وزير سعودي من السجن إلى اجتماع مجلس الوزراء مباشرة
٢ يناير ٢٠١٨
برأت السعودية وزيرا، كان متهما بالفساد ومحتجزا في فندق بالرياض مع أمراء ورجال أعمال. وندد حقوقيون أمميون بالاعتقالات في السعودية التي شملت "شخصيات دينية وكتاب وصحفيين" وغيرهم لكنهم لم يتطرقوا للمحتجزين في الفندق.
إعلان
شارك الوزير السعودي إبراهيم العساف، الذي كان محتجزا على خلفية التحقيقات بالفساد في المملكة، في جلسة لمجلس الوزراء اليوم الثلاثاء بعد أن "ثبتت براءته"، بحسب وسائل إعلام سعودية.
ونشرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" على حسابها على تويتر صورا للعاهل السعودي الملك سلمان، ولولي العهد الأمير محمد بن سلمان وللوزير خلال الجلسة. وأشارت صحيفة "سبق" السعودية، المقربة من الحكومة إلى أن العساف "عاد لممارسة عمله" الثلاثاء (الثاني من كانون الثاني/ يناير 2018) "بعد ثبوت براءته من التهم، التي وجهت له ومغادرته فندق ريتز كارلتون".
والعساف وزير دولة ووزير سابق للمالية، وهو أحد الذين شملتهم حملة "مكافحة الفساد" في السعودية في تشرين الثاني/ نوفمبر، التي طاولت أكثر من مئتي شخص بينهم أمراء ووزراء ورجال أعمال. واحتجزت معظم تلك الشخصيات في فندق ريتز كارلتون في الرياض، الذي تحول الى سجن فخم. وجرى الإفراج عن بعضهم بعدما توصلوا إلى تسويات مالية مع الحكومة.
حقوقيون بالأمم المتحدة ينددون بالاعتقالات
من جهة أخرى دعا خبراء بالأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان السعودية اليوم الثلاثاء إلى وقف "قمع" نشطاء حقوقيين والإفراج عن عشرات تم اعتقالهم منذ سبتمبر/ أيلول لممارستهم حقوقهم المدنية والسياسية بشكل سلمي.
وقال الخبراء في بيان مشترك إن تقارير أفادت باحتجاز أكثر من 60 رجل دين وكاتبا وصحفيا وأكاديميا ونشطا بارزين في موجة احتجاز منذ سبتمبر/ أيلول. ولم يرد بعد أي رد من الحكومة السعودية. وتقول الرياض إنه ليس لديها سجناء سياسيون؛ لكن مسؤولين كبارا يقولون إن مراقبة النشطاء مطلوبة للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي.
وقال الخبراء الخمسة المستقلون "نشهد اضطهادا للمدافعين عن حقوق الإنسان لأنهم مارسوا سلميا حقهم في حرية التعبير والتجمع وتكوين جمعيات وحرية الاعتقاد وانتقاما منهم لعملهم". وندد الخبراء "بنمط يثير القلق من الاعتقالات التعسفية الواسعة والممنهجة واحتجاز" شخصيات دينية وكتاب وصحفيين وأكاديميين ونشطاء بموجب قوانين مكافحة الإرهاب والقوانين الأمنية في المملكة.
وقال الخبراء إن من بين المحتجزين رجل الدين "الإصلاحي" المعروف سلمان العودة الذي يدعو إلى زيادة احترام حقوق الإنسان في إطار الشريعة. وذكر الخبراء الأكاديمي والكاتب عبد الله المالكي ورائد الأعمال عصام الزامل وكذلك عبد العزيز الشبيلي وعيسى بن حامد الحامد عضوي "جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية" المحظورة.
وقال الخبراء "رغم انتخاب السعودية عضوا في مجلس حقوق الإنسان في نهاية عام 2016، إلا أنها تواصل إسكات وإلقاء القبض التعسفي واحتجاز واضطهاد المدافعين عن حقوق الإنسان".
ويملك خبراء الأمم المتحدة تفويضا دوليا بشأن متابعة ممارسات الاحتجاز التعسفي، وأحوال المدافعين عن حقوق الإنسان، والحق في حرية التعبير والرأي، وحرية الدين والاعتقاد، وحماية حقوق الإنسان خلال إجراءات مكافحة الإرهاب. ولم يشر البيان إلى احتجاز السلطات السعودية 200 أمير ووزير ورجل أعمال في فندق ريتز كارلتون بالرياض.
