أعرب وزير الداخلية الألماني ورئيس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، هورست زيهوفر، عن أسفه لمغادرة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مهام منصبها كرئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي، واصفا إياها بأنه "الأفضل".
صورة من الأرشيفصورة من: Getty Images
إعلان
وصف وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر المستشارة أنغيلا ميركل في تصريحات لمجلة "دير شبيغل" الألمانية تنشرها في عددها غدا (السبت الثامن من ديسمبر/ كانون الثاني 2018) بقوله "إنها الأفضل... سنفتقدها جميعا للغاية". تجدر الإشارة إلى أن ميركل ألقت اليوم الجمعة خطابها الأخير كرئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي خلال انعقاد المؤتمر العام للحزب في هامبورغ، والذي من المقرر أن ينتخب قيادة جديدة للحزب في وقت لاحق اليوم.
وأكد زيهوفر، الذي يعتزم أيضا التخلي عن رئاسة حزبه مطلع العام المقبل، أنه رغم جميع الخلافات مع ميركل في الماضي يشعر تجاهها بتعاطف شديد، وقال "عندما يتم اجتياز الكثير من الأمور مثلما فعلت أنغيلا ميركل وأنا، ينشأ ارتباط، ومودة أحيانا". وعارض زيهوفر وجهة النظر القائلة بأن ميركل مالت بحزبها بشدة ناحية اليسار، ما سهل بزوغ حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي، وقال "كدنا نصل إلى الأغلبية المطلقة في الانتخابات التشريعية عام 2013 عبر سياسة الوسط لميركل التي يُزعم أنها خطيرة... قبل هذه الانتخابات كان هناك سياسة التحول نحو الطاقة المتجددة وتوسع في توفير دور الحضانة وإلغاء للتجنيد الإلزامي".
ألمانيا: مأزق الحزبين"الشقيقين العدوين"
02:20
This browser does not support the video element.
وأوضح زيهوفر أن شعبية التحالف المسيحي لم تتآكل إلا عند بداية الربط بين أزمة اللاجئين ومشكلات اجتماعية خلال معركة الانتخابات البرلمانية عام 2017، تجدر الإشارة إلى أن زيهوفر كان يُعتبر لفترة طويلة من أشد المنتقدين داخل التحالف المسيحي لسياسة اللجوء التي انتهجتها ميركل. ووقع خلاف داخلي حول هذه السياسة صيف هذا العام، كاد أن يؤدي إلى شقاق بين المستشارة ووزير داخليتها. وقال زيهوفر في ذلك الحين: "لن أسمح بأن أُقال من مستشارة، ما أصبحت في هذا المنصب إلا بسبي".
ح.ز/ ه.د (د.ب.أ)
قائمة طويلة.. ساسة وقفوا في طريق ميركل يوما ما!
كان المستشار الراحل هلموت كول عرابها وأبوها الروحي. عينها وزيرة للأسرة وهي في سن الـ 36 عاما. كان قادة الحزب الديمقراطي المسيحي في البداية يتهكمون منها، لكن حدث عكس ذلك. إذ غادر كثيرون منهم ميدان العمل السياسي وبقيت هي.
صورة من: AP
النظرة المتكلمة: هلموت كول
بماذا توحي هذه الأعين؟ مودة؟ أو شعور مثل :"لن أغفر لك ذلك أبدا!". في خضم فضيحة التبرعات التي عانى منها الحزب المسيحي الديمقراطي طالبت الأمينة العامة السابقة ميركل الحزب "بعدم خوض المعركة بحصانه القديم". وبهذا بات الرئيس الفخري للحزب المسيحي الديمقراطي هلموت كول، هنا خلال جلسة للحزب المسيحي الديمقراطي 2012، منتهيا سياسيا.
صورة من: Reuters
على يمينها: رولاند كوخ
البعض ممن تحدثوا داخل الاتحاد المسيحي عن أوقات أفضل يربطون الحلم مع هذا الرجل الجدي من ولاية هسن. إنه رئيس وزراء هسن السابق رولاند كوخ، الذي كان يُعتبر في الحزب المسيحي الديمقراطي كأبرز شخصية قيادية محافظة. ويبدو أنه كان يملك شبكة قوية داخل الاتحاد. بيد أن ميركل تقدمت عليه دون مثل هذه الشبكات.
