بعيد دخول الاتفاق الأمريكي الروسي حول سوريا حيز التنفيذ، طالب وزير الخارجية الألماني شتاينماير جميع الأطراف بالالتزام بالتهدئة وجعلها دائمة. في غضون ذلك أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن هدوءا يعم كل الأراضي السورية.
إعلان
طالب وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير بالحفاظ على التهدئة في سوريا وذلك مع بداية سريان وقف القتال في البلاد اليوم الاثنين (12 أيلول/ سبتمبر 2016) والذي كان قد تم الاتفاق عليه بين الولايات المتحدة وروسيا. وقال شتاينماير: "أصبح لدينا مرة أخرى فرصة واقعية إلى حد ما لتقديم المساعدة بشكل فعلي إلى الناس الذين مزقتهم الحرب".
وطالب شتاينماير بالكف عن ما وصفها بـ "التكتيكات الرامية إلى تحقيق مكاسب على الأرض". وجاءت هذه التصريحات لشتاينماير مساء اليوم خلال لقاء مع كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة ومهندس اتفاق جنيف حول سوريا عام 2012، في دار الضيافة التابعة للخارجية الألمانية.
وأعقبت هذه التصريحات دخول التهدئة المتفق عليها حيز التنفيذ في سوريا بشكل رسمي. ولا يزال من غير الواضح بعد مدى التزام أطراف الصراع في سوريا باتفاق وقف القتال الذي كان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري توصل إليه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
بيد أن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن الهدوء ساد مناطق الصراع الرئيسية في سوريا بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي (الرابعة بعد الظهر بتوقيت غرينتش) اليوم الاثنين. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد لرويترز في تقييم أولي لأثر الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وروسيا "إن هدوءا يعم كافة المناطق السورية باستثناء بعض القذائف في القنيطرة ودرعا جنوبا".
وفي مدينة حلب في شمال البلاد، أفاد مراسل فرانس برس في الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة عن هدوء مستمر منذ الساعة الخامسة عصرا. وفي الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، قال مراسل آخر فرانس برس إنه سمع دوي آخر قذيفة أطلقت من الشطر الشرقي قبل خمس دقائق فقط من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.
ويتناول الاتفاق الروسي الأميركي بالخصوص مدينة حلب التي تشهد وضعا إنسانيا مروعا، والمقسمة منذ العام 2012 بين الطرفين.
أ.ح/ح.ع.ح (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
حلب تدفع الثمن... ولا نهاية للدمار
بعد خمس سنوات على تفجر الصراع في سوريا ما زالت حلب محورا أساسيا للمعارك التي تسببت حتى الآن في مقتل 250 مئات الآلاف وتشريد الملايين بين نازحين ولاجئين. الصور التالية تكشف عن آثارالمعارك التي دمرت المدينة بالكامل.
صورة من: Reuters/A. Ismail
تبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية على حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة باتفاق وقف إطلاق النار، مثلها مثل تنظيم "الدولة الإسلامية". فيما تتهم المعارضة الحكومة بتعمد استهداف المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها لإخراجهم منها.
صورة من: Reuters/A. Ismail
28 نيسان/أبريل 2016 لقي 30 مدنيا على الأقل، بينهم ثلاثة أطباء، حتفهم إثر قصف جوي استهدف مستشفى القدس في القطاع الذي تسيطر عليه المعارضة في مدينة حلب. ولم يتسن التعرف على هوية الجهة التي نفذت الهجوم.
صورة من: Reuters/A. Ismail
أصيبت ست مستشفيات على الأقل في قصف في الجهتين الشرقية والغربية لحلب خلال الأيام الأخيرة، ما دفع بمجلس الأمن إلى مطالبة جميع الأطراف المتحاربة إلى حماية المستشفيات والعيادات الطبية.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhalbi
أسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسمة بين النظام والمعارضة خلال عشرة أيام عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
صورة من: Reuters/A. Ismail
على الرغم من اتفاق وقف الأعمال العدائية بين الأطراف المتحاربة، أشار المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى أنه خلال المعارك الأخيرة قتل في حلب كل 25 دقيقة أحد المواطنين.
صورة من: picture-alliance/AA/B. el Halebi
الأطفال هم الضحيا الأوائل في المعارك الدائرة في سوريا، كما أن طبيب الأطفال الأخير في حلب قتل في القصف الذي استهدف أحد مستشفيات المدينة.
صورة من: Reuters/A. Ismail
هذه الصورة تعود إلى 2013، وقد نشرتها منظمة العفو الدولية وهي تظهر احد أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء الصراع في سوريا
صورة من: US Department of State, Humanitarian Information Unit, NextView License (DigitalGlobe)
الآثار التاريخية تشكل ضحية أخرى للصراع الدموي الدائر في حلب، فقد تعرض الجامع الأموي بحلب عدة مرات للقصف وذلك منذ بدء الصراع، كما دمرت في السنوات الماضية مئذنته التاريخية التي تعود إلى عهود قبل 1000 عام ، بالإضافة إلى تدمير مئذنة جامع العمرى الذي يعتبر أقدم مسجد في العالم.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
بالرغم من المعارك الدائرة في حلب، مازال آلاف المدنيين داخل المدينة المدمرة، وهم يأملون في أن يتمكن المجتمع الدولي من إجبار الأطراف المتحاربة على الالتزام بوقف الإعمال العدائية، على الأقل لالتقاط الأنفاس وتفقد بيوتهم المدمرة.