1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة بين المعارضة والتأييد

منذ ستينات القرن الماضي وعدد كبير من السيدات يتناولن أقراصا صغيرة لها مفعول السحر وذلك لمنع الحمل. من المدهش أن هذه الحبوب قد غيرت معدلات النمو السكاني على سطح كوكب الأرض، بالرغم من تأرجحها بين مؤيد ومعارض حتى الآن.

صورة من: Illuscope

مضى اليوم خمسة وأربعون عامًا على بداية استخدام النساء لحبوب منع الحمل. وتعتبر الولايات المتحدة أول دولة يُستخدم فيها هذا النوع من العقاقير، إذ طُرحت هذه الوسيلة الفعالة عام 1960 في الأسواق الأمريكية. أما اليوم فتتناولها نحو مائة مليون سيدة في شتى أركان المعمورة، وتراها على مستوى العالم واحدة من كل أربع نساء ممن تتراوح أعمارهن بين 16 و49 عامًا كأفضل وسائل منع الحمل على الإطلاق. إضافة إلى ذلك هناك نحو 20 مليون امرأة في الدول المتقدمة لجأن إلى العلاج الهرموني بعد انقطاع الطمث. تحتوي الأقراص المانعة للحمل على مادتين هما الاستروجين والبروجستين الاصطناعيين، بالإضافة إلى مادة مخفضة للهرمون الذكري في الدم وتختلف نسبة الاستروجين في الحبوب من نوع لآخر. ويساعد كل من الاستروجين والبروجستين على منع التبويض على طريق إحداث تأثيرات معينة على الغدة النخامية. ويؤدي ذلك في النهاية لتوقف إفراز الهرمون اللازم لتنشيط المبيض، والحول دون خروج البويضة لإحداث التلقيح بالصورة الطبيعية. وأكدت الأبحاث العلمية خلال العقود المنصرمة فعالية هذه الحبوب، الأمر الذي ساعد على ارتفاع معدلات الإقبال عليها من قبل الراغبات في تنظيم أسرهن.

أقراص سحرية ذات مخاطر طبية؟

أقراص سحرية ذات مخاطر طبيةصورة من: Bilderbox

إلا أن هذه الوسيلة السحرية قد تلحق أضرارا صحية ونفسية بالسيدات اللائي يستخدمنها. فمضاعفات حبوب منع الحمل عديدة ولعل أهمها الغثيان، القيء، تذبذب الوزن، الإكتئاب والصداع. وفي بعض الحالات يكون الأمر أخطر من ذلك بكثير، فلقد صرح العلماء مؤخراً أن النساء اللائي يتناولن اقراص منع الحمل قد يزيد لديهن خطر الإصابة بسرطان الثدي. وخلص بحث أجرته منظمة الصحة العالمية في شهر يوليو/تموز الماضي إلى أن وسائل منع الحمل التي يتم تناولها عن طريق الفم توفر حماية من الإصابة ببعض أنواع السرطان لكنها في الوقت نفسه قد تؤدي للإصابة بأنواع أخرى منه. بعدها صرح المتحدث الرسمي لوكالة الدولية لأبحاث السرطان في ليون بفرنسا بأنه: "من المحتمل أن يكون العائد الصافي الشامل لحبوب منع الحمل على صحة المرأة مفيداً لكن مطلوب إجراء تحليل دقيق لإثبات هذا الاحتمال."

تحفظ كاثوليكي على حبوب منع الحمل

الموقف البابوي من وسائل منع الحمل لم يتغير رغم انتقال السلطة العليا في الكنيسة الكاثوليكيةصورة من: dpa

منذ ظهور وسائل منع الحمل والكرسي الرسولي في الفاتيكان يعارض استخدام السيدات لكافة الوسائل التي تؤدي على عدم الإنجاب، ولاسيما أقراص منع الحمل. واظهر بابا الكنيسة الكاثوليكية السابق يوحنا بولس الثاني تمسكاً بخط محافظ فيما يتعلق بمسائل الأسرة والأخلاقيات. فقد أعلن مراراً وتكراراً أن وسائل منع الحمل تعد محرمة، كما عارض البابا أي علاقة جنسية خارج الزواج، معتبراً أن الجنس غرضه الإنجاب والتوالد فحسب. وأصر البابا في كل مناسبة تقريباً عل تحريم استخدام وسائل منع الحمل، حتى في مناطق إفريقيا التي يتفشى أوبئة تتسبب في ولادة أطفال محكوم عليهم بالموت سلفًا. ولا غرو أن هذا الموقف قد أثار حفيظة العديد من الشباب في البلدان الأوروبية ودفعهم إلى الابتعاد النسبي عن تعاليم المذهب الكاثوليكي.

موقف الإسلام من وسائل منع الإنجاب

القرآن الكريمصورة من: AP

أما الديانة الإسلامية فتتخذ موقفاً مشابهاً، ولو بعض الشيء، من الموقف الكاثوليكي. ولمعرفة حكم الشريعة الإسلامية فيما يتعلق باستخدام المرأة لوسائل منع الحمل أجرى موقع دويتشه فيلّه باللغة العربية مقابلة تليفونية مع الأستاذ الدكتور محمد رأفت عثمان، عميد كلية الشريعة والقانون وأستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في مصر. ومن الملاحظ هنا أنه لا محالة من التطرق إلى مصطلحين أساسيين هما "تحديد النسل" و"تنظيم الأسرة" عندما يدور النقاش حول مسألة مشروعية تعاطى المرأة المسلمة لحبوب منع الإنجاب. ترى أي المصطلحين يمكن له التماشي مع الدين الإسلامي؟

تنظيم لا تحديد

اطفال حديثو الولادةصورة من: dpa

على هذا السؤال يرد الدكتور عثمان، بالقول: "تحديد النسل هو التوقّف عن الإنجاب عند الوصول إلى عدد معين من الذرية، وذلك باستعمال وسائل تمنع من الحمل. أما إذا تدخلت السلطة التشريعية في دولة ما وأصدرت قانون ينص بعدم إنجاب أكثر من ثلاثة أطفال مثلاً، فإن هذا غير جائز شرعاً. ولا يجوز أن يجري الرجل أو المرأة عملية جراحية لإيقاف القدرة على الإنجاب، لذلك فإن تحديد النسل ممنوع شرعاً". أما التنظيم فهو مطلوب بلا شك في كل شئون الحياة. وتعد الأسرة المؤسسة الرئيسية في الحياة لذلك فانه من الضروري تنظيمها، "لذالك فقد أباح معظم الفقهاء استخدام وسائل منع الحمل المؤقتة بشروط أهمها الحفاظ على صحة المرأة وعلى صحة أولادها من كثرة الحمل وتتابعه." ولكن إذا تم إثبات خطورة عقاقير منع الحمل على صحة المرأة، فإنه من المحرم استخدامها، انطلاقا من المبدأ الإسلامي المعروف: "لا ضرر ولا ضرار" على حد تعبير الأستاذ الدكتور محمد رأفت عثمان.

علاء الدين سرحان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW