وسائل التواصل الاجتماعي تسبب اضطرابات الأكل بين المراهقين!
١٥ ديسمبر ٢٠١٩
دراسة جديدة تؤكد مخاطر "الاستخدام غير الآمن" لوسائل التواصل الاجتماعي، إذ ربطت بين الاستخدام المتزايد لها من جانب المراهقين وإصابتهم باضطرابات في سلوكيات تناولهم للطعام .. فكيف يحدث ذلك؟
إعلان
ذكرت دراسة أمريكية أن احتمالات تفويت الوجبات والإصابة باضطرابات تغذية أخرى تزيد لدى المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي. وشملت الدراسة 996 مراهقا بالصف السابع والثامن يصل متوسط عمرهم إلى 13 عاما، حيث وجهت لهم أسئلة حول استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وتمبلر، بالإضافة إلى السؤال عن سلوكيات تناول الطعام لديهم وحجم قلقهم بشأن وزنهم وشكلهم ونوبات الشراهة أو تفويت بعض الوجبات لديهم وإن كانوا يمارسون تمارين رياضية قاسية أم لا.
وتوصلت الدراسة، التي نشرت في الدورية الدولية لاضطرابات التغذية، إلى أن من بين المشاركين في الدراسة كان لدى نحو 75 بالمئة من الفتيات و70 بالمئة من الفتيان حساب واحد على الأقل على موقع للتواصل الاجتماعي.
أما فيما يتعلق بسلوكيات تناول الطعام، ذكرت 52 بالمئة من الفتيات أنهن عانين من اضطراب واحد على الأقل في تناولهن للطعام مقابل نسبة بلغت 45 بالمئة لدى الفتيان.
وزادت احتمالات اتباع سلوكيات تغذية مضطربة واحتمالات تكرار تلك السلوكيات بتزايد حسابات التواصل الاجتماعي، مقارنة بالمراهقين الذين لم يكن لديهم أي حسابات على هذه المواقع.
وقال المشرف على الدراسة، الباحث بجامعة فلندرز الأسترالية سيمون ويلكش: "لدينا اعتقاد أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي يشجع صغار السن على مقارنة أنفسهم بأقرانهم وبالآخرين، خاصة فيما يتعلق بالمظهر في سن يكون فيه المراهقون سريعي التأثر بأقرانهم".
إلا أن الدراسة لم تكن مصممة في الأساس لتثبت أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يساهم بشكل مباشر في مشكلات بشأن نظرة المراهقين لأنفسهم أو اضطرابات التغذية.
وينصح الأستاذ بقسم طب المراهقين والشبان في جامعة كاليفورنيا الأمريكية، الدكتور جيسون ناجاتا، الآباء الذين يعتقدون أن أبناءهم يعانون من مشكلات في رؤيتهم لأنفسهم وفي سلوكهم المتعلق بالطعام بطلب المساعدة من المتخصصين. كما أضاف أن على الوالدين محاولة إبقاء خطوط التواصل مع أبنائهم مفتوحة بشأن الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي.
د.ب/ع.ش (رويترز)
هكذا يدمر "إنستغرام" البيئة
يتدفق كثير من الأشخاص إلى مناطق طبيعية خلابة لالتقاط بعض الصور ونشرها على إنستغرام. غير أن سلوكهم غير المسؤول يساهم في تدمير الطبيعة. هكذا يفسد المؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي بعض الأماكن المذهلة التي يحبونها:
صورة من: instagram.com/publiclandshateyou
من تفتح الزهور إلى الدمار
بعد فصل الشتاء الذي كان غنياً بهطولات الأمطار، جاء الربيع في جنوب ولاية كاليفورنيا مع مساحات كبيرة من الأزهار البرية الرائعة، والتي تشكل خلفية مثالية لاتفوت للصور، الأمر الذي كان سبباً في تدفق حوالي 50 ألف شخص إلى المنطقة بحثاً عن الصورة المثالية. ولكن عندما تداس هذه الزهور وتقطف وتسحق من قبل الأشخاص الذين يجوبون المكان لالتقاط الصور، فإنها لن تنمو مرة أخرى.
صورة من: Reuters/L. Nicholson
عندما تنتشر صور الطبيعة
ما اعتاد أن يكون مكاناً لعطلة عائلة محلية على نهر كولورادو بالقرب من غراند كانيون، أصبح أحد أكثر الأماكن شهرة على الإنستغرام في الولايات المتحدة. وتحولت منطقة " Horsehoe Ben" من جذب بضعة آلاف زائر إلى ملايين الزوار سنوياً. يتم توسيع مواقف السيارات لاستيعاب الحشود التي تسد الممرات وتسبب الازدحام المروري.
