وزير خارجية ألمانيا: مجموعة السبع قلقة إزاء الوضع في ليبيا
٦ أبريل ٢٠١٩
في حين تشهد ليبيا تصعيدا خطيرا في أوضاعها الأمنية إثر هجوم قوات حفتر على العاصمة طرابلس وقصف طائرات حكومة السراج لمواقع قوات حفتر، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن مجموعة السبع تشعر بقلق كبير إزاء ليبيا.
إعلان
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى تشعر بقلق عميق إزاء تطورات الأوضاع في ليبيا. وقال ماس اليوم السبت (السادس من نيسان/أبريل 2019) في منتجع ديناد الفرنسي، على هامش محادثات مع نظرائه في مجموعة السبع: "لذلك كان من الجيد أن يرسل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مجددا إشارة واضحة بأنه يتعين وضع حد للتصعيد العسكري".
وأضاف ماس أن إشارة مجلس الأمن كانت موجهة بوضوح أيضا إلى المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي المعين من قبل مجلس النواب المنتخب، والذي تطبق قواته على العاصمة الليبية طرابلس.
وكان مجلس الأمن قد أعرب أمس الجمعة عن "قلقه العميق" إزاء تطورات الوضع في ليبيا، ودعا الجيش الوطني الليبي، الموالي لحفتر، إلى وقف جميع التحركات العسكرية، معربا عن عزمه محاسبة المسؤولين عن تصعيد الصراع.
كما أعرب وزراء خارجية مجموعة السبع عن قلقهم بشأن الوضع المتفاقم في ليبيا، داعين في بيان صدر في وقت متأخر مساء أمس إلى الكف فورا عن التحركات العسكرية تجاه العاصمة طرابلس.
على صعيد آخر، استبعد وزير الخارجية المصري سامح شكري اليوم السبت حل الأزمة في ليبيا بالوسائل العسكرية. وقال شكري في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "الأزمة في ليبيا لن تحل من خلال اللجوء للوسائل العسكرية وإنما من خلال الحوار... للتعبير عن إرادة الشعب الليبي".
عسكريا، أفادت مصادر عسكرية ليبية اليوم السبت بأن طائرات حكومة الوفاق الوطني بزعامة فائز السراج، المعترف بها دوليا شن غارات جوية على معسكر مزدة التابع لقوات المشير خليفة حفتر جنوب مدينة غريان الوقاعة جنوب مدينة طرابلس. ونقلت قناة "ليبيا الأحرار" اليوم عن المصادر قولها إن غارات جوية أيضا استهدفت تمركز لقوات حفتر بمنطقة سوق الخميس جنوب غرب طرابلس.
تأتي هذه التطورات الخطيرة تزامنا مع تعين العقيد الطيار محمد حسن قنونو ناطقا رسميا باسم الجيش الليبي المؤيد لحكومة الوفاق الوطني، كما أصدر القائد الأعلى للجيش الليبي رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج اليوم السبت قرارًا بهذا الشأن.
على الصعيد ذاته، عبر مجلس شيوخ ليبيا عن "قلقه" إزاء الأحداث الجارية في مناطق متعددة من الساحة الغربية في ليبيا، مشيرًا إلى أن "البارود وإزهاق الأرواح وتربص الأطراف ببعضها واستعمال الشباب كوقود لمعارك الرابح فيها خاسر، معطيات تدعو للقلق".
ودعا مجلس شيوخ ليبيا، في بيان بثته "بوابة الوسط" الليبية، جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتغليب مصالح الوطن العليا على كل المصالح الذاتية والفردية، مشيرًا إلى أن "الوطن في حاجة إلى ترسيم التفاهمات والاستعداد إلى الملتقى الوطني الجامع الذي يحقق عودة الأمل في نتاج عمل وطني يهدف إلى إنشاء مشروع للمصالحة الوطنية، ومقررات من شأنها أن تقرب ليوم الخلاص من الأزمة الليبية".
ح.ع.ح/ه.د(د.ب.أ)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س