أعلنت الداخلية الألمانية حظر جماعة "مسلم إنتر أكتيف"، متهمة إياها بمعاداة الدستور والتحريض على إسرائيل والنساء. وشملت المداهمات مواقع في هامبورغ، وسط تحذيرات من تأثيرها على الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
قررت الداخلية الألمانية جماعة "مسلم إنتر أكتيف" على خلفية أنها "تعادي النظام الدستوري وترفض مبدأ الديمقراطية".صورة من: Axel Heimken/dpa/picture alliance
إعلان
حظرت وزارة الداخلية الألمانية اليوم الأربعاء (الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني 2025) جماعة "مسلم إنتر أكتيف" Muslim Interaktiv الإسلامية، مشيرة إلى أن هذه الجماعة تعادي النظام الدستوري وفكرة التفاهم بين الشعوب.
وذكرت أن مداهمات جرت صباح الأربعاء في سبعة مواقع بمدينة هامبورغ في هذا السياق. كما سيتم حل الجماعة ومصادرة أموالها.
وقال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت (من الحزب الاجتماعي المسيحي) إن "من يطالب بعدوانية بإقامة الخلافة في شوارعنا، ويحرّض بطريقة لا تطاق ضد دولة إسرائيل واليهود، ويحتقر حقوق النساء والأقليات، سنواجهه بكل صرامة دولة القانون".
وذكرت الوزارة في بيان أن جماعة "مسلم إنترأكتيف" ترفض مبدأي الديمقراطية ودولة القانون، ما يعكس موقفا معاديا للدستور، مضيفة أن المنظمة "تنتهك مبدأ التفاهم بين الشعوب من خلال إنكارها لحق إسرائيل في الوجود. وبناء عليه، ستحل وتصادر أصولها".
قال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت إن "من يطالب بعدوانية بإقامة الخلافة في شوارعنا سنواجهه بكل صرامة دولة القانون".صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
"استهداف فئة الشباب"
وتستهدف الجماعة بالدرجة الأولى فئة الشباب، ولديها انتشار واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يضم حسابها على منصة تيك توك أكثر من 18.700 متابع ونحو 389 ألف إعجاب.
إعلان
وتظهر في المقاطع، التي تمت مشاهدتها آلاف المرات، دعاة إسلاميون شباب يروجون لأفكارهم. أما على إنستغرام، فيتابع الحساب نحو 10 آلاف شخص ولدى الجماعة أيضا قناة على يوتيوب تضم حوالي 19.100 مشترك.
لكن رغم المظهر العصري والمتحرر الذي تحاول المجموعة إظهاره على قنوات التواصل الاجتماعي، تبقى بنيتها الداخلية غامضة وغير شفافة، كما يقول موقع تاغسشاو الألماني.
ويعمل القائمون على إنتاج الفيديوهات والمنشورات بشكل سري وغالبا ما لا يعرف من هم الأشخاص الذين يقفون وراء الكاميرا أو من يدير النشاط فعليا.
تصاعد التهديدات الأمنية في ألمانيا
02:22
This browser does not support the video element.
تحقيقات ضد جمعيتين إسلاميتين أخريين
وينقل الموقع الألماني عن أحد المحققين قوله إن جماعة "مسلم إنتر أكتيف تنجح دائما بطريقة لافتة للاهتمام في ربط أنفسهم بالقضايا الراهنة".
ويضيف أن من "الأمثلة على ذلك: ما إن بدأ النقاش في ألمانيا حول تصريح المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشأن مظهر المدينة، حتى سارعت المجموعة إلى تناول الموضوع من منظورها الخاص قائلة إنه ينبغي على من يغضب من صورة المدينة هنا أن ينظر أولا إلى صورة المدينة في قطاع غزة".
وبحسب تاغسشاو الألماني فإن الهدف الأيديولوجي للمجموعة هو إقامة الخلافة، أي حكومة إسلامية عالمية ذات سلطة مطلقة. وترتبط "مسلم إنتر أكتيف" فكريا بـالمنظمة ذات الطابع العقائدي "حزب التحرير" المحظورة أنشطته في ألمانيامنذ 2003 ويناضل من أجل إقامة الخلافة منذ خمسينيات القرن الماضي.