صورة من: picture-alliance/dpa
الإرادة السياسية: فريدريش ميرتس
نعم السيد ميرتس. كان شخصا واعدا داخل الحزب المسيحي الديمقراطي. كان من المؤكد أن يصبح وزيرا للمالية وربما أيضا مستشارا لألمانيا. رجل ذو وعي حاد وشبكة اتصال داخل الاتحاد المسيحي. لكن ميركل جردت رئيس كتلة الاتحاد المسيحي (ميرتس) في البرلمان من سلطاته في 2001.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
لقد طردته فعلا: نوربرت روتغن
هنا (في الصورة) يتقدم الرئيس يواخيم غاوك (يمين لم يعد في المنصب) والمستشارة أنغيلا ميركل (يسار دوما في منصبها) مع وزير البيئة المجبر على الاستقالة نوربرت روتغن وسط قصر بيلفو (قصر الرئاسة). روتغن أخطأ حين حمّل ميركل جزءا من المسؤولية عن خسارته في انتخابات ولاية شمال الراين فيستفاليا، أكبر ولاية ألمانية من حيث عدد السكان. روتغن كان مرشح الحزب المسيحي الديمقراطي لرئاسة حكومة الولاية.
صورة من: dapd
كان يثرثر حتى النهاية: غيرهارد شرودر
عندما خسر غيرهارد شرودر الانتخابات في 2005 كان يأمل في أن يرفض حزبه الاشتراكي الديمقراطي الدخول في مشاورات حول تشكيل ائتلاف كبير مع حزب ميركل وبقيادتها. "هل تظنين أن حزبي سيتحالف معك"؟ هكذا خاطبها شرودر في برنامج حواري تلفزيوني عشية ظهور نتائج الانتخابات. لكن بعد شهرين من هذه الواقعة كان عهد شرودر قد انتهى لتصبح هي أول مستشارة في تاريخ ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Finck
تدبير السلطة: فولفغانغ شويبله
من الذي كان سيشكل خطرا على ميركل، ربما فولفغانغ شويبله. كول لم يدع "ولي العهد" يمر إلى السلطة. وبعد التعرض لاعتداء والإصابة بالشلل النصفي كان التورط في فضيحة التبرعات عام 2000 يعني بالنسبة إليه كرئيس الحزب والكتلة النيابية نهاية مشواره السياسي. وعينته ميركل وزيرا للمالية، والآن رئيسا للبرلمان "البوندستاغ".
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Meissner
فاتورة مفتوحة: إدموند شتويبر
البافاريون. في هذه الأيام يمكن لنا متابعة رئيس الوزراء السابق إدموند شتويبر كيف ينتقد بقوة سياسة اللجوء المتبعة من ميركل في برامج حوارية. ربما لم ينس زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري السابق كيف فرض نفسه خلال فطور مشترك في 2002 ضد أنغيلا ميركل كمرشح الاتحاد المسيحي للمستشارية، إلا أنه خسر الانتخابات أمام شرودر بفارق ضئيل. ولم يقبل لاحقا أن يكون وزيرا في حكومتها.
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
على الطاولة مع الرئيسة: هورست زيهوفر
بافاري آخر. هورست زيهوفر قبل منصب وزير الداخلية في حكومة ميركل والجلوس معها كرئيسة على طاولة مجلس الوزراء. تلك السيدة التي أهانها علنا في 2015 خلال مؤتمر للحزب المسيحي الاجتماعي. لكن من له هذا النوع من الوزراء لم يعد في حاجة إلى خصوم. ماذا يريد زيهوفر؟ لاجئين أقل؟ ميركل أقل؟
صورة من: Reuters/H. Hanschke
مارتن شولتس، هل نسيتموه؟
ماذا هل نسيتموه؟ مارتن شولتس (يمين) خسر بفارق كبير الانتخابات البرلمانية كمرشح لمنصب المستشار عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في 2017، ولم يرغب في البداية في العمل مع ميركل ثم رفض العمل بدونها ـ وفي النهاية خرج خالي الوفاض، لأن حزب لم يعد يتحمل هذا التأرجح. والآن يجلس شولتس في البرلمان ويشاهد المستشارة وهي تمارس الحكم.
صورة من: Getty Images/C. Koall
كان صديقا لكنه لم يعد كذلك: دونالد توسك
هنا تتحدث ميركل إلى رئيس المجلس الأوروبي البولندي دونالد توسك (يمين). وظل توسك، الذي تألق لاحقا في بروكسل بدعم ألماني طوال فترة طويلة حليفا مهما لميركل. ويبدو أنه اختار مؤخرا الابتعاد، بل إنه، ولو صحت تقارير المراسلين، حاول أن يجهض من الخلف محاولات ميركل لتحقيق حل أوروبي في أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Macdougal
يينس شبان، احتواء "منافس"؟
يينس شبان: سياسي من الحزب المسيحي الديمقراطي، ونائب برلماني ووزير صحة ومحافظ ـ وفي المجموع (كما كتبت ذلك وكالة الأنباء الألمانية منذ 2016): "منافس للمستشارة". ميركل قررت، في خطوة مفاجئة ضم شبان إلى تشكيلة الحكومة وكلفته بوزارة الصحة. ويرى المراقبون أنها أرادت بذلك "احتواءه".