وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير يدعو إلى التسريع في ترحيل اللاجئين الذين رفضت طلباتهم في البقاء في ألمانيا. في حين قوبلت دعوته بتصنيف تركيا "دولة آمنة" لتسهيل إرجاع اللاجئين المرفوضين إليها بانتقادات.
إعلان
دعا وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير للإسراع في ترحيل طالبي اللجوء الذين رفضت طلباتهم. وقال دي ميزير اليوم الخميس (الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2015)، خلال لقائه مع نظرائه من دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، إن أوروبا لا يمكنها توفير مكان للاجئين المضطهدين سياسيا الذين لهم الحق في اللجوء إلا "إذا لم يأت من الأساس الأشخاص الذين لا يحتاجون لحماية أو إذا ما تم ترحيلهم بشكل سريع". وردا على السؤال عما إذا كان تنفيذ ذلك أمرا صعبا أم لا، قال دي ميزيير: "الترحيل يكون دائما صعبا، إنه كذلك". ويعتزم وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي خلال لقائهم اتخاذ قرار بشأن بعض الإجراءات من أجل تسريع إجراءات الترحيل.
انتقادات للدعوات بتصنيف تركيا "دولة آمنة"
كما دعا دي ميزير إلى إدراج تركيا ضمن "الدول الآمنة"، بحيث قال: "أرى أنه معيار صحيح أن يتم اعتبار الدول المرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي (على غرار تركيا) كـ(دول آمنة)". ومن المنتظر أيضا أن يتم – إلى جانب تركيا- تصنيف الكثير من دول البلقان ضمن قائمة الدول "الآمنة" كي يتسنى ترحيل طالبي اللجوء القادمين منها على نحو أسرع.
اللاجئون في ألمانيا ـ ماذا بعد الترحيب؟
تشهد ألمانيا العديد من المبادرات التي ترحب بقدوم اللاجئين وهي في أغلبها مبادرات تطوعية. وبالرغم من هذا الترحيب فإن بعض المدن الألمانية شهدت هجمات معادية للاجئين، بالإضافة إلى مظاهرات معادية نظمها اليمينيون المتطرفون.
صورة من: Reuters/F. Bensch
حظي اللاجئون عند وصولهم إلى عدد من المدن الألمانية بترحيب منقطع النظير من بعض المتطوعين من المواطنين الألمان والأجانب المقيمين في ألمانيا. وبادر هؤلاء المتطوعون إلى تقديم المساعدة المعنوية والمادية للعديد منهم.
صورة من: picture alliance/dpa/J. Carstensen
شهدت محطة القطارات في ميونيخ وصول أفواج من اللاجئين عايشوا ظروفا صعبة قبل وصولهم إلى ألمانيا. وفي انتظار أن تسجل الشرطة أسماءهم ويتم نقلهم إلى مراكز الإيواء، تناول بعضهم الطعام في مطاعم مؤقتة في المحطة خصصت لهذا الغرض.
صورة من: Reuters/M. Rehle
عدد من اللاجئين وصلوا عن طريق القطارات القادمة من شرق أوروبا، في حين هناك بعض اللاجئين الذين تم تهريبهم عن طريق السيارات. في الصورة الشرطة الألمانية تضبط على الحدود سيارة فيها لاجئون.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulmer/A. Schaad
في الصورة قطار خصص لنقل اللاجئين من مدينة ميونيخ إلى مدينة دورتموند في إطار توزيع اللاجئين على الولايات الألمانية. ويرتكز التوزيع على المعطيات الديموغرافية لكل ولاية وخاصة عدد سكانها.
صورة من: imago/M. Westermann
قام عدد من الشباب العربي في برلين باستقبال اللاجئين القادمين من سوريا والعراق في محطة القطارات الرئيسية في برلين. ويقوم عدد منهم بمساعدة اللاجئين خاصة في يتعلق بالترجمة في المصالح الإدارية الألمانية.
صورة من: M. Abu Zbeed
دخل لاعبو فريق بايرن ميونيخ الملعب في إطار مباراة في الدوري الألماني البوندسليغا وهم مصحوبين بأطفال اللاجئين، وهي رسالة ترحيب يبعث بها النادي الألماني العريق، والذي له ملايين من المحبين في ألمانيا وكافة أنحاء العالم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kerstin Joensson
حرصا على إدماج اللاجئين في المجتمع الألماني قامت بعض معاهد تعليم اللغة في برلين بفتح أقسام مجانية لتعليم اللاجئين اللغة الألمانية. كما التحق أبناء اللاجئين بالمدارس الألمانية ومنهم من نجح بتفوق في الامتحانات.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
قدمت شركات ألمانية برامج تطبيقية خاصة بتقديم معلومات مفيدة للاجئين، بحيث ترشدهم إلى المصالح الإدارية التي تهتم بإصدار الوثائق الخاصة بالإقامة والمساعدات الاجتماعية، وتعليم اللغة، وبرامج تشرح لهم القوانين الخاصة باللجوء.
صورة من: DW/K. Cote
بالرغم من جو الترحيب باللاجئين الذي تشهده ألمانيا إلا أن عدة مراكز لإيواء اللاجئين تعرضت لاعتداءات كإضرام الحريق في مركز فيرتهايم. وقد أكدت المستشارة ميركل أن لا تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Engmann
كما شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات معادية لاستقبال اللاجئين تحولت إلى مواجهات مع الشرطة الألمانية. في الصورة مظاهرة معادية للاجئين نظمها أعضاء في حزب النازيين الجدد.
صورة من: Reuters/F. Bensch
10 صورة1 | 10
وبالنسبة للحكومة في أنقرة سيكون ذلك بمثابة تقدير سياسي؛ لأن تصنيف أي دولة ضمن هذه القائمة يعد إقرارا بأنها تحترم حقوق الإنسان وليس بها اضطهاد سياسي. ولكن منظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان تعتبر أن منح تركيا مثل هذا التقدير ليس مبررا على الإطلاق بسبب تعاملها مع الأكراد والمعارضة. ففي سياق متصل، أعربت منظمة "برو أزول" الألمانية المعنية بالدفاع عن حقوق اللاجئين عن استيائها من أن الحكومة التركية بخصوص تعاملها مع المعارضة. وقال المدير التنفيذي للمنظمة غونتر بوركهارد لـ (د.ب.أ): "إن تصنيف تركيا كـ (دولة آمنة)، لا علاقة له بالواقع". وتابع قائلا: "إن الرغبة في مغازلة (تركيا) كي تصد تدفق اللاجئين هي التي تحدد الإجراء".
يشار إلى أن تركيا تعد دولة عبور مهمة للاجئين خلال طريقهم إلى أوروبا. ولهذا السبب يسعى الاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون مع الحكومة في أنقرة على مختلف المستويات. وحذر بوركهارد من إمكانية أن تفسر الحكومة في أنقرة تصنيفها على أنها "دولة آمنة" بأنه تصريح للاستمرار في اتخاذ إجراءات أكثر شدة ضد المعارضة.