زيغمار غابريل يقترح تسهيل منح التأشيرات لمعارضي أردوغان
٢٨ أبريل ٢٠١٧
اقترح وزير الخارجية الألماني زيغمار غابريل تسهيل دخول فئات معينة من المواطنين الأتراك لألمانيا خصوصا المثقفين والفنانين والصحافيين، إلا أنها أعربت مجددا عن معارضتها لوقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
إعلان
وأوضح وزير الخارجية زيغمار غابرييل أمام نظزرائه في الاتحاد الأوروبي في اجتماهم الدوري في مالطا أن إجراءات تسهيل السفر ستنطبق على جزء من المواطنين الأتراك الذين صوتوا ضد التعديلات الدستورية ويريدون التطور ديمقراطيا، مضيفا أن الأمر يدور الآن حول دعم تركيا الديمقراطية. تجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع أن تمثل مثل هذه الإجراءات استفزازا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يطالب منذ فترة طويلة بإلغاء تأشيرات دخول الاتحاد الأوروبي لكافة المواطنين الأتراك.
وتجمدت المفاوضات الرامية إلى ذلك منذ شهور بسبب رفض تركيا تحقيق كافة الشروط الاثنين والسبعين التي وضعها الاتحاد الأوروبي لذلك. ويدور الخلاف على وجه الخصوص حول مطلب الاتحاد الأوروبي بإجراء تعديلات على قوانين مكافحة الإرهاب التركية، التي يرى حقوقيون أوروبيون أنها من الممكن أن يُساء تطبيقها بصياغتها الحالية في ملاحقة صحفيين ومعارضين. ويجري وزراء الخارجية بالاتحاد الأوروبي اليوم في فاليتا لأول مرة مشاورات بشأن اتخاذ قرارات من قبل الاتحاد كرد فعل على الاستفتاء حول التعديلات الدستورية الذي نظم في تركيا خلال الشهر الجاري.
وسوف يشارك وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في هذه المحادثات بناء على دعوة وجهتها له مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ووزير الخارجية المالطي جورج فيل
في سياق متصل أكد غابريل معارضة حكومة بلاده لوقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. وقال "نعتبر قطع المفاوضات رد فعل خاطئ تماما"، موضحا أنه ليس هناك مصلحة مطلقا في "دفع تركيا في اتجاه روسيا". وفي المقابل دعا غابريل إلى البحث عن صيغ جديدة للمفاوضات المتجمدة فعليا منذ شهور.
ويذكر أن الأصوات تعالت مؤخرا بالمطالبة بوقف أو تعليق مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي بعد الاستفتاء على تطبيق النظام الرئاسي في تركيا قبل نحو أسبوعين. وأيد التعديلات الدستورية، التي تمنح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صلاحيات موسعة، غالبية ضئيلة من الأتراك وذلك في استفتاء جرى في السادس عشر من الشهر الجاري. ويرى خبراء من الاتحاد الأوروبي أن التعديلات الدستورية من شأنها تقويض الفصل بين السلطات واستقلال القضاء.
ح.ز/ ح.ح (د.ب.أ)
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.