هايكو ماس يرى أساساً أولياً لعودة اللاجئين إلى العراق
١٨ ديسمبر ٢٠١٨
تأوي ألمانيا نحو ربع مليون لاجئ عراقي. ورغم الانتصار على "داعش" ما زالت برلين تمنع ترحيل عراقيين إلى مناطق معينة في العراق. وخلال زيارته لبغداد رأى وزير خارجية ألمانيا أن الوضع الأمني "يوفر أساسا لعودة اللاجئين" لبلدهم.
إعلان
بعد يوم من دعوة العراق لمواطنية اللاجئين في ألمانيا إلى العودة لبلادهم؛ ذكر وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنه يرى أساسا أولياً لعودة اللاجئين العراقيين في ألمانيا إلى وطنهم.
وقال ماس اليوم الثلاثاء (18 ديسمبر/ كانون الأول 2018) خلال زيارة للعاصمة العراقية بغداد: "نلاحظ هنا أن الوضع الأمني تحسن على نحو واضح... هذا ينطبق على بغداد، وأيضا على أجزاء واسعة من البلاد".
وذكر ماس أنه لا يزال هناك بعض الأمور التي يجب القيام بها في هذا الصدد، وأضاف: "لكني أعتقد أننا يمكن أن نقول بشأن الوضع الأمني، فعلا إنه يوفر أساسا لأن يكون للمواطنين تطلعات مستقبلية للبقاء هنا، والعودة أيضا إلى هنا".
وكان وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، قد دعا اللاجئين العراقيين، أمس الإثنين عقب اجتماع مع ماس، إلى العودة لوطنهم، واصفا الوضع الأمني في العراق بأنه "ممتاز".
ربع مليون لاجئ عراقي بألمانيا
وكان مئات الآلاف من العراقيين فروا إلى ألمانيا على خلفية الاضطرابات في بلدهم. وبحسب بيانات الحكومة الألمانية، بلغ عدد اللاجئين العراقيين المسجلين في ألمانيا حتى نهاية أيلول / سبتمبر الماضي 245 ألف عراقي.
وكان تنظيم داعش سيطر عام 2014 على قطاعات كبيرة من البلاد. وأعلن رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي في 10 كانون أول / ديسمبر عام 2017 الانتصار عسكريا على داعش. إلا أن خلايا التنظيم لا تزال نشطة في شمالي وشرقي البلاد، حيث ينفذ التنظيم هجمات على نحو متكرر.
يذكر أن الحكومة الألمانية تدير برنامجا اسمه "آفاق الوطن" ينبغي أن يعود من خلاله 10 آلاف عراقي إلى بلدهم. وتنتقد منظمة "بروآ زول"، المدافعة عن اللاجئين، برامج إعادة اللاجئين وتصفها "بالعبثية". وسبق أن قالت "برو آزول" على موقعها نهاية مايو/ أيار الماضي إن "العراق مازال بلدا منقسما من سياسيا وعقائديا وإقليميا. وهو دولة فاشلة من نواح عديدة".
ص.ش/ح.ز (د ب أ)
بعد سنة على تحرير الموصل.. دمار وانتظار إعادة الإعمار
قبعت الموصل طوال ثلاث سنوات تحت نير تنظيم "الدولة الإسلامية". وقبل حوالي سنة من اليوم أعلن رئيس وزراء العراق تحرير ثاني أكبر المدن العراقية. DW تأخذكم في جولة مصورة في أرجاء بقايا مدينة تتطلع للحياة وطي صفحة الماضي.
صورة من: DW/S. Petersmann
المدينة القديمة: أثر بعد عين
المدينة القديمة التاريخية للموصل أضحت أثراً بعد عين، وهي تقع في الجانب الغربي لنهر دجلة الذي يشق ثاني أكبر مدينة في العراق. والمعركة الحاسمة لتحرير الموصل من هيمنة "داعش" حصلت في الشطر الغربي. وتحصن مقاتلو التنظيم الإرهابي في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة.
صورة من: DW/S. Petersmann
دمار في كل مكان
من ينظر من الجانب الشرقي للفرات إلى المدينة القديمة في الموصل على الشطر الغربي، تقع عينه على مشهد من الحُفر والبيوت المهدمة والحطام. ففي يونيو/حزيران وحده من عام 2017 انفجرت أكثر من 4000 قنبلة ألقاها التحالف المناهض لـ"داعش". وغالبية الهجمات نفذها سلاح الجو الأمريكي.
صورة من: DW/S. Petersmann
حطام بملايين الأطنان
المدينة القديمة التاريخية لن تعود كما كانت عليه قبل بداية المعركة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية". وتقدر الأمم المتحدة وزن الحطام بثمانية ملايين طن.
صورة من: DW/S. Petersmann
عودة محفوفة بالمخاطر
بالرغم من كل ما سبق ذكره رجعت زهرة مع أطفالها الأربعة إلى الأنقاض المدمرة. لم تتمكن عائلتها من تحمل مبلغ الإيجار العالي في الشطر الشرقي للمدينة الأقل دماراً. ويواجه العائدون عدة مخاطر.
صورة من: DW/S. Petersmann
انتهاء الحرب وبقاء الخطر
ما ترونه على الحطام هو حزام ناسف لأحد الانتحاريين. وإذا انفجر الحزام المحشو بالمتفجرات وقطع معدنية، تنطلق قذائف مميتة في كل الاتجاهات. ويواجه العائدون إلى الموصل، كذلك، خطر القنابل غير المتفجرة.
