وسط احتجاجات واسعة.. "البديل" الشعبوي يعيد انتخاب رئيسيه
٢٩ يونيو ٢٠٢٤
أعاد مؤتمر حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي انتخاب رئيسيه أليس فايدل وتينو كروبالا. وانعقد المؤتمر في مدينة إيسن وسط أجواء مشحونة ومظاهرات تندد بالحزب قائلة إن "البديل من أجل ألمانيا ليس مرحبا به هنا".
إعلان
أعاد حزب "البديل من أجل ألمانيا" انتخاب رئيسته أليس فايدل لفترة ولاية جديدة. وجاء ذلك خلال المؤتمر الاتحادي للحزب اليميني الشعبوي الذي عقده في مدينة إيسن غربي ألمانيا اليوم السبت (29 يونيو / حزيران 2024) ويستمر حتى يوم غد الأحد.
وحصلت فايدل (45 عاما) ولم يكن أمامها مرشحة منافسة على تأييد 79,77% من مندوبي الحزب.
يذكر أن فايدل تشارك زميلها تينو كروبالا (شروبالا) في رئاسة الحزب. وكان مندوبو الحزب أعادوا في تصويت سابق انتخاب كروبالا رئيسا لفترة ولاية جديدة. وحصل كروبالا (49 عاما) على تأييد 82,7% من مندوبي الحزب.
وكان "البديل" قرر في مؤتمره مواصلة العمل بنظام الرئاسة المزدوجة للحزب في المستقبل حيث أيد مندوبوه هذا القرار بأغلبية كبيرة. يذكر أن اللائحة التأسيسية للحزب تسمح من حيث المبدأ بإمكانية أن يتولى شخص واحد رئاسة الحزب.
من جانبه أكد رئيس حزب "البديل من أجل ألمانيا" تينو كروبالا ما وصفها بـ "النجاحات" التي حققها مع زميلته في رئاسة الحزب أليس فايدل خلال العامين الماضيين. وجاء ذلك في خطاب ألقاه خلال المؤتمر الذي عقده الحزب في مدينة إيسن غربي ألمانيا اليوم السبت ويستمر المؤتمر حتى يوم الغد.
صرح كروبالا بأنه وفايدل أنهيا صراعات المسار "وصرنا اليوم البديل الاجتماعي الحر من أجل ألمانيا". وذكر كروبالا أن عدد أعضاء الحزب يبلغ حاليا 46 ألف و881 عضوا أي أكثر مما كان عليه في أوائل 2023 مشيرا إلى أن هذا العدد سيتجاوز 50 ألف عضو بحلول الخريف المقبل 2024.
وفي إشارة إلى انتخابات برلمانات ولايات ساكسونيا وتورينغِن وبراندنبورغ -وكلها ولايات في شرق ألمانيا- قال كروبالا: "نحن رقم 1 في الشرق، ونحن عازمون على الفوز بهذه الانتخابات وعازمون على تعزيز هذا المركز والحفاظ عليه".
وفي معرض حديثه عن انتخابات البرلمان الأوروبي التي جرت في أوائل الشهر الجاري يونيو / حزيران 2024 وحصل فيها الحزب على 15,9%، حث كروبالا على اكتساب حزبه المزيد من الاحترافية، وقال: "كان بإمكاننا الحصول على 20%".
ودعا كروبالا زملاءه في الحزب إلى توخي المزيد من الدقة عند اختيار المرشحين. وقال: "علينا أن نلقي نظرة أدق على مرشحينا في المستقبل"، وذلك بعد الأخبار السلبية التي طالت المرشحين الرئيسيين للحزب ماكسيميليان كراه وبيتر بيسترون خلال الحملة الانتخابية لبرلمان أوروبا.
وانطلق السبت مؤتمر حزب "البديل من أجل ألمانيا" وسط أجواء مشحونة بالتوتر بمدينة إيسِن حيث اعتقلت الشرطة بعض المتظاهرين ممن ارتكبوا أعمال عنف تنديدا بسياسة هذا الفصيل السياسي اليميني الشعبوي.
وحشدت الشرطة أكثر من ألف عنصر لمواجهة التظاهرات المتعدّدة المتوقع تنظيمها السبت والأحد والتي قد تجمع نحو 80 ألف شخص، بينهم "مثيرو شغب من اليسار المتطرّف يمكن أن يرتكبوا أعمال عنف"، وفق هربرت رويل، وزير داخلية ولاية شمال الراين فيستفاليا التي تقع فيها مدينة إيسن مكان انعقاد مؤتمر حزب "البديل" اليميني الشعبوي.
وسار خمسون ألف متظاهر السبت في اتجاه قاعة المؤتمر بحسب المنظمين، حاملين رايات ولافتات كتب عليها "مقاومة" و"معا من أجل الديموقراطية". ولم تدل الشرطة بأي ارقام حتى الآن.
وقالت ليندا كاستروب متحدثة باسم إحدى الجمعيات إن "البديل من أجل ألمانيا ليس مرحبا به هنا. نحن ندافع عن مجتمع منفتح على العالم والديموقراطية".
ع.م/ أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)