وزير الخارجية الألمانية: "العالم يقف على حافة الهاوية"
١٧ فبراير ٢٠١٨
قال وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابريل إن "العالم يقف على حافة هاوية خطيرة" مع مطلع عام 2018 . جاء ذلك في خطاب لكبير الدبلوماسية الألمانية خلال مؤتمر ميونخ الدولي للأمن.
إعلان
انطلاق فعاليات مؤتمر ميونخ الدولي للأمن وسط تحذيرات من تفاقم الصراعات وخطر مواجهة بين القوى العظمى
24:52
في خطابه، في مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، ذكر وزير الخارجية الألمانية زيغمار غابريل أن العالم يقف على حافة هاوية خطيرة مع مطلع عام 2018 . وقال غابريل اليوم السبت (17 شباط/ فبراير 2018) "القدرة على التنبؤ والثقة صارت سلعا نادرة في السياسة الدولية".
وحذر الوزير الألماني من أن التطلع الصينى المتزايد للعب دور قيادي في العالم واستخدام روسيا للقوة العسكرية وعودة بروز القومية والحمائية، كل ذلك يشكل مخاطر أخرى على العالم.
وأعرب غابريل عن قلقه إزاء غياب الثقة في الحكومة الأمريكية تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب مؤكداً بالقول "لم نعد متأكدين مما إذا كان لا يزال بإمكاننا التعرف على أمريكا. هل هي الأفعال أم الأقوال أم التغريدات التي يجب أن نقيم بها أمريكا؟"
وذكر غابريل أن الصين وروسيا تشككان في النظام الليبرالي الغربي، مضيفا أنه يتعين على الولايات المتحدة لذلك أن يكون لديها اهتمام بشراكة وثيقة مع أوروبا، وقال: "لا ينبغي لأحد أن يحاول تقسيم أوروبا، لا روسيا ولا الصين، ولا الولايات المتحدة أيضا".
وبيّن وزير الخارجية الألمانية أنه يحبذ تخفيف بعض العقوبات المفروضة على روسيا إذا تسنى تنفيذ وقف لإطلاق النار في شرق أوكرانيا بمساعدة قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة.وأضاف أن "من غير الواقعي" الإصرار على التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك للسلام قبل عرض تخفيف بعض العقوبات عن كاهل موسكو.
وأشار إلى أنه ما زالت توجد بعض الخلافات الأساسية بشأن اقتراح روسيا جلب قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة إلى شرق أوكرانيا لكنه يرى أن هذه الفكرة هي "إحدى الخيارات الواقعية القليلة" لتحقيق بعض التقدم لإنهاء العنف الذي أسفر عن مقتل نحو عشرة آلاف شخص في المنطقة منذ عام 2014.
وفي معرض اشارته الى الوضع في سوريا بيّن غابريل أن النزاع السوري يتحرك عقب ستة أعوام دموية كنزاع أهلي وبالوكالة، في اتجاه ينذر بـ "خطر شديد بالحرب بالنسبة لشركائنا المقربين".
وفيما يتعلق بالتسلح النووي قال غابريل إن السلام الأولمبي لا يمكنه الآن سوى الحد من "التصعيد الخطير للغاية حول التسلح النووي لكوريا الشمالية"، في إشارة إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تقام حاليا في كوريا الجنوبية وتشارك فيها كوريا الشمالية.
