وزير مغربي يستقيل بعد مشاركته في مظاهرة ضد "المقاطعة"
٧ يونيو ٢٠١٨
الوزير المغربي المكلف بالشؤون العامة والحكامة لحسن الداودي، يقدم استقالته بعد سيل الانتقادات الذي تعرض لها من قبل ناشطي حملة المقاطعة، ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مشاركة في وقفة احتجاجية لشركة حليب.
إعلان
قال بيان لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحكومي الحالي مساء الأربعاء إن لحسن الداودي الوزير المكلف بالشؤون العامة والحكامة تقدم بطلب إعفائه من منصبه بعد الجدل الكبير الذي أثاره بمشاركته مساء الثلاثاء في مظاهرة إلى جانب عمال شركة الحليب المغربية الفرنسية "سنترال دانون" للاحتجاج على مقاطعة مغاربة لمنتجات الشركة.
ووفق ما أوردته وكالة رويترز فإن البيان تضمن أن "مشاركة لحسن الداودي في الوقفة الاحتجاجية المعنية تقدير مجانب للصواب وتصرف غير مناسب".
وكانت حملة مقاطعة المغاربة لمنتجات ثلاث شركات رائدة في مجالها، هي شركة المياه المعدنية "سيدي علي" وشركة "أفريقيا" للغاز والمحروقات قد انطلقت بالإضافة إلى شركة "سنترال دانون" منذ أكثر من شهر وهو ما كبّد هذه الشركات خسائر كبيرة خاصة "سنترال دانون" التي أعلنت في مطلع الأسبوع أن مبيعاتها انخفضت إلى النصف منذ بدء الحملة إلى جانب خسائر متوقعة قيمتها 150 مليون درهم مغربي (15.89 مليون دولار) خلال الستة شهور المنتهية في 30 يونيو/ حزيران.
زاد التوتر في جرادة المغربية بعد اعتقال شابين إثر احتجاجات بدأت بعد وفاة عمال في مناجم للفحم. السكان يطالبون ببديل اقتصادي لمصدر رزقهم الأساسي واطلاق المعتقلين. بالصور: مراحل الاحتجاجات في جرادة منذ بدايتها.
صورة من: Getty Images/AFP/STR
موت أشعل احتجاجات
بدأت الاحتجاجات بمدينة جرادة (شمال شرق المغرب) في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2017. فبعد وفاة أربعة أشخاص في حوادث عرضي في أحد المناجم، خرج العديد من سكان المدينة محتجين في مظاهرات سلمية مطالبين ببدائل اقتصادية لمدينتهم التي لم تعد فيها فرص عمل منذ إقفال الدولة لمناجم الفحم عام 1998.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
التنديد بـ"التهميش"
المتظاهرون من سكان جرادة لا يطالبون بغير إيجاد بديل اقتصادي عن مناجم الفحم. كما أنهم يطالبون الجهات المسؤولة بإعفائهم من دفع فواتير الماء والكهرباء، والعمل على محاسبة المسؤولين في المنطقة منذ إيقاف مصدر عيشهم الأساسي. "الرغيف الأسود" يُنسب للقمة العيش التي يحصل عليها العمال من الكدح بمناجم الفحم الأسود.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
"مناجم الموت"
يعيش المئات من سكان جرادة من العمل في "مناجم الموت" العشوائية وغير القانونية، والتي باتت مصدر رزق لهم وفي نفس الوقت مهددة لحياتهم. وقد عبر المحتجون عن رفضهم للأوضاع من خلال الاعتصام، وتنظيم مسيرات سلمية وشن إضرابات عامة. كما رفعوا رايات البلد ورددوا النشيد الوطني في مرات عديدة.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
وعود معلقة؟
مع اندلاع الشرارة الأولى للاحتجاجات السنة الماضية، ذهب وفد رسمي رفيع المستوى إلى جرادة. وكان سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية قد أعلن، بعد زيارته للمدينة ضمن الوفد، عن مجموعة من القرارات الحكومية المهمة والعاجلة لاحتواء غضب الإقليم ككل. لكن الوضع لم يعرف تحسناً رغم الوعود المقدمة، حسب ما صرح به المتظاهرون، مما دفع بهم إلى الخروج من جديد.