"حزب التحرير"
وأضافت الوزارة أن هناك تحقيقات جارية ضد جمعيتين إسلاميتين أخريين، وهما "جينيريشن إسلام" و"ريليتايت إسلام"، حيث يُشتبه بشدة في أنهما تحققان "الأسباب نفسها التي أدت إلى حظر جمعية مسلم إنتر أكتيف أو أنهما تشكلان منظمات فرعية تابعة لها.
وفي إطار التحقيقات، أُمرت السلطات بتنفيذ مداهمات في اثني عشر موقعا بولايتَي برلين وهيسن.
وبحسب البيانات، تهدف التحقيقات إلى جمع معلومات حول "جميع الجوانب المتعلقة بالمحتوى والتنظيم والأفراد والتمويل لهاتين المنظمتين". وترى هيئة حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) أن المنظمات الثلاث ترتبط أيديولوجيا بجماعة "حزب التحرير".
ويدعو قادة المنظمات الثلاث إلى نمط حياة مستند إلى تصور تقليدي للإسلام، وينادون بالابتعاد عن المجتمع الأوسع. كما يحذرون مما يصفونه بمحاولات الدولة لفرض الاندماج، ويصورون المسلمين "كأقلية مضطهدة".
ولا تصنف المنظمات الثلاث ضمن الطيف الجهادي، ما يعني أن العناصر المنتمية إليها لا تستخدم العنف أو الإرهاب لتحقيق أهدافهم السياسية، خلافا لمنظمات متطرفة مثل القاعدة أو داعش.
تحرير: عماد غانم
"يوم المسجد المفتوح" 2025 ـ "الإيمان بوصلة الإنسانية" في زمن عدم اليقين
يستفيد ما يصل إلى 100,000 زائر سنويا في جميع أنحاء ألمانيا من عروض "يوم المسجد المفتوح" للحصول على معلومات عن الإسلام. شعار هذا العام هو "الإيمان بوصلة الإنسانية". والمزيد من المساجد يستجيب لهذه الدعوة.
صورة من: Fabian Sommer/dpa/picture alliance
يوم الوحدة الألمانية هو يوم المسجد المفتوح
منذ عام 1997 تقام فعالية "يوم المسجد المفتوح" في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام والذي يصادف يوم الوحدة الألمانية. واختيار هذا اليوم بالذات لم يأت صدفة، فالمجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا يود في هذا اليوم أن يؤكد على "أن المسلمين جزء من الوحدة الألمانية بالإضافة إلى التعبير عن ارتباطهم بمجموع السكان في ألمانيا".
صورة من: Fabien Sommer/dpa/picture alliance
الدين في أوقات عدم اليقين
شعار هذا العام "الدين والأخلاق – الإيمان بوصلة للإنسانية" يهدف إلى التركيز على الأخلاق الإيجابية للدين. ويتم التأكيد على الرحمة والعدالة والتضامن ومكافحة التمييز والكراهية كأسس مشتركة "لمجتمع منفتح".
وهكذا يرتبط الموضوع بالنقاشات الحالية: في أوقات عدم اليقين والانقسام يكون التوجه نحو القيم العالمية أمرًا بالغ الأهمية. وحسب الرسالة يمكن أن يكون الدين مصدرًا للإنسانية والتماسك.
صورة من: Thomas Trutschel/photothek/picture alliance
التعريف بالدين الإسلامي
تدعو الجاليات المسلمة في ألمانيا يوم الجمعة إلى "يوم المسجد المفتوح". وحسب مجلس تنسيق المسلمين يشارك في هذا اليوم كل عام أكثر من 1000 مسجد في جميع أنحاء المانيا بهدف إطلاع المهتمين على العقيدة الإسلامية وتعزيز الحوار بين المسلمين وغيرهم.
صورة من: DW
الإيمان بوصلة التعايش
شعار هذا العام هو "الإيمان بوصلة الإنسانية". ويهدف هذا الشعار إلى التأكيد على "دور الإيمان في تعزيز التعايش السلمي في مجتمعنا"، حسبما ورد على الموقع الإلكتروني لمجلس تنسيق المسلمين في المانيا.
صورة من: Fabien Sommer/dpa/picture alliance
زوار ألمان في قلب المسجد
"في عالم يتسم بالاضطرابات والصراعات والتحديات، نحتاج إلى قيم ترشدنا. الإيمان الحقيقي لا يفرق بين الناس، بل يربطهم. إنه يخلق لقاءات، ويزيل الأحكام المسبقة، ويفتح الطريق إلى مزيد من التفاهم والثقة".
