وزير الداخلية الألماني يدافع عن ترحيل جماعي جديد لأفغان
١٤ سبتمبر ٢٠١٧
دافع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير عن ترحيل جماعي جديد لأفغان رٌفضت طلبات لجوئهم، إلى أفغانستان، وقد وصل ثمانية من طالبي لجوء أفغان فعلا اليوم إلى العاصمة كابول.
إعلان
قال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اليوم (الأربعاء 13 سبتمبر/ أيلول 2017) في برلين في إشارة إلى المرحلين "كل الأفراد الثمانية (الذين تم ترحيلهم) أُدينوا بجرائم كبيرة... كل حالات الترحيل كانت قادمة من السجن الجنائي، ومن سجن الترحيلات في حالة واحدة". وأضاف الوزير أن الرجال الأفغان الذين تم ترحيلهم من ولايات بافاريا وشمال الراين- ويستفاليا وهامبورغ، ارتكبوا "جرائم جنائية كبيرة".
ومن جانبه، قال وزير الداخلية المحلي لولاية بافاريا، يواخيم هيرمان، إن ثلاثة أشخاص من الثمانية المرحلين كانوا في ولايته، وقال: "تم إدانة اثنين منهم بتهمة الاغتصاب، وآخر بتهمة التسبب في إصابات جسدية خطيرة". وأكد دي ميزيير مواصلة هذه السياسة في المستقبل أيضا، مضيفا أنه من المقرر إصدار تقرير جديد عن الأوضاع الأمنية في أفغانستان الخريف المقبل، مشيرا إلى أن الحكومة الألمانية ستظل حتى ذلك الحين متمسكة بسياستها الحالية في ترحيل اللاجئين المرفوضين.
وووصل المرحلون الثمانية إلى مطار كابول اليوم، وهي المجموعة الأولى التي يتم ترحيلها بعد الهجوم بالشاحنة المفخخة الذي ضرب العاصمة الأفغانية في آخر أيار/ مايو.
وعلقت ألمانيا ترحيل طالبي اللجوء الأفغان المثير للجدل بعد تفجير الشاحنة في الحي الدبلوماسي في كابول في 31 أيار/ مايو الذي أسفر عن مقتل 150 شخص وإصابة المئات. وهذه المجموعة هي السادسة التي يتم ترحيلها من ألمانيا منذ كانون الأول / ديسمبر في إطار الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وأفغانستان الذي يقضي بتخفيض تدفق اللاجئين إلى أوروبا. ووصل اللاجئون الثمانية إلى كابول في رحلة "تشارتر" واقتادتهم الشرطة إلى موقف سيارات حيث سجّل مسؤول أسماءهم. وكان بعضهم يحمل حقيبة صغيرة على ظهره فيما البعض الآخر لم يكن معه أية أمتعة.
أفغانستان.. معاناة المحاربين القدامى في بلد يواجه الإرهاب
أذرع مكسورة وأرجل مبتورة وإصابات بالعمى. في السنة الماضية وحدها أصيب 12 ألف جندي وشرطي أفغاني أثناء الخدمة. كثيرون منهم يعانون اليوم من إعاقات جسدية؛ غير أنه لا تتم العناية بهم كما يجب، بل ويفتقرون لكل شيء، كل شيء.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
نجحت العملية، وماذا بعد؟
فقد هذا الجندي الأفغاني ساقيه أثناء تأدية الواجب في ولاية قندوز عام 2015. لكن بعد ذلك اكتشف الأطباء في مستشفى كابُل وجود بعض الشظايا في خصره، وكان يجب استخراجها أيضا. هناك ست مستشفيات يديرها الجيش الأفغاني، كما يجري بناء اثنتين جديدتين. كما يُتوقع زيادةُ عدد الجرحى جراء الوضع في البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ضحايا بالآلاف خدمةً للوطن
أرقام رهيبة لضحايا الجيش والشرطة الأفغانيين، فبحسب أحد التقارير الأمريكية، في الثلث الأول من العام الحالي فقط، قُتل 2534 عنصراً من قوى الأمن، كما جُرح 4238 آخرون. وفي العام 2016 كان العدد 7000 قتلى و12 ألف جريح.