ص.ش/أ.ح (أ ف ب، رويترز)
السعودية.. أبرز الموقوفين بتهم فساد
عشرات الموقوفين في السعودية بينهم أمراء ووزراء ورجال أعمال، تتهمهم السلطات في قضايا فساد تتعلق بغسيل الأموال والرشوة والاختلاس واستغلال النفوذ. في ألبوم الصور هذا نتعرف على أبرز الموقوفين.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
الأمير الوليد بن طلال
رجل أعمال في الثانية والستين من العمر، وهو حفيد مؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود. يملك 95 بالمئة من أسهم شركة المملكة القابضة، وهي شركة استثمارات عالمية تملك فنادق وأسهما في الكثير من الشركات العالمية بينها شبكة التواصل تويتر (4.9 بالمئة) وعملاق التكنولوجيا أبل (5 بالمئة)، وتقدر مجلة فوربس ثروته بـ 17 مليار دولار، ليتصدر قائمة الأغنياء العرب، ويأتي في المرتبة 45 عالمياً.
صورة من: Getty Images/AFP/I. S. Kodikara
الأمير متعب بن عبدالله
ابن الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز، يبلغ الرابعة والستين من العمر وأُقيل من منصبه كقائد للحرس الوطني، كما أنه كان عضواً سابقاً بمجلس الشؤون السياسية والأمنية في المملكة. تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في بريطانيا، وتدرج في الرتب العسكرية إلى أن وصل إلى رتبة فريق أول ركن. باعتقاله تم استبعاد آخر عضو في فرع الملك الراحل عبد الله كان لا يزال يشغل منصبا مهما في هيكل السلطة.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
الأمير تركي بن عبدالله
ابن العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله والأمير السابق لمنطقة الرياض، في الخامسة والأربعين من العمر. حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية وماجستير في الدراسات الإستراتيجية من جامعة ويلز في بريطانيا.
وبعد إعفائه من منصبه تم توقيفه بتهم التدخل في مشروع قطارات الرياض وتهم فساد في المشروع ذاته واستغلال نفوذ في إرساء مشاريع على الشركات التابعة له بشكل مباشر أوغير مباشر.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
عادل فقيه
وزير الاقتصاد والتخطيط، وكان في وقت من الأوقات في قلب الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقت في المملكة. يبلغ الستين من العمر. كان رئيس البلدية السابق لمدينة جدة وتسلم في السابق وزارة العمل بالإضافة لتكليفه بوزارة الصحة.
تم اعتقاله بعد ساعات على إعفائه من منصبه، بتهم تتعلق بالفساد وقبول الرشى وبكارثة سيول جدة عام 2009 التي أدت إلى وقوع عشرات الضحايا.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
إبراهيم العساف
وزير مالية سابق يبلغ الثامنة والستين من العمر، حاصل على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة كولورادو في أمريكا. وهو عضو مجلس إدارة شركة أرامكو (شركة النفط العربية الأمريكية) السعودية، كما أنه مثّل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال قمة مجموعة العشرين الأخيرة في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
وليد بن إبراهيم
رجل أعمال وإعلامي سعودي من مواليد 1962، درس وتأهل في مجال الإعلام في الولايات المتحدة وهو أخ زوجة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز، ويملك شركة "أم بي سي" إحدى أكبر شبكات التلفزيون في العالم العربي، حيث تم إيقافه بعدة تهم تتعلق بالفساد.
صورة من: picture-alliance/abaca/Balkis Press
حملة ضد الفساد!
جاءت حملة التوقيفات بعدما أعلن العاهل السعودي الملك سلمان عن تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي حصل على سلطات واسعة على مدى العامين الماضيين. ومُنحت اللجنة الجديدة سلطات واسعة للتحقيق في القضايا وإصدار أوامر اعتقال وتجميد الأصول، في خطوة اعتبرها محللون إجراء استباقيا من قبل الأمير لاستبعاد شخصيات قوية من طريقه غلى تولي العرش.
إعداد: محي الدين حسين
صورة من: picture-alliance/AA/Bandar Algaloud/Saudi Royal Council