صورة من: Eman Helal/dpa/picture alliance
جولات تعريفية
معظم المساجد تقدم جولات في هذا اليوم، وتظهر الصورة إحدى تلك الجولات في مسجد في بلدة هورت التابعة لمدينة كولونيا، حيث يتلقى الزوار معلومات عن العمارة والتاريخ والحياة اليومية في المساجد التي تعتبر أهم ملتقيات الجاليات الإسلامية في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
الحوار والمسؤولية
يُعد "يوم المسجد المفتوح" منذ سنوات عديدة فرصة لتجسيد كرم الضيافة والحوار والمسؤولية. "مساجدنا هي أماكن حيوية للصلاة والتعليم والاستشارة والجوار"، كما جاء في بيان لمجلس تنسيق المسلمين ي المانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
قواعد المسجد
يتعرف الزوار على الإسلام أكثر ابتداء من اتباع بعض القواعد البسيطة المتبعة في المساجد، حيث يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى مكان الصلاة، كما يشاهدون كيف يتوضأ المسلمون. ويقوم المسجد المركزي في كولونيا بتوضيح بعض الشعائر والقواعد للزوار في يوم المسجد المفتوح.
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
من مساجد خلفية إلى أخرى فخمة
المسجد الأزرق في هامبورغ الذي أخذ اسمه من المسجد الأزرق في إسطنبول لا يقع على البوسفور، بل على نهر ألستر، وهو رابع أكبر مسجد في ألمانيا. يُقدر عدد المساجد في ألمانيا بنحو 2800 مسجد. وغالباً ما تكون هذه المساجد عبارة عن ”مساجد خلفية“ غير ملحوظة أو غرف في مناطق صناعية. منذ التسعينيات قامت الجمعيات الإسلامية ببناء المزيد من المساجد الفخمة ذات القباب والمآذن.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Scholz
التلاقي في وجه الاستقطاب
"تواجه ألمانيا حاليا استقطابا اجتماعيا متزايدا وكراهية متنامية للأجانب وارتفاعا مقلقا في خطاب الكراهية"، كما كتب المجلس المركزي للمسلمين في الدعوة على موقعه الإلكتروني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Skolimowska
مسجد فضل عمر في هامبورغ
مسجد فضل عمر في هامبورغ الذي تم افتتاحه عام 1957 لديه شيء للجميع في يوم المسجد المفتوح، حيث تقام فيه ورشات عمل للرسم والخط العربي بالإضافة إلى معرض يمكن فيه القيام بـ"رحلة عبر الزمن الإسلامي". كما يقدم الرعاية للأطفال ومشروبات منعشة لراكبي الدراجات خلال استراحتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/Daniel Reinhardt
مسجد المصطفى في دريسدن
مبادرة "المسجد المفتوح" تكتسب هذه الأوقات أهمية أكبر: فهي تخلق أماكن للقاء تهدف إلى إزالة العداوات وتعزيز الحوار. "تفتح المساجد أبوابها ليس فقط لتوفير المساحات، بل ولتفتح القلوب أيضًا، كما قيل.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Kahnert
التزام المسلمين في المانيا
الهدف من هذه الفعالية هو جعل الإسلام قابلا للتجربة بعيدا عن عناوين الصحافة والتحيزات "ومنح الجيران والزملاء والطلاب الفرصة لطرح الأسئلة واكتشاف القواسم المشتركة". ودعا المجلس المركزي للمسلمين في المانيا المساجد الأعضاء فيها إلى توثيق فعالياتها وإرسال صور وتقارير موجزة. وستصبح هذه التقارير جزءًا من تغطية إعلامية تسلط الضوء على التنوع والالتزام في حياة المسلمين في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
أكثر من مبادرة رمزية
"يوم المسجد المفتوح" هو أكثر من مجرد لفتة رمزية. فقد أصبح جزءًا لا يتجزأ من الحوار الاجتماعي ويساهم في تطبيع الوجود في الأماكن العامة. في السنوات الماضية تم الاحتفال بهذا اليوم تحت شعارات متغيرة تناولت التحديات الراهنة والمنظورات الداخلية للإسلام.