وزير الخارجية الألماني لا يستبعد استقبال لاجئين سوريين في ألمانيا
٤ سبتمبر ٢٠١٢ عقد ممثلون عن أكثر من 50 دولة ومنظمة دولية اجتماعا اليوم الثلاثاء (4 سبتمبر/ أيلول) في العاصمة الألمانية برلين للتشاور حول سبل تقديم مساعدات اقتصادية لسوريا في أعقاب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد. يأتي هذا الاجتماع الذي يعقد في مقر وزارة الخارجية الألمانية في نطاق ما يعرف بـ"مجموعة الأصدقاء" التي تدعم المعارضة السورية في مواجهة نظام الأسد ويشارك فيه عدد من ممثلي المعارضة السورية والمجتمع الدولي.
من جانبه، دعا غيدو فيسترفيله، وزير الخارجية الألماني، إلى الإعداد للبداية السياسية والاقتصادية في سوريا. وصرح في هذا السياق: "بالرغم من أن أحداً لا يستطيع التنبؤ بالمدة التي سيستمر فيها نظام الأسد في استخدام العنف ضد شعبه، إلا أننا نعرف جيداً أهمية أن نُعد الآن بالفعل لبداية اقتصادية وسياسية جديدة في سوريا لمرحلة ما بعد نهاية حكم الأسد". على صعيد آخر، أشار وزير الخارجية الألمانية إلى أنه وبالرغم من أن استقبال لاجئين سوريين في ألمانيا لا يأتي على قائمة أولويات الحكومة الألمانية حتى الآن، إلا أنه ليس مستبعدا من ناحية المبدأ، بحيث قال في تصريحات لصحيفة "فرانكفورتر روندشاو" الألمانية الصادرة اليوم الثلاثاء: "لا أستبعد ذلك لكن الأولوية الآن لتقديم المساعدة لهم في أماكنهم". ولم تستبعد الخارجية الألمانية من قبل استقبال لاجئين سوريين، لكنها أوضحت أن كافة المساعي تندرج تحت إطار إستراتيجية دولية. وقال فيسترفيله: "للأسف طالما أن العنف ضد المدنيين السوريين مستمر سيكون هناك لاجئين".
يأتي ذلك في وقت أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة اليوم أن أكثر من مائة ألف سوري غادروا البلاد في آب/أغسطس. وقالت المفوضية إن "هؤلاء لجئوا إلى الدول المجاورة"، موضحة أنه "أكبر عدد يسجل خلال شهر منذ بدء النزاع".
أحزاب سياسية تؤيد استقبال اللاجئين السوريين
وفي المقابل يؤيد ساسة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر المعارضين استقبال لاجئين سوريين في ألمانيا، حيث قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للاشتراكيين، غيرنوت إرلر، في تصريحات لصحيفة "دي فيلت" الألمانية الصادرة اليوم: "إذا لم تتوقف موجة اللجوء القادمة من سوريا - ولا يشير شيء إلى ذلك حتى هذه اللحظة - فإن دول الاتحاد الأوروبي ستصبح ملزمة باستقبال لاجئين.(...) لذلك فإن الحكومة الألمانية مطالبة بتناول هذا الموضوع بفعالية لمنع مأساة إنسانية".
وفي الوقت نفسه، أكد إرلر ضرورة تعزيز الدعم للدول المجاورة لسوريا التي يقع على عاتقها العبء الرئيسي لموجة اللاجئين، مشيرا إلى أن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري يقيمون حاليا في تركيا والأردن والعراق ولبنان، وقال:"هذا عبء ضخم على تلك الدول".
من جانبه ، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الخضر، جوزيف فينكلر، في تصريحات لصحيفة فيلت: "المطالبة باستقبال نشط للاجئين السوريين لا يتعارض مع مبدأ (الحماية في المنطقة)، بل إنهما مترابطان. إننا كحزب الخضر نعمل على أن تستقبل ألمانيا لأسباب إنسانية لاجئين من الدول المجاورة لسوريا مثل تركيا ولبنان والأردن بطريقة غير بيروقراطية". وأوضح فينكلر أن ذلك سيكون نوعا من التضامن مع الدول المجاورة لسوريا التي قدمت بالفعل الكثير من أجل اللاجئين ، وقال: "مثل هذه الخطوة لألمانيا - أو من الأفضل للاتحاد الأوروبي - من شأنها أن تساعد الدول المجاورة لسوريا على استمرار فتح حدودها أمام اللاجئين".
ط.أ/ ش.ع (د ب أ، أ ف ب)