عاد وزير داخلية ألمانيا ليدافع عن مقترحه بتغيير شكل الحماية الممنوح للاجئين السوريين وتقصير فترة إقامتهم وإلغاء عملية لم الشمل، وهو المقترح الذي أثار وقتها انتقادات كبيرة، لكنه الآن بدأ يحظى بدعم داخل الائتلاف الحكومي.
إعلان
دافع وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير عن مقترحه الداعي إلى تقييد شكل الحماية للاجئين السوريين. وفي تصريحات لمحطة "إن-تي في"، قال الوزير المنتمي إلى حزب المستشارة انغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، اليوم الأحد (الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني):"أعتبر أن من الصواب مراجعة شكل الحماية المناسب في كل حالة على حدة حتى مع السوريين، بدلا من التعامل مع الأمر بصورة إجمالية".
وأضاف دي ميزير في مقابلة اليوم:" حتى يتم تقييد عملية لم شمل الأسرة، علينا أن نغير القانون كما هو متفق عليه في الائتلاف، والحال الآن هو أننا لدينا الكثير من الطلبات بشكل لا يجعلنا قادرين على أن نأمل في البت سريعا في طلبات لم شمل الأسر، ولذلك تم وضع "إشارة للكبح". واختتم دي ميزير تصريحاته بالقول إن "عدد اللاجئين مرتفع بشكل لا يجعلنا قادرين على استقبال عدد مضاعف من أفراد العائلة".
يذكر أن الإجراء المعمول به حتى الآن هو منح اللاجئين السوريين شكل الحماية الكامل، والذي يتضمن حق لم الشمل مع ذويهم.
تجدر الإشارة إلى أن دي ميزير كان قد أعلن الجمعة الماضية عن تعليمات للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين تتعلق بتغيير شكل الحماية الممنوح للاجئين السوريين وتقصير فترة الإقامة الممنوحة لهم من ثلاث سنوات إلى سنتين، وإلغاء عملية لم الشمل الممنوحة. وقد أثار هذا الإعلان انتقادات حادة سيما من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم. وفي وقت لاحق من أعلن دي ميزير من خلال وزارة الداخلية عن تعديل في تصريحاته، مشيرا إلى أنه لم يطرأ تغيير على التعليمات المعطاة للمكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، وأن أي تغييرات عليها تحتاج إلى نقاش داخل الائتلاف الحاكم أولاً " ولذلك فالموقف الآن باق على ما هو عليه".
لكن مقترح وزير الداخلية الألماني حظي بالدعم من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي الذي يحكم ولاية بافاريا - التي تتحمل العبء الأكبر من أزمة اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا، كما أيد وزير المالية الألماني، المنتمي للحزب الحزب المسيحي الديمقراطي، فولفغانغ سويبله مقترح دي ميزير. يأتي هذا الجدل داخل الائتلاف الحكومي في وقت كشف فيه مسؤول السياسة الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه ميركل، فولفغانغ بوسباخ عن أن الشكوك تتزايد يوما بعد يوم حول قدرة ألمانيا على مواجهة عبء تدفق اللاجئين.
ع.ج.م/ع.ش (د ب أ)
اللاجئون والخوف من قدوم فصل الشتاء
رغم تزايد انخفاض درجات الحرارة، فإن سيل اللاجئين القادمين إلى أوروبا عبر طريق البلقان لم ينقطع. في غضون ذلك تعمل السلطات في ألمانيا والنمسا جاهدة على توفير مآوٍ مجهزة بالتدفئة لتقيهم البرد والمطر خلال فصل الشتاء.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
على الرغم من أن فصل الشتاء لم يحل بعد في أوروبا، إلا أن الكثير من اللاجئين يشكون بعد رحلة طويلة وشاقة عبر البلقان من البرد والصقيع. فمثلا على الحدود النمساوية-الألمانية لا تنزل درجات الحرارة في النهار عن 10 درجات مئوية، إلا أنها سرعان ما تتدحرج ليلا إلى ما دون الصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
لاجئون يتدفؤون على نار أضرموها في حطب جمعوه من غابة قريبة. وبعكس الـ60 ألف لاجئ الذين قدموا طلبات اللجوء في النمسا، يريد هؤلاء مواصلة السفر إلى المانيا. ولضمان فرص إقامة تتوفر فيها التدفئة العادية، من المقرر إقامة 100 ألف مآوى على طول طريق البلقان، 5000 منها في النمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
على طول الحدود النمساوية الألمانية أصبح يسمح فقط لخمسين لاجئاً في الساعة بالعبور عبر المعابر الحدودية، لتسهيل عملية تسجيلهم. في الأثناء بإمكان بقية اللاجئين، الذين ينتظرون عبور الحدود، الإقامة في خيام تحتوي على أرضية وأجهزة تدفئة. وتصل الطاقة الاستيعابية لكل خيمة إلى ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
بيد أن الخيام على الحدود النمساوية الألمانية ممتلئة إلى درجة أن الكثيرين لم يجدوا مكانا يقيمون فيه ولم يجدوا سوى الأرض يفترشونها والسماء يلتحفونها. في الصورة البعض من أكثر من ألف لاجئ ينتظرون في بلدتي كوفشتاين وكولرشلاغ السماح لهم بمواصلة السفر إلى ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
لكن الوضع يختلف في الكثير من الدول الواقعة على طريق البلقان، فمثلا خلال الأيام الماضية وجد العديد من اللاجئين أنفسهم في بلدة ريغونس في سلوفينيا مجبرين على الإقامة في العراء دون حماية من البرد والمطر. ولا يختلف الوضع كثيرا في دول البلقان الأخرى.
صورة من: picture-alliance/AA/S. Mayic
تعد جزيرة ليسبوس اليونانية وجهة الكثير من اللاجئين. وللوصول إليها يركب هؤلاء البحر قادمين من السواحل التركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات حرارة المياه إلى 17 درجة مئوية. وفي سياق متصل تقول مراسلة DW جيل أومايرا: "عندما تسوء الأحوال الجوية، يخفض المهربون من أسعارهم. وبالتالي يأتي عدد أكبر من اللاجئين."
صورة من: Reuters/G. Moutafis
اعتبر الكثير من السياسيين والمصالح الألمانية إقامة اللاجئين في خيام بأنها "حل مؤقت". كان ذلك في فصل الصيف. ولكن الأمر أصبح الآن شبه مؤكد: سيضطر العديد من اللاجئين للإقامة في خيام حتى خلال فصل الشتاء القارس. كما أن الخيام المدفأة – كما هو الحال في مخيم للاجئين في ولاية سكسونيا السفلى – يكاد يكون أمرا نادرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Steffen
ولكن، ليس في أوروبا فقط يخشى اللاجئون من قدوم فصل الشتاء ومن موجات البرد والصقيع، ففي لبنان يعيش نحو 200 ألف شخص في منطقة البقاع الجبلية تحت خيام من البلاستيك. وفي العام الماضي عانى هؤلاء الأمرّين مع سقوط الثلج وموجات الصقيع. لكن إقامة خيام تقي من البرد والمطر والثلج قوبل برفض من قبل الكثير من أصحاب الأرض لأنهم لا يريدون أن يبقى السوريون هناك بشكل دائم.