وزير الدفاع الأمريكي يهاجم إيران خلال زيارته للسعودية
١٩ أبريل ٢٠١٧
في خطوة تبدو على أنها تشير إلى "إعادة إحياء" الحلف الأميركي-السعودي وبعد لقائه الملك وولي ولي عهده، هاجم وزير الدفاع الأميركي إيران قائلا إنها تزعزع الاستقرار في المنطقة، وأضاف أنه لا يريد "حزب الله" جديداً في اليمن.
صورة من: Reuters/J. Ernst
إعلان
قال وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، اليوم الأربعاء (19 نيسان/أبريل 2017) إن إيران تلعب دوراً يزعزع الاستقرار في المنطقة، لكن يتعين التصدي لنفوذها من أجل التوصل إلى حل للصراع اليمني من خلال مفاوضات برعاية الأمم المتحدة. وقال ماتيس للصحفيين في الرياض بعد اجتماع مع كبار المسؤولين السعوديين "في كل مكان تنظر إن كانت هناك مشكلة في المنطقة فتجد إيران". وأضاف "علينا التغلب على مساعي إيران لزعزعة استقرار بلد آخر وتشكيل ميليشيا أخرى في صورة حزب الله اللبناني لكن النتيجة النهائية هي أننا على الطريق الصحيح لذلك".
وقال ماتيس للصحافيين عند لقائه وزير الدفاع السعودي ولي ولي العهد، محمد بن سلمان، الذي كان التقاه قبل شهر في واشنطن "من مصلحتنا وجود قوات مسلحة واستخبارات سعودية قوية". وتحدث وزير الدفاع الأميركي عن إمكانية قيام الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بزيارة إلى الرياض. وقال إن "ما نفعله هنا اليوم يمكن أن يفتح الباب لقدوم رئيسنا إلى السعودية". وكان ماتيس التقى قبل ذلك العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في قصر اليمامة في الرياض، حيث جرى "بحث سبل تعزيز علاقات الصداقة الإستراتيجية بين المملكة والولايات المتحدة الأميركية وبخاصة في المجال الدفاعي، وتطورات الأحداث الإقليمية والدولية"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
ومن جانبه، أوضح ماتيس أن محادثاته الأربعاء مع الملك وولي ولي العهد كانت "مثمرة جداً على صعيد النتائج، ويشمل ذلك كيفية مكافحتنا الإرهاب مع أحد أفضل شركائنا".
وبعد أشهر طويلة من الفتور في ظل إدارة الرئيس الأسبق باراك اوباما، عاد الطرفان للعمل على إعادة ترميم العلاقة التي طغى عليها شعور الرياض بالتهميش بعيد توقيع الاتفاق النووي مع طهران، الخصم اللدود للمملكة المحافظة. وبحسب مسؤول أميركي في وزارة الدفاع تحدث إلى وكالة فرانس برس، فان ماتيس يزور الرياض بهدف "إعادة إحياء" الحلف الأميركي السعودي و"الاستماع" إلى مطالب قادة المملكة و"ما يحتاجون إليه فعلاً".
خ. س/ أ. ح (رويترز، أ ف ب)
الحج .. جبهة أخرى في الصراع بين إيران والسعودية
ما أن تهدأ حرب التصريحات بين إيران والسعودية حتى تندلع حرب كلامية أخرى بين البلدين على طرفي الخليج. هذا العام جاءت الحرب الكلامية في ظل غياب الحجاج الإيرانيين عن موسم الحج بعد وفاة 464 إيرانيا العام الماضي بسبب التدافع.
صورة من: Getty Images/F.Bahrami
ليس استقبال أكثر من مليوني حاج بالمهمة السهلة. السلطات السعودية تنسق مع البلدان الإسلامية لاستقبال عدد محدد من الحجاج. وتحاول السيطرة على مسار الشعائر وتوفير خدمات التمريض. بيد أن المشكلة تكمن غالبا عند رمي الجمرات. الآن تم تحديد مسارات وبوابات الكترونية لإدارة الحشود. كما تم توزيع أساور إلكترونية على الحجاج ليتمكنوا من تتبع حركة الحشود والحصول على إنذار مبكر قبل بداية التكدس.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Naamani
اعتبر مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أن زعماء إيران بأنهم "ليسوا مسلمين" ليثير استنكار طهران في تراشق كلامي عنيف بين القوتين الإقليميتين المتنافستين بشأن إدارة الحج. آل الشيخ صرح قائلا: "يجب أن نفهم أن هؤلاء ليسوا مسلمين، فهم أبناء المجوس وعداؤهم للمسلمين أمر قديم وتحديدا مع أهل السنة والجماعة".
صورة من: picture-alliance/dpa
تصريح مفتي السعودية جاء بعد تذكير مرشد الثورة في إيران آية الله علي خامنئي لحادث تدافع منى الذي أودى بحياة نحو 2300 شخص السنة الماضية، حيث لقي فيه 464 حاجا إيرانيا مصرعهم. خامنئي وصف حكام السعودية بأنهم "لا يعرفون الله ولا دين لهم".
صورة من: Tasnim
غاب الإيرانيون عن أداء فريضة الحج لأول مرة منذ ثلاثين عاما، بسبب عدم الاتفاق بين الجانبين على الإجراءات اللوجستية بعد حادث منى العام الماضي. ومن شأن هذه الحرب الكلامية التي تتزامن مع توافد الحجاج أن تعمق الخلاف القائم بين المملكة السنية والجمهورية الشيعية اللتين تدعم كل منهما أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية السورية وفي صراعات أخرى بالشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
السلطات السعودية الرسمية أعلنت أن حادث التدافع أدى إلى مقتل 769 حاجا، إلا أن إحصاءات أظهرت أن أكثر من 30 دولة فقدت رعايا لها في الحادث، الذي أفضى إلى حصيلة توازي ثلاثة أضعاف الرقم المعلن عنه في السعودية رسميا. قبل هذا الحادث بأيام، قتل 109 أشخاص على الأقل جراء سقوط رافعة في الحرم المكي، تابعة لمجموعة بن لادن السعودية التي كانت تنفذ أعمال توسعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/AA/O. Bilgin
ولي العهد ووزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز دخل على خط التصريحات وقال إن المملكة لن تسمح لإيران أو غيرها بمخالفة أو تسييس شعائر الحج. بينما اتهم وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بتسييس الحج هربا من مشاكلها الداخلية، ووصف تصريحات خامنئي بأنها محاولة لتحويل أنظار الشعب الإيراني عن حكومة طهران التي خذلتهم ومنعتهم من فرصة إتمام مناسك الحج.
صورة من: picture alliance/AP Photo/H. Ammar
رد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في تغريدة على تصريح مفتي السعودية بأن زعماء إيران "ليسوا مسلمين"، واعتبر أنه "لا تماثل بين إسلام الإيرانيين ومعظم المسلمين من جهة والتطرف والتعصب الذي يدعو له كبير علماء الوهابية وأسياد الإرهاب السعودي"، حسب قوله.