وسط تصاعد التوترات بعد مقتل قاسم سليماني، وصل وزير الخارجية القطري إلى طهران، حيث أجرى محادثات مع نظيره الإيراني وكذلك مع الرئيس روحاني. فماذا يحمل المسؤول القطري الذي تضم بلاده أكبر قاعدة عسكرية أميركية بالمنطقة؟
إعلان
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن النظام الأمريكي يتحمل تبعات عواقب أعماله وأن بلاده (إيران) لا تريد توترات في المنطقة، مشيرا إلى أن وجود وتدخل القوات الأجنبية هو سبب عدم الاستقرار وانعدام الأمن والتوترات.
جاء ذلك خلال لقاء ظريف مع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني في العاصمة الإيرانية طهران، التي وصل إليها الوزير القطري ظهر اليوم السبت (الرابع من كانون الثاني/ يناير 2020)، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، وهي زيارة لم تكشف كل جوانبها بعد.
وقالت وكالة "إرنا" إن الاجتماع ركز على آخر التطورات في العلاقات الثنائية، وأهم القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة الوضع الجديد في العراق ومقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في هجوم أمريكي.
وقتل سليماني ليلة الجمعة في غارة جوية على مشارف مطار بغداد الدولي، ما أثار مخاوف من حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وخلال الاجتماع وصف ظريف مقتل سليماني بأنه "عمل إرهابي" أدى إلى "استشهاد" الجنرال، وقال إن إيران "لا تريد التوتر في المنطقة، وتواجد وتدخل القوات الأجنبية سيؤدي إلى الفوضى وعدم الاستقرار وزيادة التوتر في المنطقة".
ووصف وزير الخارجية القطري خلال الاجتماع الوضع المتوتر الحالي في المنطقة بعد تطورات الأمس بأنه "حساس ومقلق" وقال: "يجب إيجاد حل سلمي لتخفيف هذه التوترات وإحلال السلام في المنطقة". كما وصف الجانبان العلاقات الثنائية في جميع المجالات بأنها جيدة للغاية وأكدا على توسيعها وتعميقها.
والتقى الوزير القطري كذلك الرئيس الايراني حسن روحاني ولم ترشح تفاصيل حول ما دار بين المسؤولين وما إذا كان وزير الخارجية القطري يحمل رسالة معينة.
ويشار إلى أن قطر، حليفة الولايات المتحدة، تضم أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط. كما أن الزعيم الإيراني علي خامنئي والرئيس حسن روحاني هددا برد قوي على مقتل سليماني.
ص.ش/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".