م.م/ ع.ج.م (د ب أ)
في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي
تهيمن السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي الجديد ترامب على موضوعات الدورة 53 لمؤتمر ميونيخ للأمن. وافتتحت وزيرة الدفاع الألمانية ونظيرها الأمريكي فعاليات المنتدى الأمني الرفيع التي تقام بين 17 و19 فبراير 2017.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Kienzle
أين تكمن أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن؟
مؤتمر ميونيخ للأمن يُعد منصة فريدة في العالم للنخب الدولية في السياسة الأمنية. وليس هناك مكان آخر في العالم يجمع هذا العدد من ممثلي الحكومات وخبراء الأمن. وفي تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر للمرة الرابعة على التوالي في مرتبة أهم مؤتمر في العالم. والمؤتمر هو بوتقة للتواصل بين الفاعلين السياسيين للتعارف وتبادل وجهات النظر ولرسم الخطوط الحمراء.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
من الذي يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن؟
الفندق الذي يحتضن فعاليات المؤتمر يتوقع حضور أكثر من 500 مشارك من شتى أنحاء العالم. والحكومة الألمانية ممثلة من قبل عدة وزراء. ويُتوقع مشاركة 16 رئيس دولة و15 رئيس حكومة و47 وزير خارجية و30 وزير دفاع و59 ممثلا لمنظمات دولية. وسيكون المؤتمر الفرصة الأولى للتعرف على الإدارة الأمريكية الجديدة. ويشارك في المؤتمر عن الجانب الأمريكي نائب الرئيس مايك بينس ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن القومي.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
أين يُنظم مؤتمر ميونيخ للأمن؟
في فندق "بايريشر هوف" (Bayerischer Hof) وسط مدينة ميونيخ. يتوفر الفندق الفاخر على 340 غرفة و65 جناحا فندقيا و40 قاعة للمؤتمرات. ويمثل الإقبال الكبير على المؤتمر تحديا للفندق، الذي يعمل به نحو 700 موظف، لذلك شغّل خصيصا 250 موظفا إضافيا ليسهروا على راحة مئات الضيوف بتوفير آلاف وجبات الأكل والمشروبات. ويثمن المشاركون جودة الفندق وموقعه المركزي. ويشكل المؤتمر دعاية مجانية هائلة للفندق طوال ثلاثة أيام.
صورة من: Koch/MSC
كيف يتم حماية مؤتمر ميونيخ للأمن؟
يُقام حزام أمني حول فندق المؤتمر، ولا يحق إلا للذين يملكون بطاقة اعتماد دخول تلك المنطقة. وفي السنة الماضية شارك نحو 3700 شرطي في حماية فعاليات المؤتمر. وتفيد الشرطة بأن العدد سيرتفع هذا العام ليصل إلى أربعة آلاف شرطي، حسب ما قال فيرنر فايلر، نائب رئيس شرطة ميونيخ.
صورة من: imago/Eibner
منذ متى يُنظم مؤتمر الأمن؟
مؤتمر ميونيخ للأمن انطلق في عام 1963 كحلقة لقاء بين عسكريين، وكان يسمى آنذاك "اللقاء الدولي لعلوم الدفاع". وغيَّر المؤتمر لاحقا اسمه إلى "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع"، ثم أصبح اسمه "مؤتمر ميونيخ للأمن". وخلال أكثر من خمسين دورة انعقاد للمؤتمر انفتح نظامه من مناقشة موضوعات خاصة بحلف الأطلسي إلى قضايا أكثر شمولية في العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Hase
هل يُتوقع تنظيم مظاهرات؟
مثل كل سنة تم الإعلان هذا العام عن مظاهرات ضد مؤتمر ميونيخ للأمن، وعددها تسعة. وفي السنة الماضية جلب "التحالف ضد مؤتمر أمن الناتو" نحو 3000 مشارك. وحتى في هذا العام يخطط التحالف لمظاهرة ومهرجان خطابي ضد من وصفهم بـ"محرضي الحرب في ميونيخ" وكذلك "ضد التسليح والدعاية والاستعدادات الحربية".
صورة من: Reuters/M. Dalder
ما هي موضوعات مؤتمر ميونيخ للأمن؟
الموضوعات المحورية هي حالة تنامي انعدام الأمن بعد انتخاب دونالد ترامب. وتتناول المحادثات بشكل ملموس مستقبل العلاقات الأطلسية وأزمة أوكرانيا والعلاقات بين الغرب وروسيا. كما أن الوضع الأمني في منطقة المحيط الهادي بآسيا ستكون موضوعا إلى جانب كوريا الشمالية. وتشمل الأجندة موضوعات التطرف والإرهاب ولاسيما الحرب والسلام في الشرق الأوسط.
صورة من: picture alliance/dpa/T. Hase
كيف يتم تمويل المؤتمر؟
مؤتمر ميونيخ للأمن يقدم نفسه كهيئة مستقلة. إلا أن الشركة المنظمة للمؤتمر واسمها "مؤسسة مؤتمر ميونيخ للأمن" تستفيد من تمويلات حكومية كبيرة. وتفيد معلومات الحكومة الألمانية أن المؤتمر حصل في عام 2015 على تمويل بنحو نصف مليون يورو إضافة إلى مبلغ 700 ألف يورو مصاريف تجهيزات وطاقم موظفين من الجيش الاتحادي الألماني. كما أن المؤتمر يحظى برعاية من شركات ألمانية ودولية كبرى. إعداد: م.أ.م