صورة من: imago/blickwinkel/E. Teister
دون قصد
بعد وقت قصير من نشر المصور المحلي يوهانس هولزر صورة لبحيرة بافارية بالقرب من المكان الذي نشأ فيه، انطلق رواد إنستغرام لالتقاط صور في المكان نفسه. في مقابلة مع قناة BR الألمانية، قال إن الطريق إلى البحيرة يبدو الآن وكأنه قد تعرض لهجوم جيش كبير. كما أن المكان أصبح مليئا بأعقاب السجائر والقمامة، ولم يعد مكاناً مناسباً للعزلة كما كان.
صورة من: picture-alliance/DUMONT Bildarchiv/R. Eisele
بلدة صغيرة يجتاحها ملايين الزوار سنويا
عندما اكتشفت قرية نمساوية صغيرة يبلغ عدد سكانها 700 نسمة فقط كخلفية مثالية لصور إنستغرام، بدأت حوالي 80 حافلة سياحية، و10 آلاف زائر بالتدفق إليها يومياً. ويشكو السكان المحليون من أن السياح يتجولون في ممتلكاتهم للعثور على أفضل زاوية ممكنة لصورهم، ويتركون المخلفات وراءهم، ويصورون بـ"درونز" طائرات بدون طيار التي بدورها تخيف الطيور، وتدمر السلام والهدوء بشكل عام.
صورة من: picture-alliance /Helga Lade Fotoagentur GmbH,
أبراج حجرية
يعتبر شاطئ "بلايا جاردان" في جزيرة تينيريفي الإسبانية مكاناً شهيراً بين المصورين الذين يبنون أبراجاً صغيرة بالحجارة التي جمعت من الشاطئ. قد تشكل تصميماتهم صوراً رائعة، غير أنها من ناحية أخرى تلحق الضرر بالنظام البيئي المحلي، لأن العناكب والحشرات والسحالي التي تعيش تحت الحجارة تفقد ملجأها عند إزالة الأحجار من الشاطئ.
صورة من: Imago Images/McPHOTO/W. Boyungs
لا تترك أثراً
علاوة على ذلك، تقتلع الكائنات الحية النباتية الضرورية لصحة الأرض عندما يتم تغيير موضع الحجارة. الأمر الذي قاد علماء البيئة إلى تفكيك التكوينات الصخرية في وقت سابق من هذا العام، ونشر تفسيرات على إنستغرام تحت هاشتاغ (#Pasasinhue) ويعني"لا تترك أثراً". بعد أيام قليلة من الحملة، بدأ رواد الإنستغرام بإعادة بناء الأبراج الحجرية.
صورة من: Imago Images/robertharding/N. Farrin
ليس تذكاراً!
أطلق على هذا الشاطئ اسم "شاطئ بوبكورن" لوجود الطحالب الميتة التي تشبه وجبة الـ"البوبكرون" الفوشار في جزيرة فويرتيفنتورا، حيث اكتسب هذا النوع من الطحالب اهتمام رواد إنستغرام. غير أن العديد من الأشخاص يأخذون بعض الطحالب معهم إلى المنزل كتذكارات. إذ هناك حوالي 10 كيلوغرامات تختفي كل شهر. وبناء على ذلك، انطلق مشروع "تنظيف المحيط" في مشاركة صور مثل هذه على إنستغرام.
صورة من: Clean Ocean Project
أيسلندا
بوجود أكثر من 10 مليون صورة على إنستغرام، أصبحت أيسلندا وجهة شهيرة للغاية للشخصيات المؤثرة. ولكن للحصول على الصورة المثالية، يقودون على الطرقات الوعرة الأمر الذي يلحق الضرر بالريف. ويجلسون على الأنهار الجليدية، ويمشون على الطحالب التي قد تموت جراء ذلك، وتحلق كاميرات "الدرونز" فوق الحيوانات البرية. أطلقت هيئة السياحة "Visit Iceland " الآن العديد من المبادرات لتعزيز السلوك المسؤول للسياح.
صورة من: picture-alliance/E. Rhodes
"الأماكن العامة تكرهك"
"الأماكن العامة تكرهك" - حساب مجهول على إنستغرام يهدف إلى تسليط الضوء على السلوك المهمل لبعض السياح. إذ يعيد هذا الحساب نشر صور لأشخاص ينتهكون القواعد في الطبيعة، مما دفع العلامات التجارية إلى إنهاء العمل مع بعض المؤثرين، وحتى إجراء تحقيقات من قبل خدمات المتنزهات القومية الأمريكية. غير أن الحساب قد تعرض لانتقادات لتسمية أشخاص دون موافقتهم.
آن صوفي براندلين/ ريم ضوا.