يسعى وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر لإقناع نظرائه الأوروبيين بخطته للهجرة واللجوء مطالبا بإصلاح سياسة الاتحاد الأوروبي سيما نظام دبلن. الوزير طرح مجددا فكرة "فحص أولي" للمهاجرين على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
إعلان
طالب وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر بإحراز تقدم في إصلاح سياسة اللجوء بالاتحاد الأوروبي عقب سنوات من التعثر في التوصل لحل مشترك في أزمة اللجوء.
وقال زيهوفر اليوم الاثنين (الثاني من ديسمبر/ كانون الأول 2019) على هامش اجتماع مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي ببروكسل: "لا شيء جديد في هذا المجال، كل الأمور تم مناقشتها من قبل... المهم أن يتم التنفيذ الآن"، مضيفا أن هناك ضغط هجرة من كافة الاتجاهات. وتدفع عودة طالبي اللجوء المكثفة ألمانيا لاتخاذ إجراءات جديدة.
يُذكر أن زيهوفر طرح مؤخرا خطة لبداية جديدة لسياسة الهجرة في الاتحاد الأوروبي، ويسعى إلى الترويج لها خلال اجتماعه مع نظرائه الأوروبيين.
وتنص الخطة على "فحص أولي" للمهاجرين على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي على نحو يشمل الفحص الأمني وفرص الحصول على اللجوء. ومن يتضح أن لديه فرصا للحصول على اللجوء، يمكنه التقدم بطلب اللجوء في الدولة المختصة بالاتحاد. وإذا جاءت نتيجة الفحص الأولي سلبية، ستقدم وكالة حماية الحدود الأوروبية "فرونتكس" الدعم في إعادة اللاجئين.
وردا على سؤال حول ما إذا كان الفحص الأولي سيُجرى داخل أم خارج الاتحاد الأوروبي، قال زيهوفر: "الحدود في الغالب تكون في الجانب الخارجي من الاتحاد"، مشيرا إلى أن إجراء الفحص داخل الاتحاد الأوروبي أو خارجه يأتي في المرتبة الثانية بالنسبة له.
ويأتي موضوع التوزيع العادل للأعباء على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ضمن أولويات الوزير الألماني، وفق الخطة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها. وفشل إصلاح نظام دبلن بسبب توزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة أن دول شرق أوروبا الأعضاء في الاتحاد ترفض قبول حصة من المهاجرين. وطالب الوزير الألماني أن تساهم هذه الدول بشكل أو بآخر في الأعباء من باب التضامن.
وبحسب قواعد نظام "دبلن" السارية حتى الآن بالاتحاد الأوروبي، فإن أول دول يصل إليها طالب اللجوء هي المسؤولة عن إجراءات اللجوء الخاصة به. وكانت إيطاليا واليونان، مثقلتين بصفة خاصة بأعباء زائدة جراء ذلك خلال ذروة أزمة اللاجئين في عامي 2015 و.2016 وقد انضمت النرويج وأيسلندا وسويسرا وليشتنشتاين لنظام "دبلن". ومن الناحية العملية، يطبق هذا النظام على نحو محدود؛ لأنه يتم إعادة جزء محدود فقط من المهاجرين الذين يواصلون السفر دون تصريح إلى دول أوروبية أخرى، إلى أول دولة وصولوا إليها.
ع.ج.م/ح.ز (دب أ/أ ف ب)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو