وزير داخلية ألمانيا لـDW: حق اللجوء مصون ونكافح سوء استغلاله
علي المخلافي
١٧ نوفمبر ٢٠٢٥
في حوار مع DW، أكد وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت على سياسته "الصارمة" بشأن الهجرة معتبرا انخفاض طلبات اللجوء الأولية بنسبة 60% "نجاحا كبيرا" وتطرق لملفات أخرى منها: الترحيل إلى مناطق بأفريقيا والتهديدات الروسية.
شدد وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت على رفضه لأي مساس بالحق الفردي في اللجوء قائلاً: "لا أشكك فيه. ما أشكك فيه هو سوء استغلاله، ويجب مكافحة ذلك بأفضل شكل ممكن".صورة من: Nina Haase/DW
إعلان
أكد وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت في حوار له مع مؤسسة دويتشه فيله DW الألمانية الإعلامية، أنه لم يبالغ في وعوده المتعلقة بسياسة الهجرة، مشيراً إلى أن نهجه "صارم للغاية" وأن الحكومة اتخذت منذ اليوم الأول الإجراءات الضرورية لتعزيز الرقابة على الحدود وتنفيذ عمليات الإرجاع.
واعتبر دوبرينت (عضو الحزب المسيحي الاجتماعي) في حديثه لـDW الإثنين (17 نوفمبر/ تشرين الثاني) أن انخفاض طلبات اللجوء الأولية بنسبة 60% "نجاح كبير"، موضحاً أن الهجرة غير النظامية تمثل منذ سنوات "المحرك الأكبر" لصعود الأحزاب الراديكالية.
"تحول في سياسة الهجرة"
وأوضح الوزير أن ما أسماه "التحول في سياسة الهجرة" سيستغرق وقتاً حتى يشعر به الناس "كتجربة شعور محسوس في محيطهم"، رغم استمرار حزب "البديل من أجل ألمانيا" -بما فيه من فروع يمينية متطرفة- في تحقيق مكاسب في استطلاعات الرأي.
الاتحاد الأوروبي يبحث تشديد سياسة الهجرة والترحيل
02:54
This browser does not support the video element.
وبشأن الجدل الدائر حول تقييد الحق الفردي في اللجوء، شدد دوبرينت على رفضه لأي مساس بهذا الحق قائلاً: "لدينا حق فردي في اللجوء، ولا أشكك فيه. ما أشكك فيه هو سوء استغلاله، ويجب مكافحة ذلك بأفضل شكل ممكن". وأضاف أن النقاش الأوروبي حول بدائل محتملة للنظام الحالي لا يزال مفتوحاً، مؤكداً أنه "لن يشارك" في مثل هذا النقاش.
ترحيل إلى مناطق في إفريقيا
وأعلن دوبرينت أن ألمانيا، بالتعاون مع دول أوروبية أخرى، ستبحث عن دول شريكة في إفريقيا لإنشاء "مراكز عودة" تُرحَّل إليها فئات من طالبي اللجوء المرفوضين، حتى لو لم يكونوا من هذه الدول الشريكة. وأكد أن تنفيذ الفكرة مرهون بوضع "الإطار القانوني المناسب"، لافتاً إلى أن عدة دول أوروبية تناقش بالفعل هذا التوجه.
تهديدات روسية وهجمات سيبرانية
وفي ما يتعلق بالأمن، حذر وزير الداخلية من أن روسيا -شأنها شأن قوى أجنبية أخرى- تسعى لزعزعة استقرار ألمانيا. وأشار إلى مخاطر متعددة تشمل الهجمات على الكابلات البحرية في بحر البلطيق، والتهديد بالطائرات المسيرة، إضافة إلى زيادة الهجمات السيبرانية التي "يأتي جزء منها من روسيا". وتوقع الوزير ارتفاعاً ملحوظاً في هذه الهجمات خلال الأشهر المقبلة.
ووصف دوبرينت تصريحات تينو كروبالا -الرئيس المشارك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" الشعبوي الصديق لموسكو- والتي اعتبر فيها بولندا -الدولة الحليفة للناتو- بأنها "أكثر خطورة من روسيا"، بأنها "هراء كامل" و"تصريحات مشينة" تهدف إلى تضليل المجتمع.
كما تطرق الحوار إلى ملفات أخرى بينها برنامج استقبال الأفغان، ودعم اللاجئين الأوكرانيين في ألمانيا، وإجراءات الأمن في أسواق عيد الميلاد.
تحرير: صلاح شرارة
ألمانيا واللاجئون.. كيف تغير الحال منذ الترحيب الكبير في 2015؟
أغلبية الألمان كانت في عام 2015 مع استقبال اللاجئين ومنحهم الحماية. ولكن الأمور لم تستمر كذلك، حيث تراجعت نسبة التأييد للاجئين بشكل متسارع اعتباراً من مطلع عام 2016. نستعرض ذلك في هذه الصور.
صورة من: Odd Andersen/AFP/Getty Images
ميركل وعبارتها الشهيرة
"نحن قادرون على إنجاز ذلك". عبارة قالتها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في هذا المؤتمر الصحفي للحكومة، الذي عقد بتاريخ 31 أغسطس/آب 2015. لم تكن تعرف حينها أن الجملة ستدخل التاريخ الألماني الحديث، وتسبب استقطاباً في البلاد، ويتحول الرأي العام الألماني من مرحب بنسبة كبيرة باللاجئين، إلى تناقص هذه النسبة بمرور السنوات.
صورة من: Imago/photothek/T. Imo
تأييد كبير لاستقبال اللاجئين
حتى مع ارتفاع أعداد طالبي اللجوء إلى ألمانيا من حوالي 41 ألف طلب لجوء في عام 2010 إلى 173 ألف طلب لجوء في 2014، كانت الأغلبية الساحقة من الألمان، في مطلع عام 2015، مع استقبال اللاجئين وتقديم الحماية لهم.
صورة من: Martin Meissner/AP Photo/picture alliance
أول محطة ترحيب
صيف وخريف 2015 شهد ذروة موجة اللجوء الكبيرة. فبعد أخذ ورد على المستوى السياسي الألماني، ومع الدول الأوروبية المجاورة، سمحت ألمانيا ودول أوروبية أخرى بدخول طالبي اللجوء إليها. مئات الآلاف دخلوا البلاد خلال أسابيع قليل. وظهرت صور التعاطف معهم من جانب السكان الألمان. وكان ذلك واضحاً للعيان في محطات القطارات وفي مآوي اللاجئين.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/picture alliance
التأييد حتى على مدرجات الملاعب
وحتى على مدرجات ملاعب كرة القدم، في مباريات الدوري الألماني (بوندسليغا)، شاهد العالم عبارات الترحيب باللاجئين، كما هنا حيث رفعت جماهير بوروسيا دورتموند هذه اللافتة العملاقة بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين أول 2015.
وبالمجمل وصل إلى ألمانيا خلال عام 2015 وحده حوالي 890 ألف طالب لجوء.
صورة من: picture-alliance/G. Chai von der Laage
الرافضون لاستبقال اللاجئين أقلية في 2015
بنفس الوقت كان هناك رافضون لسياسة الهجرة والانفتاح على إيواء اللاجئين، وخاصة من أنصار حركة "بيغيدا" (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب)، الذين كانوا يخرجون في مسيرات، خصوصاً في شرق البلاد، للتعبير عن رفضهم لاستقبال اللاجئين. كما كانت تخرج مظاهرات مضادة لحركة "بيغيدا" وداعمة لاستقبال اللاجئين.
صورة من: Reuters/F. Bensch
ليلة الانعطاف الكبير
وبقي الرأي العام منفتحاً على استقبال اللاجئين حتى ليلة حاسمة، مثلت علامة فارقة في قضية الهجرة واللجوء في ألمانيا. فبينما كان العالم يودع عام 2015 ويستقبل 2016، والاحتفالات السنوية تقام أيضا في المدن الألمانية، وردت أنباء متتالية عن عمليات تحرش بالكثير من الفتيات في موقع احتفال برأس السنة في مدينة كولن (كولونيا). أكثر من 600 فتاة تعرضن للتحرش والمضايقات.
صورة من: DW/D. Regev
تعليق لم الشمل لحملة الحماية المؤقتة
من تلك اللحظة بدأ المزاج العام في التغير وأخذ حجم التأييد لاستقبال اللاجئين يتراجع في الرأي العام الألماني. وبدأ التشديد في قوانين الهجرة واللجوء، كتعليق لم الشمل لمدة عامين للاجئي الحماية الثانوية (المؤقتة)، بموجب القانون الذي صدر في ربيع عام 2016، والذي صدر في عهد وزير الداخلية آنذاك توماس دي ميزير.
صورة من: Getty Images/AFP/J. McDougall
الهجوم على سوق عيد الميلاد في برلين 2016
وقبل أن يودع الألمان عام 2016 بأيام قليلة، أتت كارثة جديدة صدمت الرأي العام: هجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في العاصمة برلين، نفذه اللاجئ التونسي سميح عمري. 13 إنسان فقدوا حياتهم في الهجوم، وأصيب 63 آخرون. حصيلة مؤلمة ستترك ندوباً في المجتمع.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
حزب البديل يدخل البرلمان للمرة الأولى
استفاد من هذه الأحداث حزب البديل لأجل ألمانيا اليميني المناهض لسياسة الهجرة واللجوء الحالية والرافض لاستقبال اللاجئين كلياً. ليدخل الحزب البرلمان الألماني لأول مرة في تاريخه، محققاً المركز الثالث في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي أقيمت في سبتمبر/أيلول 2017، بنسبة 12.6 بالمئة.
صورة من: Reuters/W. Rattay
استمرار الاستقطاب
شهدت السنوات اللاحقة استمرار الاستقطاب في المجتمع، خصوصاً مع بعض الهجمات التي نفذها لاجئون، بدوافع إرهابية. أمر قلص الدعم الشعبي للهجرة. إلى أن تراجعت الشعبية، وبات قرابة ثلثي الألمان في استطلاعات الرأي يريدون استقبال أعداداً أقل من اللاجئين أو وقف استقبالهم كلياً.