Westerwelle in Israel
٢٣ نوفمبر ٢٠٠٩يقوم وزير الخارجية الألماني، غيدو فيسترفيله، اليوم الاثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني بأول زيارة له إلى إسرائيل والضفة الغربية منذ تعيينه في منصبه. ومن المقرر أن يلتقي فيسترفيله خلال زيارته التي تدوم يومين الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان. وسيتوجه وزير الخارجية الألماني غداً الثلاثاء إلى رام الله، حيث يلتقي رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.
وقبيل التوجه لإسرائيل، أكد وزير الخارجية الألماني تأييده لحل إقامة الدولتين بشكل عادل في الشرق الأوسط، قائلاً إن إسرائيل لديها "الحق في حدود آمنة"، كما أن للفلسطينيين أيضا "الحق في أن يكون لهم دولتهم الخاصة"، وأضاف: "إننا الألمان لدينا مسئولية خاصة تجاه إسرائيل". وفي الوقت نفسه ذكر فيسترفيله أن بلاده تعترف بما يسمى بخارطة الطريق التي تنص على تجميد إسرائيل لسياسة الاستيطان لتحقيق السلام.
ورداً على سؤال لمراسل دويتشه فيله في برلين، قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية أولريش فيلهيلم في وقت سابق اليوم إن البناء المعلن لمنازل جديدة في القدس الشرقية يعد بمثابة "حجر عثرة كبير" لعملية السلام في الشرق الأوسط. وذكر المتحدث أن إسرائيل تعرقل بذلك أيضا خطط بدء مفاوضات سلام بدون شروط مسبقة مع الفلسطينيين. ووفقا لبيانات المتحدث سيطرح الجانب الألماني موضوع الاستيطان خلال المشاورات الحكومية مع إسرائيل المقررة نهاية الشهر الجاري في برلين.
تأكيد على سياسة التصالح بين ألمانيا وإسرائيل
ومن المنتظر أن يؤكد وزير الخارجية الألماني خلال زيارته لإسرائيل اليوم على الأهمية الكبيرة للعلاقات بين البلدين، خاصة وأن برنامج الائتلاف الحاكم في ألمانيا شدد على مسئولية ألمانيا تجاه إسرائيل بوصفها "دولة يهودية". وسيبدأ فيسترفيله إثر وصوله مساء اليوم إلى إسرائيل، بزيارة النصب التذكاري "ياد فاشيم" في القدس والذي يخلد ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية على يد النظام النازي في ألمانيا. ويلتقي وزير الخارجية الألماني بعدها بنظيره الإسرائيلي على مائدة العشاء. ويتصدر محادثات فيسترفيله مع المسؤولين الإسرائيليين التحضير لاجتماع مجلس الوزراء المشترك الإسرائيلي- الألماني الذي يقام في برلين نهاية الشهر الحالي برئاسة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. بيد أن المراقبين يعتقدون أن التطورات في منطقة الشرق الأوسط ستهيمن على محادثات وزير الخارجية الألماني، ولاسيما ملف المستوطنات الإسرائيلية وفرص تحريك العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.
فيسترفيله يؤكد أن "أي خطر نووي إيراني غير مقبول"
من ناحية أخرى، أكد غيدو فيسترفيله قبيل البدء في رحلته أن أي خطر نووي إيراني غير مقبول، مشيراً إلى تفهمه الكامل للمخاوف الإسرائيلية في هذا السياق. وكان الأمين العام للمجلس الأعلى لليهود في ألمانيا شتيفان كرامر قد قال في حوار مع صحيفة "باساور نوير بريسه"نشرته في عددها الصادر اليوم، إن "ردود فعل الحكومة الإسرائيلية على تعيين فيتسرفيله، وزير خارجية ألمانيا الجديد كانت متحفظة للغاية". وعزا كرامر هذا التحفظ إلى أن الحزب الليبرالي الحر الذي يتزعمه فيسترفيله لم يعرب حتى الآن عن رأيه حول فرض عقوبات محتملة على إيران، وأضاف كرامر: "يتعين على الحزب الليبرالي الحر أن يختار بين المصالح الاقتصادية لألمانيا وحق وجود إسرائيل ودواعي أمنها". وأشار أمين عام مجلس اليهود في ألمانيا أن"الماضي القريب لفيسترفيله لم يتميز بانشغاله الحثيث بسياسة الشرق الأوسط والعلاقات مع إسرائيل، ويتعين عليه (فيسترفيله) الآن أن يحذر من الظهور كوسيط للشرق الأوسط، حيث إن خبراته في هذا المجال قليلة".
زيارة صعبة
ويرى المراقبون أن أول زيارة يقوم بها فيسترفيله لمنطقة الشرق الأوسط بعد توليه منصبه الحالي، لن تكون سهلة، ليس بسبب تعقيدات الوضع في المنطقة وحسب، بل أيضا بسبب البرودة التي كان قد استقبلت بها الدوائر الإسرائيلية تعيينَه في منصب وزير خارجية ألمانيا.
يذكر أن فيسترفيله زار إسرائيل في أيار/مايو عام 2002، في محاولة لاحتواء تصريحات نائبه في ذلك الوقت يورغن موليمان الذي قاد آنذاك حملة معادية ضد إسرائيل، وكان أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي في ذلك الوقت قد أعرب عن قلقه إزاء ازدياد موجة العداء للسامية في ألمانيا على إثر الحملة التي قادها موليمان والذي اتهم بمناصرته للعرب على حساب العلاقات الخاصة التي تربط ألمانيا بإسرائيل. لكن الوزير الألماني الذي يتزعم الحزب الديمقراطي الحر أعرب اليوم عن عدم توقعه بأن التصريحات المعادية لإسرائيل لنائبه السابق ستلعب دورا خلال جولته في الشرق الأوسط، موضحا أن لديه انطباع بأن هذا الموضوع لعب دورا في ألمانيا أكثر مما لعب في إسرائيل، حيث كان هناك حينئذ مشكلات أخرى مثل التسليح النووي المحتمل لإيران على حد قوله.
ومن ناحية أخرى، نفى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني المعارض أن يكون لألمانيا دور متميز في عملية السلام في الشرق الأوسط. وقال هانز أولريش كلوزه خبير الشؤون الخارجية في الحزب في تصريحات صحافية اليوم: "من المفيد لألمانيا أن تتصرف في سياق أوروبا وبجانب أمريكا". وفي الوقت نفسه انتقد كلوزه، الذي كان يشغل منصب عمدة هامبورج سابقا، سياسة الاستيطان الإسرائيلية، مؤكدا ضرورة أن تتبع ألمانيا موقف الولايات المتحدة في دعوتها الصريحة لوقف بناء المستوطنات في القدس الشرقية. وقال كلوزه إن وقف الاستيطان سيكون "في مصلحة جميع الأطراف"، إلا أنه أشار إلى أن وضع السياسة الداخلية في إسرائيل "صعب للغاية".
(م.س/ د.ب.أ + دويتشه فيله)
مراجعة: سمر كرم