صورة من: Fabrice Coffrini/AFP/Getty Images
اعتقالات وتوتر
أدى اعتقال السلطات شابين يوم السبت (10 مارس/ آذار 2018) إلى تصاعد التوتر بالمدينة. وخرج السكان في تظاهرات كبرى للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين، هذا في الوقت الذي خيم فيه إضراب عام على المدينة. وقد تحولت المظاهرات إلى مواجهات بينهم وبين القوات والأجهزة التابعة للدولة فيما بعد.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Senna
من الظالم ومن المظلوم؟
فوجئ المتظاهرون حين خروجهم للتظاهر السبت (10 مارس/آذار 2018) بوجود 500 من عناصر الدرك تقريباً في رقعة احتجاجهم، حسب ما نقلته وكالة رويترز. إذ قاموا بمحاصرتهم ودهسوا شاباً كما أصيبت امرأة بشكل بليغ. وفي هذا السياق، قالت السلطات المحلية لمدينة جرادة إن عدداً من المتظاهرين أحرقوا خمس سيارات تابعة للقوات العمومية وتسببوا في أضرارا جسيمة لعربات أخرى، كما أشارت إلى وقوع إصابات بين صفوف القوات الحكومية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تهديد ووعيد!
أصدرت وزارة الداخلية المغربية يوم الثلاثاء (13 مارس/ آذار2018) بياناً، فحواه أنها مستعدة "للتعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة". كما أكدت "انطلاقاً من صلاحياتها القانونية، على أحقيتها في إعمال (تطبيق) القانون من خلال منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام والتعامل بكل حزم مع التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة".
صورة من: Getty Images/AFP/STR
مواجهات دامية
شهدت المدينة مواجهات يوم الأربعاء (14 مارس/ آذار 2018)، ما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف الشرطة وتوقيف 9 أشخاص "سوف يتم تقديمهم أمام العدالة". ووصل عدد الإصابات البليغة إلى عشرة، حسب ما صرح به مصطفى الخلفي، الناطق باسم الحكومة المغربية. في حين صرح مسؤول محلي لوكالة الأناضول التركية أن الرقم تجاوز 180 إصابة، غالبيتها من القوات الحكومية.
إعداد: مريم مرغيش
صورة من: Getty Images/AFP/STR
8 صورة1 | 8
كما قالت "سنترال دانون إنها ستخفض كمية الحليب الذي تجمعه من 120 ألف فلاح بنسبة 30 في المئة وتسرح العمال المرتبطين معها بعقود قصيرة الأجل ويبلغ عددهم 900 عامل في حين التزمت الشركات الأخرى التي تشملها المقاطعة الصمت.
وقالت الحكومة المغربية في تصريحات صحفية إن المقاطعة تضر بالاقتصاد المغربي الاستثمار الأجنبي.
وتظاهر الداودي إلى جانب عمال شركة دانون أمام البرلمان المغربي ضد ما اعتبروها المخاطر المحدقة بشركة "سنترال دانون" والاقتصاد المغربي ككل مرددين شعار "هذا عار ..الاقتصاد في خطر."
وتعرض الداودي لموجة نقد لاذعة على صفحات التواصل الاجتماعي وكتب مستخدم على موقع فيسبوك "سابقة لأول مرة في العالم وزير يتظاهر ضد الشعب."
وعلق ناشط آخر "الحكومة تتظاهر ضد الشعب وتطالبه بالرحيل." كما سخر آخر قائلا "الشعب أبان عن وعي مرتفع واحترام كبير لحقوق الإنسان ولم يواجه مظاهرة الحكومة بالقمع والهراوات."