وسائل إعلام: التوافق على تسمية محمد الصفدي رئيساً للحكومة
١٤ نوفمبر ٢٠١٩
ذكرت قناتا "إل.بي.سي.آي" و"إم تي في" اللبنانيتان أنه تم الاتفاق على اختيار وزير المالية السابق محمد الصفدي رئيساً للحكومة. وفيما لم تستجب السلطات تماماً لغضب الشارع، وصف وزير الدفاع الوضع بـ "الخطير جداً".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Malla
إعلان
ذكرت قناتا "إل.بي.سي.آي" و"إم تي في" اللبنانيتان مساء اليوم الخميس (14 تشرين الثاني/نوفمبر 2019) أن عدة أحزاب لبنانية كبيرة اتفقت على اختيار محمد الصفدي وزير المالية السابق رئيساً للحكومة الجديدة في لبنان. جرى الاتفاق خلال اجتماع عقد بين رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري، السياسي السني البارز، وممثلين عن حركة أمل وجماعة حزب الله الشيعيتين. وذكر تلفزيون "إم تي في" أن الحكومة ستكون مزيجاً من الساسة والتكنوقراط. ولم تكشف القناتان عن مصادرهما.
وفي وقت سابق من اليوم الخميس شيع مئات اللبنانيين الخميس مواطناً قتل قبل يومين برصاص عسكري خلال احتجاجات مستمرة منذ نحو شهر ضد الطبقة السياسية الحاكمة التي يتهمها متظاهرون بالفساد ويحملونها مسؤولية تردي الأوضاع الاقتصادية. ورغم توقيف مطلق النار وبدء التحقيق معهن إلا أن غضب الشارع لم يهدأ. إذ عاد المتظاهرون إلى الشوارع مجدداً الخميس وحصلت إشكالات بينهم وبين الجيش في مناطق عدة عمد فيها إلى فتح طرق عدة أغلقوها في استراتيجية متبعة منذ بداية حراكهم. وخلال التشييع في بلدته الشويفات شرق بيروت، انضم متظاهرون إلى عائلة القتيل، علاء أبو فخر، وهتف مشيعون "ثورة، ثورة" و"ثوار أحرار سنكمل المشوار"، ونثروا الأرز والورود على جثمانه.
الوزير السابق محمد الصفدي (يسار)صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/STR
وإثر تصريحات لرئيس الجمهورية ميشال عون اعتبرها المتظاهرون "استفزازية"، نزل متظاهرون إلى شوارع بيروت ومناطق عدة وعمدوا إلى قطع بعض الطرق الرئيسية. وخلال قطع الطريق في منطقة خلدة جنوب بيروت، وقع إشكال بين المتظاهرين وسيارة تقل عسكريين تطور إلى إطلاق نار من جانب أحد الجنود ما تسبب بمقتل أبو فخر (38 عاماً) أمام زوجته وطفله.
"السلطات لم تستجب تماماً لغضب الشارع"
ومنذ استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في 29 تشرين الأول/أكتوبر أمام غضب الشارع، لم تتحرك السلطات للاستجابة لمطالب المتظاهرين، ولم يدع الرئيس اللبناني ميشيل عون حتى الآن إلى استشارات نيابية لتشكيل حكومة جديدة.
وكان عون قد اقترح في مقابلة تلفزيونية تشكيل حكومة "تكنو-سياسية"، بينما يطالب المتظاهرون بحكومة اختصاصيين مستقلة بعيداً عن أي ولاء حزبي أو ارتباط بالمسؤولين الحاليين مصرين على شعار "كلن يعني كلن". ليس هذا فحسب، بل رفعوا شعارات جديدة بعد المقابلة التلفزيونية مطالبين برحيل عون أيضاً.
وزير الدفاع يحذر
في غضون ذلك قال وزير الدفاع اللبناني، إلياس أبو صعب، إن البلاد في "وضع خطير" للغاية. كما قارن بين الاضطرابات التي شهدتها البلاد في الأيام القليلة الماضية وبين بدايات الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وأشار الوزير، المحسوب على معسكر عون المدعوم هو نفسه من حزب الله، إلى حوادث عدة منها محاولة محتجين إقامة جدران على طريق سريع ساحلي رئيسي، بيد أنه قال إن اللوم لا يقع على عاتق "الحراك" الديمقراطي وإن المتظاهرين لهم الحق في الاحتجاج والحماية.
ويشار إلى أنه وبعد شهر من اندلاع الاحتجاجات في أنحاء البلاد، يعاني لبنان من اضطرابات سياسية واقتصادية خطيرة.
أ.ح/خ.س (أ ف ب، رويترز)
استقالة الحريري...هل هي بداية مفعول دومينو "كلن يعني كلن"؟
إعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الاستقالة من منصبه يشكل أحدث حلقة في التطورات التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة. بعد أسبوعين من مظاهرات هي الأكبر من نوعها منذ 2005، عمّت البلاد وتصدرها شعار "كلن يعني كلن"!
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS/APA Images/F. Abdullah
الحريري: "لا أحد أكبر من بلده"
قدّم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري استقالة الحكومة إلى رئيس لبنان بعد دخول الاحتجاجات أسبوعها الثاني، ويبقى القرار رهن موافقة الرئيس ميشال عون على قرار الإقالة. إقالة جميع المسؤولين الحاليين تصدرت شعارات المحتجين.
