دعا وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير للتعامل مع قلق ومخاوف المواطنين في أوروبا بجدية في ظل استمرار تدفق اللاجئين على القارة العجوز، فيما تعتزم المستشارة ميركل التمسك بالنهج الذي تتبعه في سياسة اللجوء.
إعلان
قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير اليوم (الاثنين 18 يناير/ كانون الثاني 2016) في جنيف: "للهجرة جانبها المظلم أيضا"، وأوضح بقوله: "إنها يمكن أن تؤدي إلى نزاعات وبذلك يتم مواجهة إمكانية الشعور بالغريب على أنه عامل تهديد". وشدد الوزير الألماني بصفته المتحدث الرئيس لاجتماع مشترك لمجلس الكنائس العالمي مع منظمات المساعدة التابعة للأمم المتحدة بشأن تحديات أزمة اللجوء، على ضرورة الحد من عدد اللاجئين الوافدين إلى أوروبا.
وقال: "بالنظر إلى الأعداد الضخمة للمهاجرين المحتملين في أفريقيا وآسيا، أرى أنه لا يمكن تصور قبول جميع الذين يبحثون عن حياة أفضل في أوروبا". وشدد دي ميزير على ضرورة تمويل حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي بمساعدة وكالة "فرونتكس" لحماية الحدود من أجل الحد من تدفق المهاجرين. وطالب في الوقت ذاته دولا أوروبية أخرى بالمساعدة والتضامن في مواجهة أزمة اللجوء، وقال: "إمكانات ألمانيا على التصرف بمفردها محدودة". وأضاف قائلا: "إن الكثير من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي يتجاهلون ببساطة القواعد فيما يتعلق بالمسؤولية تجاه اللاجئين".
2015..عام اللجوء واللاجئين
لم يسبق وأن كان عدد البشر الفارين من ديارهم واللاجئين بمثل عددهم في عام 2015. كثيرون منهم جاؤوا إلى ألمانيا وأوروبا. وقالت المستشارة الألمانية واصفة موجات اللاجئين بأنها "اختبار تاريخي". شاهد تطور قضية اللاجئين بالصور.
صورة من: Getty Images/J. Mitchell
نجح هؤلاء الشبان السوريون بتخطي مرحلة خطيرة من رحلة اللجوء، بوصولهم الأراضي اليونانية وبالتالي إلى أوروبا. لكنهم لم يصلوا إلى هدفهم بعد وهو ألمانيا أو السويد، وهما هدف معظم اللاجئين في 2015.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطريق التي سلكوها محفوفة بالمخاطر. إذ كثيرا ما تغرق القوارب غير المهيأة لأعالي البحار، لكن هذا الأب السوري وأطفاله كانوا محظوظين، وأنقذهم صيادون يونانيون قبالة جزيرة ليزبوس.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الطفل أيلان كردي وعمره ثلاث سنوات لم يكن من المحظوظين، ففي بداية سبتمبر غرق هو وأخوه وأمهما في بحر إيجه قرب شاطئ جزيرة كوس اليونانية. وقد انتشرت صورة هذا الطفل السوري بسرعة هائلة وهزت ضمير العالم.
صورة من: Reuters/Stringer
جزيرة كوس اليونانية القريبة من الساحل التركي هي هدف الكثير من اللاجئين. وهنا حيث يكون السواح عادة، نجحت هذه المجموعة من الباكستانيين بالوصول إلى شاطئ النجاة اليوناني.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
الوصول إلى جزيرة كوس لا يعني السماح للاجئين بالانتقال إلى اليابسة إلا بعد إتمام إجراءات التسجيل. وحدثت توترات في الصيف الماضي حين حبست السلطات اليونانية لاجئين في ملعب كرة قدم تحت الشمس الحارة وبدون مياه.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
ونظراً للحالة التي لا توصف للاجئين، حدثت أعمال شغب، ولتهدئة الوضع استأجرت السلطات اليونانية سفينة فيها 2500 سرير، واستخدمتها كمركز لإيواء اللاجئين وتسجيلهم.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
الحدود اليونانية المقدونية: حرس الحدود لا يسمحون للاجئين بالعبور. أطفال يبكون بعد فصلهم عن ذويهم. وقد توجت هذه الصورة من منظمة اليونيسيف كصورة للعام وهي بعدسة جيورجي ليكوفسكي.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
في نهاية الصيف الماضي كانت بودابست رمزاً لفشل الحكومة وكراهية الأجانب. آلاف اللاجئين تجمعوا حول محطة القطارات في العاصمة المجرية والسلطات منعتهم من مواصلة السفر إلى غرب أوروبا، فقرر كثيرون منهم المشي إلى ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ليلة الخامس من سبتمبر كانت نقطة تحول في قضية اللاجئين: المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والمستشار النمساوي فيرنر فيمان تجاوز البيروقراطية والسماح للاجئين بمتابعة السفر من شرق أوروبا. وفعلاً وصلت قطارات عديدة إلى فينا وميونيخ محملة باللاجئين.
