وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير يكرر دعوته إلى فرض حظر جزئي على ارتداء النقاب (أو البرقع) في ألمانيا، مشددا على ضرورة الكشف عن الوجه خلال المعاملات الإدارية وفي المدارس والجامعات والمحاكم.
إعلان
دعا وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اليوم الجمعة (19 آب/أغسطس 2016) في ختام اجتماع مع نظرائه المحليين المحافظين إلى منع جزئي للنقاب ولاسيّما أثناء القيام بمعاملات إدارية وفي قاعات الدروس. وقال دي ميزيير متحدثا للقناة التلفزيونية الثانية (ZDF) "إننا متفقون على رفض النقاب، إننا متفقون على أننا نريد أن نفرض مبدأ كشف الوجه حيث يكون ذلك ضروريا لمجتمعنا: خلف مقود السيارة، خلال الإجراءات الادارية، (...) في المدارس والجامعات، في الدوائر العامة، وأمام المحاكم".
وكان وزير الداخلية قد قال أمس الخميس إن النقاب لا يتوافق مع المجتمع الألماني، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أنه على الأرجح سيكون من الصعب حظره على المستوى الوطني.
ودعا العديد من الأعضاء البارزين في التكتل المحافظ الذي تتزعمه المستشارة أنغيلا ميركل إلى حظر النقاب قائلين إنه يظهر عجزا عن الاندماج ويحط من شأن المرأة وقد يشكل أخطارا أمنية.
ويعيش الألمان حالة من التوتر بعد عدة هجمات عنيفة على مدنيين الشهر الماضي أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" المسؤولية عن اثنين منها.
ووصل أكثر من مليون مهاجر غالبيتهم مسلمون إلى ألمانيا العام الماضي مما أثار قلق بعض الألمان على أن بلادهم تتعرض لطوفان من أناس مختلفي الثقافة والدين.
الحجاب في ألمانيا...بين الاعتدال والتشدد!
أصدرت المحكمة الدستورية العليا الألمانية قراراً يعتبر الحظر العام لحجاب المُدرسات في المدارس مخالفا للدستور لأن المنع يتعارض مع الحرية الدينية. أنواع الحجاب في ألمانيا تتفاوت بين المعتدل والمتشدد. الحجاب في البوم صور.
صورة من: arturwiens.de
إلى جانب الحجاب العادي، ظهر في السنوات الأخيرة النقاب والحجاب الذي يحمل أبعاداً سياسياً ودينية متشددة خصوصاً في صفوف أتباع التيار السلفي أو المتعاطفات معه.
صورة من: picture-alliance/dpa
بالنسبة للعديد من المسلمات يبقى الحجاب رمزاً لأصولهن وجزءا من هويتهن. غير أن العديد منهن مندمجات في المجتمع الألماني ولا يحمّلن الحجاب أي رسالة سياسية.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Brandt
تمارس المحجبات في ألمانيا مهناً مختلفة منها التدريس. وفي الماضي منعت عدة ولايات ارتداء الحجاب في إطار ما يسمى ب"قوانين الحياد" والتي تحظر إظهار الرموز الدينية في المدارس العمومية.
صورة من: picture-alliance/dpa
هذه المحجبة تدلي بصوتها في الإنتخابات البرلمانية الألمانية عام 2013. فكثير من المحجبات يصوتن في الانتخابات البرلمانية والبلدية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في المدارس الألمانية تدرس المحجبات جنباً إلى جنب مع غير المحجبات، ويشاركن في مختلف النشاطات التي تنظمها المدارس كما هو حالهن في هذه الزيارة لمقر البرلمان الألماني (بوندستاغ) .
صورة من: picture-alliance/dpa/Bernd von Jutrczenka
رغم احترام غالبية الألمان للحجاب المعتدل إلا أنهم في الغالب يجدون في النقاب استفزازاً لهم، وهذه المنقبة التي تتجول في مركز مدينة كولونيا ولاية نورد راين وستفاليا ربما استفزّ شكلها بعض الالمان.
صورة من: DW
بعض المحجبات يمارسن الأنشطة الرياضية كالسباحة بملابس سباحة خاصة بالمحجبات. وتتفاوت نظرة الألمان لذلك بين الرفض والقبول، لكن القانون لا يمنع ذلك.
صورة من: picture alliance/dpa/Rolf Haid
تخصصت بعض مصممات الأزياء في ألمانيا في تصاميم خاصة بالمحجبات، تلائم الموضة. وتمزج هذه التصاميم بين الأصالة والمعاصرة، كما هو حال هذا التصميم للمصممة بلقيس بهار سيفا.
صورة من: arturwiens.de
السياسيات الألمانيات يدركن أهمية ودلالة الحجاب في بعض الدول الإسلامية ويحرصن على احترامه . في الصورة تظهر السياسية الناشطة كلاوديا روث الزعيمة السابقة لحزب الخضر خلال إحدى زياراتها لإيران.
صورة من: Fars
تقوم مؤسسة DW بحملة دعائية لتشجيع انخراط النساء المحجبات في المدارس والجامعات . هذه الحملة التي تقودها الناشطة الألمانية من أصول تركية توتكو غوليروز تحمل شعار: شابة، مسلمة وألمانية.
صورة من: DW/T. Hasel
الرئيس الألماني يواخيم غاوك يستقبل شباباً من أصول مهاجرة ومن بينهم محجبة. فالحجاب العادي وغير المسيس لا يلقى الرفض لدى أصحاب القرار. إعداد: عبد الرحمان عمار. تحرير: ملهم الملائكة
صورة من: imago/IPON
11 صورة1 | 11
وقال دي ميزيير إن كشف الوجه والقدرة على النظر للآخرين في أعينهم أمر حاسم لضمان التماسك الاجتماعي. وأضاف أن النساء اللائي يذهبن لتسجيل أنفسهن لدى السلطات أو يذهبن إلى مكتب السجل المدني - حيث تجرى مراسم الزواج على سبيل المثال - يحتجن بوضوح إلى إظهار وجوههن.
وقال دي مايتسيره إن كشف الوجه والقدرة على النظر للآخرين في أعينهم أمر حاسم لضمان التماسك الاجتماعي. وأضاف أن النساء اللائي يذهبن لتسجيل أنفسهن لدى السلطات أو يذهبن إلى مكتب السجل المدني - حيث تجرى مراسم الزواج على سبيل المثال - يحتجن بوضوح إلى إظهار وجوههن.
لكنه أكد في الوقتن نفسه على أن لديه تحفظات بشأن ما إذا كان حظر النقاب سيكون متوافقا مع الدستور بعد التحدث مع خبراء دستوريين بشأنه. وقال إنه يعتقد أن تشريعا من هذا القبيل ربما يكون ضمن اختصاص الولايات الاتحادية بيد أنه أشار إلى أنه منفتح على تنسيق الحكومة الاتحادية للتشريعات على مستوى الولايات لتجنب الاختلافات الكبيرة التي قد تنشأ بين الست عشرة ولاية. كما قال إن حظر النقاب في الأماكن العامة طبق في فرنسا في 2010 لكنه لم يؤد إلى خفض عدد النساء اللائي يرتدينه.