صورة من: Reuters/M. Azakir
القشة الأخيرة
انطلقت مظاهرات اللبنانيين في 17 تشرين الأول/ أكتوبر احتجاجًا على إعلان الحكومة عن خطط لحزمة ضرائب جديدة وصلت حتى تطبيقات المكالمات الهاتفية، لتكون "القشة الأخيرة" نتيجة أزمة الدولار والحرائق التي اجتاحت البلاد، والضريبة المفروضة على البنزين والقمح.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Eid
مطالب المحتجين
اقتصرت الاحتجاجات في اليوم الأول على عشرات المتظاهرين، لتتسع خلال فترة قصيرة، حتى وصلت إلى آلاف المحتجين في جميع أنحاء البلاد. المظاهرات السلمية سلطت الضوء على مطالب عامة تتعلق بالطبابة المجانية، وحماية المرأة وتوفير فرص عمل للشباب، ودعم التعليم، ورحيل النخبة الحاكمة كاملة تحت شعار #كلن_يعني_كلن.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey
مهلة الحريري للشركاء
في الـ18 من تشرين الأول/أكتوبر ألقى رئيس الوزراء سعد الحريري خطاباً، اتهم فيها القوى السياسية اللبنانية بالانشغال في المناكفات السياسية، وأكد أن الحل يكمن في زيادة النمو وضخ أموال ودماء جديدة في الاقتصاد، وأمهل شركاءه في الحكومة 72 ساعة لدعم الإصلاحات. وفي ذات الوقت تم الإعلان عن سقوط قتيل جراء تعرضه لإطلاق النار في احتجاجات شمالي طرابلس.
صورة من: Reuters/S. Kumar
اللبنانيون "يغردون" ضد الطبقة السياسية
لم تفلح محاولات الحريري في تهدئة الشارع اللبناني، حيث ردد المحتجون في مظاهرات قبالة المبنى الحكومي وسط العاصمة بيروت، هتافات تطالب بإقالة الحكومة، وإسقاط النظام. إذ ظهر اسم الحريري في أكثر من 25 ألف تغريدة خلال الـ24 ساعة منذ خطابه، متسائلين كيف للحكومة أن تحقق الإصلاحات المقدمة خلال 3 أيام فقط.
صورة من: pictue-alliance/AP Photo/H. Ammar
نصر الله: نخشى وقوع حرب أهلية
الأمين العام لحزب الله (الشيعي) يخرج بخطابٍ في محاولة لإلقاء اللوم على الرئاسة الحالية، ويعبر عن معارضته لاستقالة الحكومة، ليعقّب بعد ذلك في خطاب آخر عن خوفه من وقوع حرب أهلية، متهمًا الحراك الاحتجاجي بأنه لم يعد "حركة شعبية عفوية".
صورة من: Reuters/A. Taher
"كلن يعني كلن ... حسن نصر الله واحد منن"
لم يفلح نصر الله في توجيه غضب المحتجين نحو الحكومة اللبنانية، بل إن الاحتجاجات وصلت إلى مدينة النبطية، أحد معاقل الحزب الشيعي، فيما نشبت اشتباكات بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله وحركة أمل في العاصمة اللبنانية، واستمر المحتجون في المطالبة باستقالة جميع المسؤولين من بينهم نصر الله.
صورة من: picture-alliance/AP/H. Ammar
الجيش اللبناني .. موقف حيادي
دعت الاحتجاجات إلى إنهاء المحاصصة الطائفية، فيما اتخذ الجيش موقفًا حياديًا بعد استقدام تعزيزات إلى نقاط التجمع في اليوم السابع للمظاهرات، وذلك لمنع التصادم بين المحتجين والموالين "للرموز" السياسية الحالية. وقد جدد الجيش اللبناني وقوفه إلى جانب المتظاهرين وحقهم في حرية التعبير والتظاهر السلمي.
صورة من: Reuters/A. Konstantinidis
خطاب عون ... قبول سياسي ورفض شعبي
في اليوم الثامن من الاحتجاجات اللبنانية، خرج الرئيس ميشال عون في خطاب يشير فيه إلى أن تغيير النظام يتم عبر المؤسسات الدستورية وليس الشارع، ودعا لتحقيق التعاون ما بين الأطراف الحكومية، وقد لاقى الخطاب رواجًا بين المسؤولين اللبنانيين، بينما لم يلق أي ترحيب شعبي.
صورة من: picture-alliance/AP/Lebanese government/D. Nohra
خطاب غير "رئاسي"
جاء رد الشارع اللبناني واضحًا على خطاب عون، إذ رأوا أنه يفتقر إلى الحلول الجذرية، وأعتبره كثيرون خطابًا ضعيفًا. وفي استطلاع لـDW عربية ببيروت عبر مشاركون في الإحتجاجات عن اعتقادهم بأن الإصلاحات التي اقترحها عون لم تأت بجديد، ورأى البعض أن الخطاب "لا يليق" برئيس البلاد.
صورة من: picture-alliance/Zuma/ Le Pictorium/B. Tarabey