صورة من: picture alliance/landov/A. Zavallis
آلاف اللاجئين وصلوا ألمانيا خلال ساعات قليلة، بلغ عددهم نهاية الأسبوع الأول من شهر سبتمبر 20 ألف لاجئ. وقد تجمع عدد لا يحصى من الأشخاص في محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ لاستقبال اللاجئين ومساعدتهم.
صورة من: Getty Images/AFP/P. Stollarz
وبينما احتفى اللاجئون وطالبوا اللجوء السياسي بالمستشارة ميركل، أثارت قراراتها استياء في ألمانيا. وكان رد ميركل : "إذا توجب علينا الآن الاعتذار لأننا لطيفين وساعدنا أناساً في حالة طوارئ، فهذه البلاد ليست بلادي". لتصبح عبارة "نحن نستطيع فعل ذلك" شعار ميركل.
صورة من: Reuters/F. Bensch
في نهاية سبتمبر نشرت الشرطة الألمانية الاتحادية صورة حركت المشاعر. فتاة لاجئة رسمت الصورة وأهدتها إلى رجل شرطة من مدينة باساو في جنوب ألمانيا. ويظهر في الرسمة المعاناة التي عاشها الكثير من اللاجئين ومدى سعادتهم بأنهم الآن في أمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bundespolizei
مع نهاية شهر أكتوبر كان أكثر من 750 ألف لاجئ قد وصلوا إلى ألمانيا. لكن موجات الهجرة لم تتوقف مما فاق قدرات دول ما يسمى بـ"طريق البلقان"، فقررت إغلاق حدودها والسماح فقط لمواطني سوريا وأفغانستان والعراق بالدخول. واحتجاجاً على هذه السياسة قام مواطنو دول أخرى بتخييط شفاههم.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Licovski
"ساعدينا يا ألمانيا"، كتب لاجئون عالقون في مقدونيا على ملصقاتهم خوفا من الشتاء الأوروبي القارس. وحتى السويد المعروفة بمواقفها إزاء الصديقة للاجئين، قررت التدقيق مؤقتاً في الهويات على حدودها. وتتوقع أوروبا وصول ثلاثة ملايين لاجئ جديد إليها في عام 2016.
صورة من: Reuters/O. Teofilovski
14 صورة1 | 14
في سياق متصل تعتزم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التمسك بالنهج الذي تتبعه في سياسة اللجوء على الرغم من نفاد صبر شريكيها في الائتلاف الحاكم وهما الحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا والحزب الاشتراكي الديمقراطي. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت اليوم في العاصمة الألمانية برلين إن ميركل سوف تشير مجددا خلال الاجتماع مع الكتلة البرلمانية للحزب البافاري هذا الأسبوع مثلا إلى "أن لديها أجندة واضحة للمهام القومية والأوروبية". وتابع قائلا: "إننا نعمل على هذه الأجندة حاليا". وأشار في الوقت ذاته إلى أنه يمكن التوصل إلى توازن بيني من أجل تنفيذ الإجراءات المتفق عليها على المستوى الأوروبي خلال قمتي الاتحاد الأوروبي المقرر عقدهما في شباط/فبراير وآذار/مارس المقبلين، وأوضح قائلا: "وسوف يعقب ذلك التوصل للطريقة التي يجب أن تسري بها الأمور". وبالنظر إلى الانتقاد الأخير الصادر من الحزب الاشتراكي والحزب البافاري، قال زايبرت: "يتم لفت نظر المستشارة الألمانية لكل هذه الإشارات والرسائل". وشدد على تحقيق الهدف بالحد من عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا باستمرار وبشكل ملموس. وأكد أن انخفاض الأعداد حاليا عما كانت عليه منذ بضعة شهور لا يكفي أيضا.