناطق ذات الأغلبية الكردية في جنوب شرقي البلاد. بيد أن نائب المستشارة الألمانية زيغمار غابرييل أوضح أن بلاده ستستمر في منح اللجوء للأكراد متى استدعى الأمر ذلك.
صورة من: Reuters/S. Kayar
إدراج دول غرب البلقان في قائمة "الدول الآمنة" يعني احتمال ترحيل الآف من طالبي اللجوء من هذه المنطقة إلى بلدانهم. أغلب هؤلاء اللاجئين هم من أقلية الروما ويدعون تعرضهم للاضطهاد ولانتهاك حقوقهم في البلدان التي يعيشون فيها.
صورة من: Getty Images/AFP/R. Atanasovskia
ما ينطبق على الدول التي صنفتها ألمانيا باعتبارها "آمنة" ينطبق أيضا على اللاجئين القادمين من كوسوفو. فقد سبق لوزير الخارجية الألمانية فرانك فالتر شتاينماير أن شدد على أن غير الملاحقين سياسيا في كوسوفو لن يحصلوا على إقامة دائمة في ألمانيا وسيعودون إلى بلدهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Endlicher
بعد إدخال تعديلات مشددة على قانون اللجوء في ألمانيا في تشرين/ أكتوبر 2015 أصبحت ألبانيا أيضا ضمن قائمة "الدول الآمنة" ومنذ ذلك الحين تم ترحيل مئات الألبان إلى بلادهم لافتقادهم إلى سبب قانوني يمنحهم اللجوء. فمعظم الألبان الذين وصلوا إلى ألمانيا كان هدفهم تحسين أوضاعهم الاقتصادية بالدرجة الأولى.