صورة من: Hussain Sirat
بيع الممتلكات للعلاج في الخارج
الجندي "صفة الله"، الذي يقيم أيضاً في المستشفى العسكري بكابُل، فقد إحدى ساقيه "فقط" نتيجة لغم أرضي زرعته طالبان في ولاية كُنر. ويحتاج الضحايا أيضا إلى عمليات لا يمكن إجراؤها في أفغانستان، ولذلك يبيع بعض الناس أراضيهم حتى يستطيعوا إجراء العملية في الخارج.
صورة من: picture alliance / Christine-Felice Röhrs/dpa
التدريب لقلّة مُختارة
هؤلاء الجنود جُرحوا في الحرب، وهم هنا في يوليو/ تموز يتدربون في مركز رياضي تابع للجيش الأفغاني في كابُل تحضيراً لبطولة ألعاب "إنفيكتوس" في كندا، وهي حدث رياضي كبير للمحاربين السابقين المعاقين من جميع أنحاء العالم. وهؤلاء الجنود هم من بين القلائل، الذين وجدوا اهتماماً بعد إصابتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
الأمل بعد التفكير في الانتحار
أصيب مديح الله في قندهار عام 2009، وبعد بتر ساقيه الاثنتين كان يريد أن ينتحر. لكنه شاهد فيديوهات على موقع "يوتيوب" عن أشخاص ذوي إعاقة في بلدان أخرى فتحلى بالشجاعة من جديد. هو يعمل الآن في منظمة "مساعدة الأبطال" غير الحكومية. لكن ظروفه الجيدة لا تتوفر لكثير من الجنود الآخرين ذوي الإعاقة. فمديح الله تعلم حتى الصف الثاني عشر، ويجد دعما من العائلة كما أن والده موظف حكومي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
وحيدون في مواصلة العيش
القدرة على مواصلة العيش رغم الإصابة الجسدية والجرح النفسي هي بالنسبة لكثير من الجنود وعناصر الشرطة الأفغان السابقين مسألة تتوقف عليهم أنفسهم، فهم يكادون لا يتلقون أي دعم من الحكومة. وكثير منهم لا يعرفون القراءة والكتابة ولا تقدم لهم الحكومة من تلقاء نفسها المساعدات والاستحقاقات وإمكانيات التعليم اللازمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
ظروف تفوق طاقة أفغانستان
بعد انسحاب معظم قوات الناتو، تتحمل أفغانستان العبء الأكبر في جهود مكافحة الإرهاب. والنتيجة هي المزيد والمزيد من الجرحى. وتكاد المستشفيات الست، التابعة للجيش الأفغاني لا تستوعب هذه الأعداد الكبيرة. وبالنسبة لإعادة دمج الجنود السابقين المصابين فإن أفغانستان ليس لديها القدرة ولا الإمكانيات. الكاتب: هانز شبروس/ م.ع.ح.
صورة من: picture-alliance/dpa/Christine-Felice Röhrs
7 صورة1 | 7
وقال محمد جمشيدي وهو واحد من اللاجئين الثمانية قبل صعوده في سيارة أجرة "قالوا لي "ليس هناك مشاكل في بلدكم ولا يمكنكم لا العيش ولا البقاء هنا". وأشار لاجئ آخر يدعى رضا رضائي رُحّل بعد أن اتهمته زوجته بتعنيفها إلى أنه "رغم أنه كان هناك شاهد إلا أنني لم أتمكن من إثبات (براءتي) في المحكمة لأن الأوروبيين لا يصدقون إلا أكاذيب النساء". وأكدت المنظمة الدولية للهجرة ترحيل هؤلاء الثمانية.
وأشار المتحدث باسم وزارة اللاجئين والمرحلين الأفغانية اسلام الدين جورات إلى أن السلطات كانت تنتظر في الأساس وصول 12 لاجئا الأربعاء. وقال "لا نعرف اذا حصل تغيير في اللحظة الأخيرة".
وأفادت أرقام رسمية أن مئات الأفغان تم ترحيلهم من المانيا الى بلادهم بعد أن رُفضت طلبات لجوئهم. واعتبر جشميدي أن "الأولوية تعطى للسوريين في كل زوايا أوروبا ولا يستغرق تسجيلهم إلا ثلاثة أشهر فيما يتم ترحيل الأفغان حتى ولو أمضوا سنوات في ألمانيا".
وتؤدي مسألة الهجرة، التي أضعفت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل سياسيا، دورا ثانويا في حملة الانتخابات التشريعية الألمانية المقررة في 24 أيلول/سبتمبر ويتوقع أن تفوز فيها ميركل بولاية رابعة.