وزير ألماني يرفض الدعاية السياسية بين الأتراك في ألمانيا
١٢ مارس ٢٠١٧
قال وزير الداخلية الألماني أنه لا يؤيد قيام الوزراء الأتراك بالدعاية السياسية في ألمانيا، مؤكدا أن هناك "حدودا واضحة". ووزير المالية الألماني يرى صعوبة مواصلة العمل مع تركيا بشأن المساعدات الاقتصادية
إعلان
أعرب وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير عن معارضته لإقامة فعاليات في بلاده للترويج لأحداث انتخابية في تركيا. وفي تصريحات للقناة الأولى بالتلفزيون الألماني (ايه آر دي)، وقال الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة انغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، اليوم الأحد( 12 آذار/ مارس 2017) :" لا أريد ذلك، والحملة الانتخابية التركية في ألمانيا لم تخسر شيئا هنا". وتابع دي ميزير أنه لهذا السبب فإنه قد جرت العادة حتى في تركيا بعدم السماح بإقامة حملة انتخابية في الخارج، ولفت إلى أن الفعاليات الترويجية لا يتم الإعلان عنها رسميا بوصفها حملة انتخابية بل يتم الإعلان عنها تحت مسميات أخرى وقال " أنا ضد ذلك إذن".
وطالب دي ميزير بتقييم ذكي " حول ما إذا كان سيتم فرض حظر دخول (إلى الأراضي الألمانية)"، وأضاف أن هناك حدودا وحدودا واضحة مثل القانون الجنائي:" من يشتم جمهورية ألمانيا الاتحادية أو نظامها الدستوري أو يهينها بسوء قصد، يوقع نفسه تحت طائلة القانون، وسيكون هناك حدود قصوى في هذا المجال".
من جانبه، حذر فولكر كاودر زعيم الكتلة البرلمانية لتحالف ميركل المسيحي من تأجيج الخلاف حول الفعاليات الترويجية التركية وقال في حديث صحفي:" ألمانيا كأكبر أمة في الاتحاد الأوروبي ينبغي عليها رغم كل شيء أن تستمر بشكل مبدئي في الحديث مع أنقرة على الرغم من أن الحكومة التركية جعلت هذا القرار غير سهل فعلا على الحكومة الألمانية".
وفي سياق متصل قال وزير المالية الألماني فولفغانغ شيوبله اليوم الأحد إنه من الصعب مواصلة العمل مع تركيا بشأن المساعدات الاقتصادية بسبب الخلاف حول الوزراء الأتراك الذين يقومون بحملات في دول الاتحاد الأوروبي واحتجاز صحفي ألماني-تركي في تركيا.
وقال شيوبله لإذاعة تسي.دي.إف الألمانية "في تلك الظروف..فإنه من الصعب للغاية مواصلة العمل على ذلك، "لا نريد التصعيد، الجميع في الحكومة الألمانية متفقون على ذلك،نريد فقط أن تعود تركيا إلى تحكيم العقل."
ع.أ.ج/ ع ج م (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.