صورة من: DW/S. Petersmann
آثار المعركة
في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة المدمرة تُرى آثار المعركة، التي استمرت تسعة أشهر، إلى يومنا هذا. على الأرض زحف الجيش العراقي والميليشيات المتحالفة تحت غطاء هجمات جوية أمريكية كثيفة تسببت في الجزء الأكبر من الدمار.
صورة من: DW/S. Petersmann
جثث وجثث وجثث
في أحد الأزقة الضيقة نعثر على عشر جثث محشوة في أكياس. وإلى يومنا هذا يتم انتشال جثث من وسط الأنقاض. ودرجات الحرارة المرتفعة في الصيف تقوي رائحة التحلل. وليس واضحاً كم هو عدد الناس الذين قُتلوا أثناء المعركة. والتقديرات المتوفرة تتراوح بين 10.000 و40.000.
صورة من: DW/S. Petersmann
مصالحة صعبة
من حين لآخر نصادف مخطوطات غرافيتي على جدران البيوت تطالب بالانتقام: "داعش.. نريد دمك". عملية المصالحة بين ضحايا التنظيم وعناصره وداعميه صعبة. المستقبل وحده هو الذي سيجيب على هذا السؤال.
صورة من: DW
العمل لهزيمة الماضي
يحاول أحمد محمد عبد الرحمن، عمدة حي حمام منقوش، منع الجناة من العودة والتوسط بين ضحايا التنظيم الإرهابي والمؤيدين له. "يجب علينا إيجاد فرص عمل لكي يفكروا في أشياء أخرى. فعندما تعيش الناس فقط في الماضي، فإنه يتكرر".
صورة من: DW/S. Petersmann
إعلان "الخلافة"
مباشرة بالقرب من حي حمام منقوش يقع مسجد النوري الشهير، أبرز معالم المدينة القديمة. في حزيران/يونيو 2014 أعلن زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي من هنا قيام "الخلافة". وسيطر "داعش" ثلاث سنوات على الموصل.
صورة من: DW/S. Petersmann
إنقاذ إرث ثقافي
يبدو أن الميليشيا الإرهابية "داعش" فجرت خلال انسحابها من الموصل مسجد النوري. وفي الخريف الماضي أعلنت الإمارات العربية المتحدة أنها تعتزم تمويل إعادة بناء المسجد القديم بنحو 50 مليون دولار.
صورة من: DW/S. Petersmann
المئذنة الحدباء
صمدت المئذنة الحدباء لمسجد النوري أكثر من 800 عام في وجه العواصف والحروب. والسكان سموها "حدبة"، لأنها مائلة. ولم يبق منها اليوم إلا جزء من الأساس.
صورة من: DW/S. Petersmann
المدنيون كدروع بشرية
بين الحين والآخر نصادف أنقاضاً تحصن فيها مقاتلو "داعش" في المرحلة الأخيرة من معركة التحرير. في هذا المخبأ على المدخل تم زرع عبوات ناسفة. ورائحة التعفن توحي بأن أشخاصا توفوا هنا. وذكر ناجون أن مقاتلي التنظيم الإرهابي استخدموا مدنيين كدروع بشرية.
صورة من: DW/S. Petersmann
الحرب وحدها لا تحرز النصر
إلى جنب سترة حماية ممزقة نرى مصحف صغير للقرآن على الأرض. "داعش" انهزم عسكرياً، إلا أن مقاتلين ناجين ومجندين جدد يواصلون تنفيذ اعتداءات في العراق. ولا يمكن التغلب على ايدلوجية الإرهابيين بوسائل عسكرية فقط.
صورة من: DW/S. Petersmann
خردة الحرب
الكثير من السيارات تحولت تحت لهيب نار الهجمات الجوية إلى ركام من الحطام يسوده الصدأ. وبعض الإطارات تعود لسيارات متفجرة استعملها داعش "للدفاع" خلال الانسحاب.
صورة من: DW/S. Petersmann
أمنيتها الوحيدة العودة
يبدو أن الموصل قبل هيمنة "داعش" كانت تحتضن نحو مليوني نسمة من السكان. وبسبب الحرب هرب نصفهم، بينهم نحو 700.000 نسمة من المدينة القديمة ذات الكثافة السكانية. هذه المرأة تقف أمام حطام منزلها الذي أكلته نار الحرب.
صورة من: DW/S. Petersmann
ألوان وسط الدمار
المدينة القديمة التاريخية كانت معروفة بأبواب بيوتها الفاخرة المزركشة. القليل منها فقط ظل قائماً. وهذه التحف الفنية تعكس مظاهر ملونة وسط الدمار.
صورة من: DW/S. Petersmann
دب محشو بالمتفجرات
هذه هو شكل البيوت من الداخل. إرادة إعادة البناء كبيرة؛ إذ أن الكثير من عائلات اللاجئين سئمت العيش في معسكرات على هامش المدينة أو في بيوت مؤجرة. الدب الدمية على حافة الشباك قد يكون قنبلة محشوة بالمتفجرات.
صورة من: DW/S. Petersmann
تكلفة إعادة الإعمار؟
تُعد معركة الموصل، حسب رأي خبراء، من أشد المعارك ضراوة في منطقة مأهولة بالسكان، وذلك منذ الحرب العالمية الثانية. وإعادة البناء تكون بالتالي صعبة ومكلفة. وتقدر الحكومة العراقية التكلفة بملياري دولار على الأقل. ولا شيء يوحي بأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتزم المشاركة في التكاليف.